بالتزامن مع العدوان على جنين، والذي أسقط نحو 11 شهيدا وعشرات الجرحى، أدانت الخارجية السعودية العدوان المستمر على المخيم شمال الضفة الغربية، في الوقت الذي أعلنت هيئة البث الصهيونية صباح الأحد عن بيع حقوق بث وثائقي ‘نبوءة كاساندرا’ لقناة MBC السعودية، وهو عبارة عن مسلسلات وثائقية من إنتاج إسرائيلي، حول عمليات الموساد والولايات المتحدة ضد حزب الله، بحسب صحيفة “جروزاليم بوست”.
وقالت الصحيفة: إن “العرض كان متاحا للمشاهدة مع ترجمة عربية أو إنجليزية على منصة “شاهد” على الإنترنت التابعة لقناة MBC”.
ويدور الوثائقي حول عملية مشتركة استمرت 10 سنوات من قبل الموساد، وإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية؛ لتعطيل تدفق مليارات الدولارات من عصابات المخدرات وعمليات غسيل الأموال في أمريكا اللاتينية إلى حزب الله وإيران.
وقالت “كان” هيئة البث الصهيوني في بيان: إن “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها بيع حقوق بث مسلسل تلفزيوني إسرائيلي لشبكة إذاعية سعودية، وذلك دليل على تزايد المؤشرات على احتمالية التطبيع بين السعودية وإسرائيل”.
يشار إلى أن هذا الالتزام ببث وثائقي من إنتاج إسرائيلي جاء بعد أن قامت قناة MBC بإزالة مسلسل التغريبة الفلسطينية الشهير من على المنصة التابعة لها.
ويتابع المسلسل قصة عائلة فلسطينية واحدة ونضالها من أجل البقاء على مدى أربعة عقود ، بدءا من الانتداب البريطاني على فلسطين في الثلاثينيات.
وجاءت هذه الواقعة وسط سلسلة من المحو الأخير لقضايا فلسطينية من البرامج التلفزيونية العربية ، بما في ذلك في مصر.
ومن جانبه، قال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، إن “البلدين يتعاونان بهدوء في مجالي الأمن والاستخبارات لمحاربة إيران، في حين أدى التحرك الأمريكي لوضع إسرائيل في القيادة العسكرية الأمريكية للشرق الأوسط إلى توسيع نطاق تلك الروابط الدفاعية”.
وأضاف الموقع أنه في العام الماضي ، انضمت السعودية وعمان علنا إلى إسرائيل في مناورات بحرية بقيادة الولايات المتحدة لأول مرة.
وفي يونيو ، تحدث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية عبر الهاتف مرتين إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في غضون يوم واحد كجزء من المفاوضات للسماح برحلات تجارية مباشرة إلى المملكة للمسلمين من إسرائيل الذين يؤدون فريضة الحج.
محور جنين
وارتفع عدد شهداء الاجتياح الصهيوني لمدينة ومخيم جنين الفلسطيني، إلى 11 شخصا، في وقت ارتقى شهيد آخر في مدينة البيرة، برام الله، فيما استبعد وزير خارجية الكيان إيلي كوهين، أن تتوسع العملية لتشمل الضفة الغربية المحتلة بأكملها.
وأعلنت “الصحة الفلسطينية” ارتفاع حصيلة ضحايا الاقتحام بينهم قتلى إثر قصف جوي، وتبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب وجود إصابات حرجة.
واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، ليل الأحد الاثنين، مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، بعد سلسلة غارات جوية على المخيم، وتسبب الاقتحام كذلك في إصابة أكثر من 50 آخرين، بينهم 10 في حالة حرجة.
واقتحمت نحو 1200 سيارة ومدرعة ومجنزرة وجرافة مخيم جنين من عدة محاور، بالتزامن مع قصف للطائرات على الأقل منزلا وسط المخيم، ما أدى إلى اشتعاله، واستشهاد 3 بداخله وإصابة 13 بجروح.
وقطعت القوات الإسرائيلية الطرق التي تربط بين المدينة والمخيم، واستولت على عدد من المنازل والبنايات المطلة عليه، ونشرت قناصتها فوق الأسطح، وقطعت التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المنطقة.
ومنعت سلطات الاحتلال مركبات الإسعاف من دخوله لنقل المصابين لتلقي العلاج، وذلك وسط تحليق مكثف لطائرات عسكرية وطائرات استطلاع في سماء المدينة، بل وقصفت القوات المعتدية مستشفى جنين المركزي وطاردت الأهالي الذين حضروا مع شهدائهم ومصابيهم.
وأمام إعلان وزير الخارجية الاحتلال أن إسرائيل لا تعتزم توسيع نطاق العملية في جنين لتشمل الضفة الغربية المحتلة بأكملها، قال الجيش الصهيوني إن العملية ستمتد على الأقل إلى ال24 ساعة المقبلة.
حيث قال مسؤول أمني لقناة “كان” العبرية إن “هذه ليست عملية واسعة النطاق، لكنها عملية عسكرية يمكن أن تستمر 24 أو 36 أو 48 ساعة”، لافتا إلى “أننا لسنا في أيام تشبه السور الواقي، لكن الفكرة هي استهداف النشطاء والبنية التحتية”.
وقال موقع “واينت” الإلكتروني، عن مسؤول أمني إسرائيلي: إن “إسرائيل تستعد لإطلاق قذائف صاروخية وتعزز الدفاعات الجوية”.
وأضاف أنه “نقلنا رسائل إلى غزة، إلى حماس وكذلك إلى الجهاد الإسلامي، بأنه من الأجدى لهم البقاء جانبا، وأن هذه عملية عسكرية محصورة في جنين، ونحن نستعد لأي تطور”.
وزعم أن “هذه ليست عملية عسكرية ولا حتى عملية عسكرية صغيرة، ولذلك لم يصادق عليها في الكابينيت (الحكومة السياسية – الأمنية المصغرة) لأنه ليس من شأنها أن تؤدي إلى نشوب حرب”.
في وقت قالت تقارير أخرى، إنه “على الرغم من رفع جيش الاحتلال مستوى استنفار قواته، وخاصة في منظومة الدفاع الجوي، تحسبا من إطلاق قذائف صاروخية، فإن غزة ستبقى خارج الحدث إذا بقي العملية العسكرية في جنين تحت السيطرة”.
وعلى أثر العملية، أصيب جنديان صهيونيان، خلال العملية، أحدهما أصيب بجروح طفيفة نتيجة شظايا قنبلة يدوية، فيما أصيب الآخر خلال تبادل لإطلاق النار مع مقاومين.
وقالت كتيبة جنين سرايا القدس إنها “تخوض اشتباكات مع قوات الاحتلال، مضيفة أنها نجحت في إيقاع عدد من قوات الاحتلال في حقل من النيران عند دوار السينما، دون تقديم المزيد من التفاصيل”.
وأعلنت “كتيبة جنين”، عن نجاحها في إسقاط 3 طائرات مسيرة تابعة لقوات الاحتلال في سماء المخيم والسيطرة عليها.
وأكدت المصادر أن المقاومة أبلغت الأطراف بأنه إذا لم يوقف الاحتلال عدوانه، فإن الأوضاع مرشحة لتصعيد واسع.
وأضافت المقاومة في رسالتها للأطراف الدولية أنها قادرة على الرد بالطريقة والمكان المناسبين.
من جانبها، دانت الرئاسة الفلسطينية اقتحام مدينة جنين ومخيمها، منددة بـ”جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل”.
تطبيع سعودي
المسلسل الإسرائيلي الذي توخى الاحتلال إعلان وصوله للقناة السعودية في إطار اقتحامه لجنين، إمعانا في سيطرته على كافة المستويات، وهذا وسط موجة من التقارير الإخبارية على مدار العام الماضي بشأن تطبيع محتمل للعلاقات بين البلدين.
وارتفعت الآمال في التوصل إلى اتفاق في أوائل مايو عندما أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن التطبيع بين السعودية وإسرائيل يصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي.
وتعلن الرياض مرارا وتكرارا أن أي اتفاق مع إسرائيل لن يكون ممكنا، إلا بعد التوصل إلى حل لاحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
والسعودية لم تكن طرفا في اتفاقيات التطبيع التي توسطت فيها الولايات المتحدة لعام 2020 بين إسرائيل والدول العربية في الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب ، فإن المملكة العربية السعودية وإسرائيل أصبحت أقرب الآن من أي وقت في التاريخ.
