بالتزامن مع عدوانها على غزة الذي يدخل يومه السبعين، شنت قوات الاحتلال الصهيوني ولثلاثة أيام عدوانا جديدا على مخيم جنين أوصلته اليوم بهجوم على قرية يعبد قضاء جنين، لإحداث موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، تتخللها عمليات دهم واعتقالات للفلسطينيين.
وانسحب جيش الاحتلال الصهيوني عصر الخميس، وبعد عمليته العسكرية من مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، مخلفا دمارا بمنازل الفلسطينيين تفجيرا وحرقا، وقتل 12 فلسطينيا، حسب مصدر رسمي، فيما أصيب 34 بالرصاص الحي بينهم 3 بحالة خطيرة”.
ودمرت الآليات العسكرية شوارع المخيم بما فيها بنيته التحتية، من شبكات صرف صحي وكهرباء ومياه واتصالات عوضا عن تفجير 20 منزلا، واعتقال 700 فلسطيني أفرج عن غالبيتهم بعد تحقيق استمر لساعات وفق تصريحات كمال أبو الرب، القائم بأعمال محافظ جنين.
ومع انسحاب قوات الاحتلال من المخيم عاد مئات السكان والمواطنون الفلسطينيون لتفقد منازلهم وممتلكاتهم، وتشييع جثامين الشهداء الذين سقطوا في مواجهات مع قوات الاحتلال في جنين في مواكب شعبية.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 287، وفق معطيات لوزارة الصحة الفلسطينية.
وصباح الخميس، أعنلت وزارة الصحة، استشهاد شاب متأثرا بجروحه جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على جنين ومخيمها لليوم الثالث على التوالي، ما يرفع عدد شهداء العدوان إلى 11 شهيدا.
وقالت مصادر طبية في مستشفى ابن سينا: إن “شهيدين و5 مصابين وصلوا إلى المستشفى بينهم مصاب بجروح خطيرة، بينما قالت مصادر في مستشفى الرازي إن 5 إصابات بينها اثنتان وصفت بالخطيرة، وصلت إلى المستشفى”.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إن “طواقمها عملت على نقل الشهداء والمصابين إلى المستشفيات”.
وأفاد المواطن كفاح أبو سرور بأن قوات الاحتلال حاصرت منزله وعدة منازل محيطة، وطالبته وزوجته وأطفاله بالخروج من المنزل، قبل أن تطلق قذيفة “أنيرجا” ووابلا من الرصاص على المنزل لتلحق به أضرارا جسيمة، وفق وفا.
وأطلقت قوات الاحتلال أكثر من 5 قذائف تجاه المنازل التي تحاصرها، وطالبت المواطنين بالخروج من منازلهم، واستجوبتهم ميدانيا.
ودهمت قوات الاحتلال عدة منازل في الحي وفتشتها وعبثت بمحتوياتها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع تجاه المواطنين ومنازلهم.
وفجرت قوات الاحتلال منزلا في حارة الدمج بمخيم جنين، ما أدى إلى اشتعال النيران في المكان.
وأكد المراسلون أن مجاهدي المقاومة تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة في آلية عسكرية تابعة لقوات الاحتلال خلال اقتحامها لمدينة جنين، وأمام بأس المقاومة وتصديها البطولي اضطر الاحتلال أن يستدعي تعزيزات عسكرية جديدة لدعم قواته.
وشاركت فصائل المقاومة في جنين، سرايا القدس وكتائب القسام وكتائب الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى، التصدي البطولي لاقتحام الاحتلال المتواصل لمدينة جنين ومخيمها، ويخوضون في الأثناء اشتباكات عنيفة معها.
من جهتها، قالت صابرين عارف (33 عاما) من سكان حي الدمج في مخيم جنين، وهي تتفقد منزلها المحترق بعد الانسحاب الإسرائيلي، إنها “نزحت منه جراء العملية العسكرية التي استمرت نحو 3 أيام”.
وأضافت في تصريحات صحافية: “أطفالي أصيبوا بالخوف والهلع جراء التفجيرات والرصاص والاقتحامات، والآن منزلي المكون من 3 طوابق، لا شيء فيه، احترق بشكل كامل”.
بدوره، قال ماهر نافع (70عاما)، وهو يقف على ركام منزله المدمر: “منذ الساعات الأولى للاقتحام، حوّل الجيش الإسرائيلي منزلي إلى نقطة عسكرية، وتم التحقيق معنا، ثم أجبرنا على الرحيل منه”.
وتابع أنه “بعد ساعات من إخلاء البيت، تم تفجيره بشكل كامل، ثم تحول إلى كومة ركام”.
وأشار إلى أن “عددا من المنازل المجاورة تضررت جراء تفجير منزلي”، متسائلا: “لأي سبب تم تفجير المنزل؟”.
وتقول الفلسطينية سميرة أبو غبارية (55 عاما)، إن “القوات الإسرائيلية تهجمت على عائلتها، ودمرت محتويات المنزل”.
وأردفت: “تم التحقيق معنا لساعات، ولدي ولدان رهن الاعتقال، حيث طلب منا إخلاء المنزل، وخرجنا مع قليل من المتاع”.
ويسرد سكان آخرون في المخيم مشاهد من الاقتحام، والتحقيق الميداني الذي أجرته القوات الإسرائيلية مع السكان، وسط تدمير ممتلكات السكان وتفجير بعض المنازل.
يتزامن ذلك مع حرب مدمرة يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة خلّفت حتى الخميس، 18 ألفا و787 شهيدا و50 ألفا و897 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.