السيسي يستجدي أثيوبيا علنا..أسرار خيانة المنقلب للمصريين لصالح الصهاينة

- ‎فيتقارير

 

 

 

في تأكيدات  متوالية لخيانة السيسي لمصر والمصريين، وعمله وفق الأجندة الصهيونية لتعطيش المصريين وتسهيل وصول مياه النيل إلى صحراء النقب المحتلة صهيونيا، من أجل تحقيق حلم صهيوني  منذ نشأة السرطان الصهيوني بالمنطقة العربية، جاءت دراسة الدكتور عصام حجي الجديدة للرد على دراسات ومقالات نشرتها جماعات ضغط مصرية متعاونة مع أثيوبيا، لتبرير إقامة أكبر مانع مائي عن مصر بالعالم، دون حاجة حقيقية  له، بهذا الحجم الكارثي على مصر،  والذي يحجب عن مصر نحو 74 مليار متر مكعب.

والغريب في الأمر أن دراسات  حجي العلمية المنشورة في كبريات المجلات العلمية الدولية والموثقة بصور وتحليلات وكالة ناسا، يسعى السيسي وصعاليكه للتقليل منها، بل والقيام بدور الوبوتات على مواقع المجلات العلمية  لأجل مسحها من فضاء الإنترنت، رغم أن خطاب وزارة الخارجية المصرية لمجلس الأمن في يناير الماضي اعتمد في كثير منه على نتائج دراسة حجي الأولى عن مخاطر سد النهضة على مصر، حيث التصحر والجفاف وتهجير المصريين من أراضي الدلتا وملوحة أراضي الدلتا.

ولعل اعتراف مسئول سد النهضة الأثيوبي  حول تأثيرات سد النهضة الكارثية على مصر، تؤكد ما ذهب إليه حجي وحاول السيسي ونظامه التقليل منه، بهدف تبرئة ساحة السيسي من تحمل أية مسئولية، بعدما وقّع الاتفاق الكارثي المسمى اتفاق المبادئ لسد النهضة في العام 2015.

وكان المدير العام لسد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، قد أقر لأول مرة الشهر الماضي بوجود آثار جانبية على مصر والسودان من عملية ملء خزان السد، وكان ذلك بمثابة أول اعتراف رسمي لمسؤول إثيوبي بالأضرار الجانبية للسد.

وقال هورو، في تصريحات تلفزيونية "قد تكون هناك آثار جانبية لسد النهضة، لا يمكن إنكار ذلك، لكنها ليست بالضرر الحقيقي، وهذه الآثار الجانبية تكون في فترات الملء، ولهذا تملأ إثيوبيا سد النهضة على مراحل لمراعاة شؤون الدول الأخرى".

فيما يشل السيسي موقف مصر يحولها لدولة عاجزة متقزمة تستجدي الحلول من هنا وهناك، ما مكن أثيوبيا من ركوب زمام الأمور والسيطرة عليها، وعدم الاهتمام بالمطالبات المصرية، على الرغم من الانزعاج السابق لإدارة آبي أحمد ، حينما هدد بعض أطراف نظام السيسي بإمكانية عمل عسكري ضد السد، ووقتها اتصلت أثيوبيا بالدول الكبرى ، أمريكا وروسيا لتشكو مصر، وعندها تراجع وتقنفذ السيسي كعادته، معلنا عجم إمكانية لجوء مصر لأي حلول غير الدبلوماسية.

وواصل مسلسل إهدار أموال المصريين على مشاريع الصرف الصحي وتبطين الترع غير المجدية بالأساس ، ولا توفر سوى مليار متر مكعب، فيما تفقد مصر سنويا نحو  30 مليار متر مكعب.

وفي سياق الضغوط التي تجيدها الإدارة الأمريكية ، والتلاعب لصالح أجنداتها الاستراتيجية في إخضاع مصر لأجنداتها بالمنطقة، تأتي زيارة المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي مايك هامر، إلى مصر والإمارات وإثيوبيا، لـدعم مساعي الحل الدبلوماسي لقضية سد النهضة، بينما أظهرت أحدث صور بالأقمار الصناعية تخزين ملياري متر مكعب من الملء الثالث الذي يجري بصورة منفردة.

 

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي مايك هامر سيتوجه إلى مصر والإمارات وإثيوبيا بين 24 يوليو الجاري و1 أغسطس المقبل، لبحث التوصل لحل لملف سد النهضة.

 

 

وقالت الوزارة، في بيان، نشرته على موقعها إن هامر "سيقدم دعم الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي للقضايا المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي، يحقق مصالح جميع الأطراف ويساهم في منطقة أكثر سلاما وازدهارا وسيجري مفاوضات أيضا مع الاتحاد الأفريقي الذي تجري تحت رعايته محادثات سد النهضة".

 

وأوضحت الخارجية في بيانها أن هامر "سيستغل وجوده في إثيوبيا للاطلاع على مسار عملية تقديم المساعدة الإنسانية والمساءلة عن انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان، فضلا عن الجهود المبذولة لدفع محادثات السلام بين الحكومة الإثيوبية وسلطات تيغراي".

 

 

وتهدف جولة هامر الجديدة بشأن الأزمة، إلى إقناع الحكومة الإثيوبية بالذهاب إلى جولة مفاوضات جديدة غير مشروطة بأي شرط من جميع الأطراف.

بجانب إقناع أديس أبابا بالموافقة على اتفاق جزئي بشأن السد يضمن تبادل المعلومات بشكل دقيق قبل مراحل الملء التالية للملء الثالث والتي ستكون أشد قسوة وتأثيرا على الأمن المائي لكل من مصر والسودان.

ورغم تمسك مصر في السابق بضرورة التوصل لاتفاق كامل، فإن هناك مقترحا أميركيا مرتبطا بمراحل، بحيث يتم بلوغ الحل وفقا لمراحل متتالية، في ظل صعوبة التوصل لاتفاق كامل بشأن الأزمة أمام التعنت الإثيوبي، واعتبار أبي أحمد رئيس الحكومة الإثيوبية أن ملف السد هو ملف سيادة، وأن المحاولات الرامية لحل الأزمة من جانب القاهرة، بمثابة تدخل في أمور تخص سيادة بلاده على مواردها، مشددا على أن هذا غير صحيح تماما وفقا للأعراف والقوانين الدولية التي تحدد قواعد التعامل مع الأنهار العابرة للحدود.

 

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أكد لعبد الفتاح السيسي، على هامش قمة جدة الأخيرة، دعم الولايات المتحدة للأمن المائي لمصر وإبرام تسوية دبلوماسية تحقق مصالح جميع الأطراف، وتسهم في أن تصبح المنطقة أكثر سلاما وازدهارا.

كما تأتي جولة المبعوث الأميركي الجديدة، بعد أيام قليلة من تصريحات وُصفت بـالصادمة للناطقة باسم الخارجية الأميركية، جيرالدين غريفيث، لوسائل إعلام مصرية، أكدت خلالها أنه لا يمكن فرض حل من أي طرف خارجي، وبصفتنا مراقبا في العملية التي يقودها الاتحاد الأفريقي، فإننا نسعى إلى تسهيل الحوار المثمر والنهج البناء للمفاوضات من قبل جميع أطراف النزاع".

 

وتأتي الإمارات كمحطة ضمن محطات المبعوث الأميركي في ضوء الوساطة التي تلعبها لحل الأزمة والتي كانت آخر خطواتها استقبال ثلاثة اجتماعات لمسؤولين فنيين، من البلدان الثلاثة مصر والسودان وإثيوبيا لبحث إمكانية الوصول لنقطة تفاهم، يمكن على أساسها إحياء المفاوضات السياسية.

 

وكانت مصادر مصرية فنية مطلعة على المفاوضات الخاصة بالسد كشفت فشل جولات التفاوض الثلاث التي استقبلتها أبوظبي، في إحداث أي اختراق في الموقف المتأزم، أمام تمسك أديس أبابا بعدم التوقيع على أية اتفاقات ملزمة سواء بتشغيل السد أو عملية الملء أو تبادل المعلومات.

إلى ذلك، نشر عالم الفضاء المصري عصام حجي وفريقه العلمي السبت 23 يوليو 2022 ورقة علمية جديدة في مجلة (Environmental Research Letters) العلمية المتخصصة في القضايا البيئية، وذلك للرد على تشكيكات طالت بحثا سابقا يخص العجز المائي في مصر.

 

كان التشكيك قد طال ورقة بحثية سابقة نشرها كذلك حجي وفريقه في الشهور الماضية، تحدث فيها أن سد النهضة الإثيوبي سوف يتسبب في عجز مائي كبير لمصر في السنوات القليلة المقبلة.

وكشف حجي الأخطاء الحقيقية والواضحة والملموسة في التعليق المقدم من الباحثين الثلاثة (تيروسو عاصفة من مصلحة مياه مدينة تامبا- وأحمد العدوي من جامعة المنصورة، وصقر النور من جامعة جنوب الوادي وهما مبتعثان حاليا خارج مصر) الذي تدعمه بشكل أساسي التفسيرات الخاطئة والاستقطاع الخاطئ للأبحاث المنشورة وادعاءات من وسائل التواصل الاجتماعي ومقابلات تلفزيونية ضعيفة، على حد قول حجي في البحث.

 

وفند بحث حجي الجديد، مدى الأخطاء و المغالطات العلمية التي انتشرت في نقد بحث  حجي الأول، على وسائل التواصل الاجتماعي و برامج تليفزيونية فاقدة المصداقية.

 

رابط الدراسة الجديدة: https://t.co/ypcERc6m40 pic.twitter.com/NtmhpH1IQk

 

— Dr. Essam Heggy / د. عصام حجي (@essamheggy) July 22, 2022

كذلك أشار الرد المنشور في المجلة والذي نشره موقع " الجزيرة مباشر" إلى أن تعليق الباحثين الثلاثة على البحث الأصلي يرتكز على فهم خاطئ للمكونات المختلفة لإجمالي عجز الميزانية المائية المحسوب، وأن مزاعم خلق ذعر مائي مستوحاة من قراءة سطحية وغير موضوعية لملخص البحث والمواد الإعلامية المنشورة حوله.

 

جدير بالذكر أن حجي سبق أن نشر في يوليو 2021 دراسة أجرتها جامعة جنوب كاليفورنيا بالتعاون مع جامعة كورنيل وتحت إشرافه.

 

خلصت الدراسة التي حملت عنوان "العجز المائي في مصر والسياسات المقترحة لتخفيفه أثناء ملء سد النهضة الإثيوبي" إلى أنه في حين أن السد الذي يبلغ حجمه 74 مليار متر مكعب يوفر فرصا تنموية واعدة لإثيوبيا، فإن التدفق المتغير لنهر النيل سيشكل عجزا مائيا صعبا بالنسبة لمصر.

 

 

كما قال "كنت أتمنى أن يكون الباحثون المصريون في هذا التعليق جسرا للعقلانية والتواصل مع الباحثين الآخرين ذوي الآراء المختلفة في هذا المجال، ولكن من المؤسف أنهم كانوا أكثر ميلا للعمل في مجموعات ضغط تعمل بترتيب مركزي مسيس ومنسق في تكتيم أي صوت دولي يحذر من مخاطر السد".

 

ولعله من المستغرب أن تعمل جماعات ضغط تمول غالبا من المخابرات، لصالح تقليل مخاطر السد  على مصر كذبا، على عكس صالح مصر والمصريين.

ولكن النظم العسكرية غالبا ما يكون هدفها واستراتيجيتها الأهم ليس صالح الوطن بقدر حماية مصالح وكرسي الحاكم عدم إظهار عجزه أو مسئوليته عن الكوارث التي تضرب مجتمعه ، وهذا ما هو كائن بشأن سد النهضة.