نشرت مجلة "مودرن دبلوماسي" تقريرا سلطت خلاله الضوء على الأسباب الحقيقية التي دفعت الإمارات إلى إلغاء صفقة طائرات F35 مع الولايات المتحدة الأمريكية .
وبحسب التقرير الذي ترجمته "بوابة الحرية والعدالة" بعد أيام من قرار الإمارات العربية المتحدة إلغاء الاتفاق المتعلق بشراء طائرات F35 من الولايات المتحدة، ذكر تقرير لـ CNN في 23 ديسمبر 2021 أن تقييمات لمسؤولين أمريكيين كبار توحي بأن عمليات نقل صواريخ باليستية حساسة قد تمت بين الصين والمملكة العربية السعودية.
أسباب إلغاء الصفقة
وأضاف التقرير أن أحد الأسباب التي دفعت الإمارات إلى إلغاء الاتفاق مع الولايات المتحدة ، هو أنها لا تريد التورط في أي نوع من الحرب الباردة بين كل من الولايات المتحدة والصين، وقال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لقيادة الإمارات، أثناء حديثه في مركز أبحاث في واشنطن العاصمة في وقت سابق من هذا الشهر "أعتقد أننا، بوصفنا دولة صغيرة، سوف نتأثر سلبا بهذا، ولكننا لن تكون لدينا القدرة بأي شكل من الأشكال على التأثير على هذه المنافسة حتى بشكل إيجابي حقا".
وأوضح التقرير أنه بينما كانت الولايات المتحدة غير مرتاحة لاستخدام الإمارات لتكنولوجيا 5G الصينية، حيث حذرت واشنطن الإمارات من أن استخدام الأخيرة للتكنولوجيا سيؤثر على العلاقات الأمنية بين البلدين، فإن نتائج المراقبة الأمريكية بأن الصين كانت تحاول بناء منشأة عسكرية في ميناء خليفة، بالقرب من أبو ظبي، أدت إلى خلافات خطيرة، بينما تم إلغاء أعمال البناء في الموقع في ميناء خليفة على الرغم من إصرار كل من الإمارات والصين على أن المنشأة كانت تجارية بحتة بطبيعتها، وقد صرحت كل من الإمارات والولايات المتحدة علنا أن علاقتهما لا تزال قوية، فلا شك في أن الأحداث الأخيرة قد ألقت بظلالها على العلاقة الثنائية.
وأشار التقرير إلى أنه بالنظر إلى حالة تطوير المملكة العربية السعودية لقذائف تسيارية، فإن ذلك مهم لعدة أسباب، أولا، يظهر الأثر الأمني المتزايد للصين على الشرق الأوسط وتحديدا دولتا مجلس التعاون الخليجي، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، المقربتان من الولايات المتحدة، وحقيقة أن العلاقات مع الصين يمكن أن تبرز كعمود للخلاف في العلاقات بين واشنطن وأبو ظبي والرياض.
ولم ينكر مسؤول صيني رفيع المستوى التعاون في مجال تكنولوجيا الصواريخ البالستية بين المملكة العربية السعودية والصين، في حين قال إن "البلدين شريكان إستراتيجيان شاملان، وإن هذا التعاون لا ينتهك أي قانون دولي ولا ينطوي على انتشار أسلحة الدمار الشامل".
وتابع التقرير"من المثير للاهتمام أن الصين أيضا تتقاسم علاقات اقتصادية قوية مع إيران، وتترقب إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وهي اتفاق نووي مع إيران، في حين أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مثلنا مثل الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى، قد أعربت عن قلقها إزاء طموحات إيران النووية، كما وقعت الصين وإيران على اتفاق تعاون مدته 25 عاما، يشار إليه باسم "ميثاق التعاون الإستراتيجي" في مارس 2021، والذي سعى إلى تعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية بين البلدين، وقد ألمحت إيران أيضا إلى أنه إذا لم يتم إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، فإنها ستمضي قدما في التجارة مع الصين وبلدان أخرى.
وثانيا، سوف يكون لتطوير المملكة العربية السعودية لصواريخ باليستية تأثير كبير على الشرق الأوسط، وسوف يجعل من الصعب على الولايات المتحدة وغيرها من الدول أن تمنع إيران من تطوير برنامج صواريخ باليستية.
العلاقات الأمريكية السعودية
واستطرد التقرير"في حين أن المعلومات المتعلقة بالمساعدة الصينية لتطوير الصواريخ الباليستية السعودية كانت متاحة للولايات المتحدة في وقت سابق، لم تضع إدارة ترامب الكثير من الضغوط على السعوديين في هذا الصدد، وقد توترت علاقات إدارة بايدن مع الرياض نتيجة لذلك، كانت المملكة العربية السعودية تحاول إعادة توجيه سياستها الخارجية بشكل كبير ، على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت تعمل على الروابط الوهمية في الأشهر الأخيرة.
وأكمل "أحد الأسباب التي أدت إلى عدم فرض عقوبات على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على الرغم من أن التقارير التي رفعت عنها السرية عن وكالة الاستخبارات المركزية تشير إلى حقيقة أن الأمير كان متورطا بوضوح في مقتل جمال خاشقجي ، فتم وضع عدد من المسؤولين السعوديين على قائمة الممنوعين من السفر، في حين تم فرض عقوبات مالية على بعض المسؤولين، هو أن الولايات المتحدة لم تكن ترغب في السماح لعلاقاتها مع السعودية بالتدهور أكثر فأكثر".
قضية شائكة
وأشار التقرير إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي، مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تربطها علاقات اقتصادية وإستراتيجية قوية بالولايات المتحدة، تقوم بتغيير سياستها الخارجية في الشرق الأوسط وأحد الأمثلة المهمة على ذلك هو المحاولات التي قام بها البلدان لتحسين العلاقات مع إيران وكذلك خارجها، أحد العوامل الدافعة لإعادة توجيه السياسة الخارجية للرياض وأبو ظبي هو الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكون أقل مشاركة في المنطقة في المستقبل.
واختتم التقرير "في حين لم يكن العامل الصيني في الماضي يشكل قط قضية رئيسية في العلاقات الأميركية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فإن زيادة التعاون الأمني والتكنولوجي قد تشكل قضية شائكة، وبصرف النظر عن نفوذها الاقتصادي المتزايد، فإن الميزة الكبرى التي تتمتع بها الصين في الشرق الأوسط هي أنها تتمتع أيضا بعلاقات جيدة مع إيران، باستثناء العلاقات القوية مع دول الخليج".
UAE’s reasons for cancelling the agreement for purchase of F35
