قالت صحيفة “دايلي صباح” التركية: إن “السفينة أفيسيل التي غادرت غرب تركيا الأسبوع الماضي وصلت إلى ميناء العريش المصري يوم الاثنين، وتحمل على متنها معدات للمستشفيات الميدانية”.
وقال وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا: إنهم “سيقدمون خدمات الرعاية الصحية لسكان غزة بالتنسيق مع مصر”.
وهذه أول سفينة مساعدات من نوعها تصل إلى مصر منذ اندلاع المرحلة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 7 أكتوبر.
وقال مسؤول صحي تركي لوكالة فرانس برس: إن “السفينة كانت تحمل مواد ومولدات وسيارات إسعاف لإنشاء ثمانية مستشفيات ميدانية”.
وأضاف المسؤول التركي أن أنقرة طلبت موافقة القاهرة على بناء المستشفيات الميدانية في العريش، التي تقع على بعد حوالي 40 كيلومترا 25 ميلا من معبر رفح، وهو المعبر الوحيد إلى غزة الذي لا تسيطر عليه دولة الاحتلال.
وأضاف المسؤول “تلقينا الضوء الأخضر من السلطات المصرية، سنقيم هذه المستشفيات في المناطق التي أظهرتها السلطات المصرية”.
ويأتي التسليم في الوقت الذي قال فيه مسؤولون حكوميون من حماس: إن “جميع المستشفيات في شمال غزة خارج الخدمة وسط نقص الوقود نتيجة القتال مع قوات الاحتلال الإسرائيلية” وقال نائب وزير الصحة في حكومة حماس، يوسف أبو ريش، إن عدد القتلى داخل مستشفى الشفاء ارتفع إلى 27 مريضا بالغا في العناية المركزة وسبعة أطفال منذ نهاية الأسبوع حيث عانى المرفق من نقص الوقود.
وسيتم تسليم ما يقرب من 500 طن من معدات الإغاثة، بما في ذلك الأدوية والأجهزة الطبية وثمانية مستشفيات ميدانية و 20 سيارة إسعاف ومستهلكات طبية، إلى قطاع غزة عبر مصر، حسبما أعلنت شركة كوجا يوم الخميس الماضي.
ومنذ بداية الصراع الحالي قبل أكثر من شهر، انقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود عن غزة، التي تعاني بالفعل من حصار إسرائيلي مستمر منذ أكثر من شهر، واضطرت العديد من المستشفيات إلى إغلاق أبوابها نتيجة لذلك، وهذا يجعل تسليم المساعدات من دول مثل تركيا شريان حياة بالغ الأهمية لغزة، التي تتعرض لحملة قصف لا هوادة فيها من قبل دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر، في أعقاب توغل غير مسبوق من قبل حركة المقاومة الفلسطينية حماس على دولة الاحتلال.
وقد أرسلت تركيا بالفعل ثماني طائرات محملة بالأدوية والمواد الاستهلاكية الطبية والأجهزة والمولدات إلى غزة بالتنسيق مع وزارة الخارجية بحكومة السيسي، وناقشت تركيا زيادة العدد اليومي لشاحنات المساعدات إلى 500 شاحنة على الأقل لغزة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته لأنقرة ، وفقا للرئيس رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي.
وقال كوجا أيضا: إن “مرضى مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني سيتم نقلهم عبر معبر رفح إلى مستشفيي العريش والشيخ زويد في مصر، وسيزور كوجا ونظيره المصري الأطفال الفلسطينيين المصابين بالسرطان هناك”.
وأكد كوجا يوم الجمعة الماضي أن الفرق الطبية التركية وزملائهم المصريين سيعملون على علاج المرضى في غزة، وتشمل المرحلة الثانية من الخطة جلب كل من مرضى السرطان وغيرهم ممن يحتاجون إلى مساعدة طارئة إلى تركيا.
وقال كوجا: “نتيجة للجهود الدبلوماسية لنقل المرضى عبر رفح، شكل وزراء الصحة الأتراك والمصريون والإسرائيليون اتصالات وشكلوا فريق تنسيق صحي”.
بالإضافة إلى ذلك، أرسلت المنظمات غير الحكومية التركية ومؤسسات الإغاثة طرودا غذائية وبطانيات ووجبات ساخنة ومستلزمات النظافة وحفاضات وملابس وإمدادات طبية ودعم الوقود، في حين جمع المواطنون الأتراك الأموال والمواد المماثلة لسكان غزة.
قتل أكثر من 10,000 فلسطيني في الغارات الإسرائيلية الوحشية، من بينهم 4,412 طفلا و2,918 امرأة، ويبلغ عدد القتلى الإسرائيليين حوالي 1,600 قتيل، وفقا للأرقام الرسمية.
منذ 7 أكتوبر، كانت أنقرة صريحة في دعمها لغزة حيث انتقد أردوغان الدول الغربية لمشاهدة المذبحة من بعيد، وحثها على الضغط على دولة الاحتلال لوقف هجماتها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في المدينة المحاصرة، وتحدث مع 27 من زعماء العالم بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بالإضافة إلى رؤساء وزراء ورؤساء دول أخرى في المنطقة في الشهر الماضي.
على عكس الدول الغربية، لا تعتبر تركيا حماس منظمة إرهابية وتجادل بأن القضية لا تقتصر على حركة المقاومة، مستشهدة بأكثر من سبعة عقود من الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وقال أردوغان في 28 أكتوبر: “منذ 22 يوما كاملة، ترتكب إسرائيل جرائم حرب بشكل علني، نحن نعمل على ذلك وسنقدم إسرائيل كمجرم حرب للعالم”، وفي وقت لاحق، أعلن أن تركيا ستنقل جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
https://www.dailysabah.com/politics/turkiyes-mobile-hospitals-arrive-in-egypt-for-palestinians-in-gaza/news
