استهدافات وقعت بين عامي 2008 و2022، فضلا عن خمس حروب كبيرة والعديد من جولات التصعيد العسكرية، حوّلت خلالها تل أبيب وجيشها الدم الفلسطيني إلى جزء من التنافس الانتخابي في المربع الصهيوني على من يقتل أكثر، في وقت كانت فيه غزة تحت حصار مباشر إما من المخلوع مبارك أو عبدالفتاح السيسي خلال السنوات العشر الأخيرة.
اغتيال قادة الجهاد 2023
قبل 5 أشهر من الآن، وتحديدا في 9 مايو 2023، نفذ جيش الاحتلال الصهيوني ، في ساعة مبكرة غارات على قطاع غزة أدت إلى استشهاد 13 فلسطينيا بينهم 3 قيادات بارزة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال: إن “طائرات نفذت غارات على أهداف تابعة لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، موضحا أن 40 طائرة مقاتلة شاركت في هذه الغارات فجر اليوم”.
وأضاف المتحدث جيش الاحتلال الصهيوني أنه قُضي على 3 من القادة العسكريين لحركة الجهاد الإسلامي في غزة، وأوضح جيش الاحتلال أنه اغتال في عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام “الشاباك” قائد منطقة شمال قطاع غزة بحركة الجهاد.
وقال جيش الإحتلال الصهيوني: إنه “قصف 10 مواقع في غزة شملت مستودعات تصنيع الصواريخ ومجمعات عسكرية تتبع الجهاد الإسلامي، مشيرا إلى أن الجيش حقق جميع أهداف العملية فجر اليوم”.
وحدة الساحات 2022
في يونيو 2022 تمت المصادقة على حل الكنيست والتوجه مطلع نوفمبر المقبل للانتخابات، ليبرز من جديد “سيناريو غزة” لحسم الصندوق واستقطاب الناخبين مع لجوء حكومة لبيد المؤقتة لشن عملية “بزوع الفجر” وحدة الساحات، استهلتها باغتيال القائد العسكري البارز في الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري.
وفي 5 أغسطس2021، اختار رئيس حكومة الإحتلال الانتقالية (يائير لبيد) تدشين حملته الانتخابية للكنيست الـ25، باكرا، بشن عملية عسكرية محدودة في غزة سُميت بـ”بزوغ الفجر” ضد حركة الجهاد الإسلامي، في معركة “وحدة الساحات”.
سيف القدس 2021
في 10 مايو 2021، اندلعت “معركة سيف القدس” أسماها الكيان “حارس الأسوار”، وقد بدأتها المقاومة انتصارا للمقدسيين في حي الشيخ جراح، وردا على الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية والداخل المحتل، وتوقف إطلاق النار بعد 11 يوما بوساطة مصرية وتحركات وضغوط دولية.
وفي نهاية المطاف فشل (بنيامين نتنياهو) في تشكيل حكومة، وتمت الإطاحة به بتشكيل ائتلاف حكومي برئاسة (يائير لبيد -نفتالي بينيت) لم يصمد طويلا وتفكك بعد نحو عام.
صيحة الفجر 2019
وخلافا للحملات العسكرية السابقة، شن الكيان الصهيوني عملية “الحزام الأسود”، وأطلقت المقاومة الفلسطينية عليها اسم “صيحة الفجر” في ردها عليها، وذلك بعد إجراء انتخابات الكنيست 2019، حيث عصفت بنتنياهو أزمة بعد فشله للمرة الثانية في تشكيل حكومة نتيجة للانقسام بين اليمين، وملاحقته بملفات فساد، حيث وجد فيها نتنياهو فرصة لعدوان على غزة لتصدير أزماته السياسية والقانونية.
وفي 12 نوفمبر 2019 أطلق الكيان الصهيوني حملة عسكرية على غزة باغتيال القائد العسكري في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، بقصف منزله مما أدى إلى استشهاده وزوجته، وتفاقمت أزمة نتنياهو السياسية والقانونية، وهو ما شكل وما زال أزمة حكم في الكيان، حيث كانت الحرب محاولة لمنع الإطاحة به، غير أنه فشل للمرة الثالثة في تشكيل حكومة.
الجرف الصامد 2014
أطلق جيش الاحتلال في السابع من يوليو 2014 عملية عسكرية أسماها “الجرف الصامد”، وأطلقت عليها حماس “العصف المأكول”، واستمرت 51 يوما، حيث تمكنت المقاومة من أسر الجنديين الإسرائيلييْن هدار غولدن وأورون شاؤول، وهو ما شكل ضربة وبداية انتكاسة لنتنياهو.
وجاءت هذه الحرب بعد أن صوت الكنيست على حل نفسه، والتحضير لانتخابات برلمانية جرت يوم 17 مارس 2015، على خلفية أزمة الميزانية العامة، وقيام نتنياهو بعزل اثنين من وزرائه، هما وزير المالية يائير لبيد ووزيرة القضاء تسيبي ليفني.
الرصاص المصبوب 2008
وكانت أولى الحروب الإسرائيلية خلال سنوات الحصار، ضد غزة يوم 27 ديسمبر 2008، حين اختار رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، الذي كان يواجه ملفات وتهم فساد منها قضية فساد شركة الاتصالات الصهيونية وكان شريكه فيها نجل محمود عباس وشيوخ أبوظبي.
وصدر أولمرت الأزمة السياسية الداخلية بعملية عسكرية عرفت بـ”الرصاص المصبوب” “معركة الفرقان” حسب تسمية المقاومة الفلسطينية)، واستمرت 23 يوما، وكانت سببا لخسارته الانتخابات التي جرت يوم 24 فبراير 2009، لصالح منافسه بنيامين نتنياهو.
معركة نوفمبر 2012
وفي نوفمبر 2012، واجهت حكومة نتنياهو خطر التفكك والتوجه إلى انتخابات برلمانية مبكرة، إذا لم يصادق الكنيست على الميزانية العامة للدولة، وفي حملة عسكرية أطلقت عليها إسرائيل “عامود السحاب”، وفلسطينيا “معركة حجارة السجيل”، واستمرت 8 أيام، أسس
الأحزاب الصهيونية حملاتها الانتخابية.
وبذلك جهز نتنياهو نفسه لانتخابات برلمانية أجريت يوم 22 يناير 2013، وفاز بها واستمر في رئاسة الوزراء، لكنها حملت في طياتها مؤشرات للشرخ السياسي والاجتماعي داخل إسرائيل.
