حكومة الانقلاب تكرس الفشل و تعلن عن إجراءات طارئة للتعامل مع أزمة الطاقة

- ‎فيأخبار

أعلن رئيس حكومة السيسي مصطفى مدبولي خلال مؤتمر صحفي متلفز مساء الخميس، عن سلسلة من الإجراءات التي من المقرر أن تستمر حتى نهاية أغسطس على الأقل، للتعامل مع النقص في الوقود اللازم لتشغيل البلاد، والتي تشمل التخفيضات والانقطاعات المستمرة،  بالإضافة إلى يوم عمل إلزامي من المنزل لموظفي الخدمة المدنية، بحسب ما أفاد موقع “مدى مصر”.

وفي حين ألقى المسؤولون باللوم في انقطاع التيار الكهربائي على زيادة الطلب على استهلاك الغاز الطبيعي الذي يشغل معظم الشبكة الوطنية في فصل الصيف، أشارت مصادر سياسية وقطاع الطاقة تحدثت سابقا إلى “مدى مصر” إلى قضايا أكثر مزمنة، بما في ذلك تدهور بعض محطات توليد الكهرباء التابعة للشبكة، والانخفاض المطرد في إنتاج الغاز الطبيعي في مصر خلال السنوات الأخيرة، وهي قضايا تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية المستمرة.

ويمكن تمديد الإجراءات الجديدة، التي تحدث الخطط التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من الأسبوع، إلى سبتمبر إذا استمرت موجة الحر. 

الجهود المستمرة لتقليل الحمل على الشبكة الوطنية، من خلال تخفيف الأحمال مرتين يوميا.

وستؤثر التخفيضات على المناطق السكنية فقط، في حين سيتم إعفاء المستشفيات والخدمات والمناطق الاستراتيجية، وكذلك المناطق السياحية والساحلية نظرا لأنها تساهم في الإيرادات العامة.

سيتم نشر جدول زمني لكيفية تأثير التخفيضات على الأحياء المختلفة في جميع أنحاء البلاد بحلول يوم الاثنين على أبعد تقدير.

سيعمل جميع موظفي الخدمة المدنية، باستثناء أولئك الذين لديهم أدوار عامة، عبر الإنترنت من المنزل يوم الأحد ، بدءا من 6 أغسطس

سيتم اتخاذ المزيد من الإجراءات لترشيد استهلاك الكهرباء في جميع الأماكن العامة التي تديرها الحكومة، بما في ذلك إنارة الشوارع وإنارة المباني الخدمية وما إلى ذلك.

سيتم لعب جميع المباريات الرياضية قبل الغسق لتوفير الإضاءة في الملاعب والملاعب الداخلية كجزء من خطط ترشيد استهلاك الطاقة في المنشآت الرياضية.

سيتم استيراد ما قيمته 250-300 مليون دولار أمريكي من زيت الوقود (المازوت) حتى نهاية أغسطس.

سيتم تشكيل لجنة مركزية للأزمة تجتمع يوميا للإشراف على تنفيذ القرارات.

كما دعا مدبولي الجمهور إلى ترشيد الاستهلاك المنزلي، من خلال اتخاذ تدابير مثل عدم خفض وحدات تكييف الهواء إلى أقل من 25 درجة مئوية.

وقال مدبولي: إن “التخفيضات ستستمر كوسيلة لتقليل الحمل على الشبكة الوطنية، طالما أن درجات الحرارة تزيد عن 35 درجة مئوية”.

وفي حديثه في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الخميس ، بحضور وزيري الكهرباء والبترول بحكومة السيسي إلى جانبه ، أكد مدبولي أن الأزمة ناتجة عن موجة الحر، نافيا أن سلطات الانقلاب تواجه نقصا في الغاز الطبيعي أو مشاكل في حقل ظهر للغاز، والذي يمثل حوالي 38 في المائة من إنتاج الغاز القومي وحده.

وقال مدبولي: إنه “بناء على معدلات الاستهلاك في العام الماضي، خصصت الدولة حوالي 129 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي والديزل لكل محطة كهرباء وطنية يوميا. وتابع أنه تم تجاوز هذه الكميات لمدة ثلاثة أيام فقط خلال يوليو 2022”.

أما بالنسبة للغاز الطبيعي، فإن مصر تنتج ما يكفي من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب القومي، كما تابع مدبولي، بينما تنتج بعض كميات المازوت وتصدر أخرى، وقال: إن “حكومة السيسي أوقفت تصدير المازوت في أبريل لتسهيل تزويد محطات الطاقة بالوقود ، بينما توقف الحكومة دائما صادرات الغاز الطبيعي خلال الصيف لتلبية الزيادة الموسمية في الاستهلاك المحلي”.

ولكن في 17 يوليو ، تابع مدبولي ، استهلكت محطات الطاقة في جميع أنحاء البلاد أقصى كمية ممكنة من الوقود – الغاز الطبيعي والمازوت – حيث زاد الحمل على الشبكة الوطنية إلى 35.5 جيجاوات.

وتبلغ القدرة المركبة للشبكة الوطنية في مصر 59 جيجاوات من الحمل الإجمالي.

لكن بالنظر إلى استمرار موجة الحر لأكثر من 10 أيام متتالية، قال مدبولي: إن “استهلاك الغاز والمازوت ارتفع إلى ما بين 144 مليون و146 مليون متر مكعب يوميا، بينما ارتفع يوم الأربعاء إلى 152 مليون متر مكعب. وتابع أن محطات الطاقة نفسها تتطلب أيضا المزيد من الوقود للعمل بنفس معدل الكفاءة بينما يكون الجو حارا”.

وفي معرض تبريره لمسار عمل الحكومة حتى الآن، قال مدبولي: إن “الخطط الأصلية للتخفيضات، التي كان من المقرر أن تستمر حتى منتصف الأسبوع المنتهي يوم الخميس فقط، استندت إلى أمل الحكومة في أن تمر الموجة الحارة بسرعة، ولكن بعد استشارة هيئة الأرصاد الجوية المصرية واكتشاف أن الموجة الحارة من المتوقع أن تستمر حتى أغسطس،  مددت الحكومة خطة التخفيضات”.

وقال: إنه “إذا لم تكن الحكومة قد طورت الشبكة الوطنية ونفذت مشاريع للطاقة خلال السنوات الأخيرة ، فإن الجمهور سيشتكي حاليا بدلا من ذلك من أن لديهم ثلاث ساعات فقط من الكهرباء يوميا ، بدلا من الشكوى من انقطاع التيار الكهربائي لمدة ثلاث ساعات يوميا”.

وأكد أن «القضية برمتها تتعلق بالحرارة، ومدى سخونتها والارتفاع غير المسبوق في درجة الحرارة، والمشكلة الحقيقية هي الارتفاع الشديد في درجة الحرارة».

وفي ختام المحادثة، شجع مادبولي الجمهور على متابعة ما يحدث في جميع أنحاء العالم، نظرا لموجة الحر العالمية غير المسبوقة.

لكن تفسير مادبولي للأزمة الذي يركز على الحرارة يتجاهل مشكلة طاقة أكبر أشارت إليها مصادر متعددة لمدى مصر، والتي قالت إن “موارد الغاز الطبيعي في مصر كانت في انخفاض مطرد في الإنتاج في السنوات الأخيرة”.

وشهد حقل ظهر الذي كان وفيرا في السابق، والذي يوفر نحو 38 في المئة من الإنتاج الوطني، انخفاضا في الإنتاج في أبريل بنسبة 23 في المئة دون الطاقة المفترضة وسط مشكلات تشغيلية ظهرت في السنوات الأخيرة بسبب قرارات الحكومة بتسريع استخراج الغاز، كما أدى التسارع المبكر في استخراج الغاز إلى تسريع نضوب معظم الحقول القائمة، مما تسبب في تراجع عام في إنتاج الغاز الطبيعي في مصر.

 

https://www.madamasr.com/en/2023/07/27/news/u/egypt-announces-emergency-measures-to-deal-with-energy-crisis/