نفى موقع "مدى مصر" على لسان مصدر سابق بوزارة الطيران المدني أن تكون الطائرة التي ضُبطت في زامبيا يوم 13 أغسطس الجاري، خضعت للتفتيش في مطار القاهرة.
وأشار مصدر الموقع إلى أن "التفتيش يجري لطاقم الطائرة والركاب في حالة دخولهم الأراضي المصرية، أما في حالة طائرات الترانزيت فيتم التفتيش على عوامل السلامة والأمان بالطائرة، دون تفتيش الحقائب الموجودة داخلها".
وأضاف أن الطائرات الخاصة تُستأجر بطاقمها من شركات خاصة، لافتا إلى أن الطاقم قد يكون مصريا وفقا للعدد الذي أعلنت الحكومة الزامبية أنها تحتجزه.
وأعلنت وحدة مكافحة المخدرات في زامبيا، في بيان لها، في 15 أغسطس الجاري، أنها صادرت محتويات طائرة خاصة وصلت إلى مطار «كينيث كاوندا الدولي»، في السابعة من مساء الأحد الماضي، قادمة من مطار القاهرة، وعلى متنها 5.6 مليون دولار نقدا، و127 كيلو جرام من سبائك معدنية يشتبه في كونها ذهبا، وخمسة مسدسات وسبِع خزن ذخائر، و126 طلقة.
تأثير على زامبيا
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، صباح الأربعاء 16 أغسطس، عن مصدر مطلع أن الطائرة المضبوطة قامت بالترانزيت داخل مطار القاهرة وخضعت للتفتيش والتأكد من استيفائها لكافة قواعد السلامة والأمن التي يتم تطبيقها على أعلى المستويات داخل كافة المطارات والموانئ المصرية، بلا بيان رسمي حتى كتابة هذه السطور.
المصدر الذي نقلت عنه وكالة الشرق الأوسط «أ. ش. أ» أشار إلى وجود تنسيق على أعلى مستوى بين السلطات المصرية ونظيرتها الزامبية للوقوف على حقيقة وملابسات الواقعة.
وكان مصدر «أ. ش. أ» أكد على أن الطائرة المحتجزة لا تحمل الجنسية المصرية، دون أن يوضح معلومات أخرى حول تسجيلها، أو إن كانت جهات أو شخصيات مصرية قامت باستئجارها من عدمه.
البيان الزامبي أشار إلى أن مداهمة الطائرة جاءت بعد تلقي معلومات بأنها تحمل «مواد خطرة» على متنها، وأضاف أنه ضُبط بها ستة مصريين، وأربعة آخرين من زامبيا، ولاتفيا، وهولندا، وإسبانيا، تحفظت قوات الأمن الزامبية عليهم جميعا، دون إعلان أسمائهم أو إن كانوا من ركاب الطائرة أو طاقمها ومدى مسؤوليتهم عنها.
بعد ساعات من الإعلان الأول، قالت حكومة زامبيا: إن "فحص السبائك المعدنية المصادرة من الطائرة أثبت أنها سبائك من النحاس والزنك ومعادن أخرى".
مسار الطائرة
وبحسب البيانات الملاحية المتاحة على موقع adsbexchange، انطلقت رحلة الطائرة اﻷخيرة من مطار عمان بالأردن، مساء السبت 12 أغسطس، ووصلت إلى مطار القاهرة منتصف الليل، ثم أقلعت مجددا في الحادية عشر من صباح اﻷحد، لتصل إلى العاصمة الزامبية بعد نحو سبع ساعات.
ونسب الموقع لمصدر وزارة الطيران المدنيأن تتبع مسار رحلة الطائرة لا يكشف عن حقيقة إن كانت الأموال والسبائك الذهبية خرجت من مصر أم من الأردن، مشيرا إلى أن المسؤولية عن الطائرة وما بها في تلك الحالة تقع على الدولة التي انطلقت منه، والدولة التي وصلت إليها، لأنها في مصر ظلت في «الفري زون».
ونقل "مدى مصر" عن حساب «متصدقش» عن قاعدة بيانات Eurocontrol، فالطائرة المحتجزة مسجلة في جمهورية سان مارينو، وتديرها شركة تسمى Flying Group Middle East مقرها في المنطقة الحرة بمطار دبي بدولة الإمارات، وهو مكتب تابع لشركة flying group لخدمات تأجير الطائرات التي تتخذُ من مطار أنتويرب في بلجيكا مقرا لها.
بحسب أحدث البيانات المُتاحة على منصة تتبع الطائرات والرحلات الجوية «flightradar24»، فالطائرة المُحتجزة، وهي من طراز Bombardier Global Express XR، قامت بـ99 رحلة في الفترة بين 6 ديسمبر الماضي، إلى 24 أغسطس الجاري.
طوال نحو عام من الرحلات، لم تقم الطائرة بأية رحلات لدول إفريقية إلا بداية من 30 يونيو الماضي، حين تحركت من مطار القاهرة إلى مطار العلمين، الذي تحركت منه بعد أربع ساعات إلى مطار كيليمنجارو في تنزانيا، ومكثت فيه ستة أيام قبل إقلاعها في 6 يوليو إلى مطار عبيد أماني كرومي بزنجبار، التابعة لتنزانيا، وبعد يومين غادرت إلى مطار دبي، ومنه مجددًا إلى مطار القاهرة.
وأظهرت البيانات أن غالبية رحلات الطائرة كانت من أو إلى مصر، عبر مطار القاهرة الدولي في المقام الأول، كما سجلت أربع مرات خروج وعودة من مطار العلمين الجديد وكذلك مطاري الغردقة، وشرم الشيخ.
بعد مصر، تأتي الإمارات كثاني الوجهات التي تحركت الطائرة منها وإليها، من مطارات دبي، وأبو ظبي، والشارقة، فيما ضمت قائمة وجهاتها المعتادة دولًا عربية مثل السعودية، بمطاري جدة والرياض، وكذلك لبنان، وليبيا، والأردن، وقطر.
بالإضافة إلى الدول العربية، قامت الطائرة، في 23 نوفمبر الماضي، بثلاث رحلات بدأت صباحًا من مطار القاهرة هبوطا في مطار تل أبيب في إسرائيل، ومكثت ست ساعات.
