عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أثار افتتاح اتحاد القبائل والعائلات العربية برئاسة إبراهيم العرجاني، مقره الجديد بالتجمع الخامس بمحافظة القاهرة، حفيظة المعلقين على بيان الاتحاد، مؤكدين أنها بوادر على تأسيس رسمي لدولة “اتحاد القبائل” الجديدة، أو “جمهورية سيناء”.
وذكر الاتحاد في بيان، الاثنين، أنه تم التوافق، خلال الافتتاح، على مقترح بعض الأعضاء بتقديم الاتحاد من خلال إبراهيم العرجاني، ورقة عمل إلى مجلس أمناء الحوار الوطني، متضمنة رؤية الاتحاد فيما يتعلق بالملف الاجتماعي وقضايا الشباب والرياضة والصحة وغيرها.
يأتي هذا بعد أشهر من الغياب وبعد تهديد الحركة المدنية الديمقراطية في مصر، باللجوء إلى القضاء للوقف الفوري لخطوات تهدف لإنشاء كيانات تخالف الدستور والقانون وتكون موازية أو بديلة لمؤسسات الدولة، معتبرة أن هذا التحرك يشكل تراجعا عن مقومات الدولة المدنية الحديثة.
من جانب آخر، برزت الكثير من المخاوف، نظرا لأن اتحاد قبائل سيناء هو اتحاد مسلح، وانتشرت التحذيرات من تجربة “قوات الدعم السريع” في السودان ومجموعة “فاغنر” في روسيا، خصوصا وأن الإعلان عن “اتحاد القبائل العربية” جرى بصورة استعراضية للغاية، ورفع العلم المصري بعد تعديله ليضم شعار القبائل.
ومع تصاعد الجدل في المجتمع المصري حول هذه القضية، وحالة الغضب التي أثارها الاتحاد الجديد، والمخاوف الحقيقية من تحوله إلى كيان مواز للدولة في سيناء، دفعت بجهات سيادية نصحت القيادة السياسية بتجميد هذا الكيان الجديد، ولتهدئة الرأي العام خرجت تسريبات إعلامية بتجميد العرجاني واتحاد قبائله، ليظهر إلى السطح مرة أخرى.
والعرجاني يعتبر أحد رجال الأعمال المصريين القلائل الحاصلين على ترخيص لتصدير البضائع إلى غزة من مصر، فضلا عن عقود حصرية لمشروعات البناء والتشييد في شبه جزيرة سيناء، وهو إحدى قيادات قبيلة الترابين.
وأثار تدشين اتحاد القبائل العربية مؤخرا الجدل في مصر، حيث اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي مقارنات بين رجل الأعمال السيناوي، وقائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي”، حيث عبّر البعض عن مخاوفهم من ظهور “سيناريو حميدتي في مصر”، خصوصا أن العرجاني يرأس اتحاد قبائل سيناء، والذي تعاون مع قوات الجيش في تحديد مواقع أعضاء التنظيمات المسلحة.
ردود الفعل
شن الطبيب والروائي المصري المعارض الدكتور علاء الأسواني، هجوما عنيفا على نظام السيسي، متهما إياه بالفساد وقمع الحريات وأن المصريين باتوا أمام خيارات محدودة في التعامل مع هذا النظام، وتطرق في الوقت ذاته للجدل الدائر حول إبراهيم العرجاني، رجل النظام في سيناء والمتحكم بمعبر رفح، وقال علاء الأسواني في كلمة مصورة نشرها عبر قناته “بيوتيوب”: إنه “من المؤسف ألا يكون للمواطن المصري حقوق في أن يعرف ما الذي يحصل في بلده وأين يذهب المال العام وأين يصرف؟”.
https://www.youtube.com/watch?v=TMOgtLounrs
وتحدث الإعلامي أسامة جاويش عبر قناة مكملين عن عودة إبراهيم العرجاني في ثوب جديد ومؤتمر جديد ومقر جديد، سيتخلل عنه الكثير من الفضائح.
https://www.tiktok.com/@2024casanova/video/7405875343602486561
بينما أشار الإعلامي هيثم أبوخليل، أن اللعب في المناصب السيادية ونخنوخ وإسماعيل دولار ولؤي دعبس وإبراهيم العرجاني يكملون الصورة.
https://www.youtube.com/watch?v=k_9IPyTJXIY
وغرد عمرو عبدالهادي: “الحقوا يا مصريين تاجر المخدرات عصام العرجاني ابن تاجر المخدرات إبراهيم العرجاني بيلبس كتافات الطيارة وهيطلع طلعة، كل واحد يتطمن على ذهبه ومدخراته المرة اللي فاتت طلع زامبيا بصندوق ذهب، المرة دي هيطلع على فين ومعاه إيه؟ لازم نعمل دوريات لحراسة آثار مصر، حبة يراقبوا السيسي وحبة يراقبوا إبراهيم وابنه”.
https://x.com/amrelhady4000/status/1826585519842820291
وقالت قناة ترند : “العرجاني توأم السيسي.. رضعا من ثدي صهيوني واحد”.
https://www.youtube.com/watch?v=Tyt5coF70yM
وتساءل رحات ميمي: “هون في سؤال مين اللي مسكر المعبر مش إبراهيم العرجاني والسيسي؟”.
https://x.com/RaHaF51756320/status/1826942179253641312
بينما نشر محمد إسماعيل فيديو للإعلامي أسامة جاويش
https://x.com/AhmdMhmd47111/status/1826674990668001684
وأضاف عبدالله: “إحنا كعرب في مصر ما بيمثلناش حد، كل قبيلة بتمثل نفسها على حداها، وعلى هذا الكلام لا يمثلنا إبراهيم العرجاني ولا أشكال من إبراهيم العرجاني، هم بيعملوا زوبعة في البلد تحت راية السيسي، لكن إحنا كعرب لا راضيين على السيسي ولا راضيين على حكومة السيسي”.
https://x.com/Abdulla30343924/status/1826550359692570722
وكتب رويشان القاضي:”إيه من ثورة المفاصل ؟ قد السيسي شكل قوات تدخل سريع وقوات دعم أمنية بقيادة نخنوخ وميليشات إبراهيم العرجاني كل دا شكلها لكسر مفاصل الشعب، إلى جانب قوات الأمن وقوات الجيش المتعددة “.
العرجاني من طريد سابق للعدالة إلى إمبراطور رفح ورجل الأعمال الأكثر نفوذا
ظهر العرجاني قبل 20 عاما، واعتقل عام 2009، بعد أن قام باختطاف العشرات من رجال الشرطة، وخرج من السجن في العام التالي ليبدأ نشاطه في عالم الأعمال مع تأسيس شركة “أبناء سيناء”، ويقتطع جزءا هاما من كعكة إعادة إعمار غزة عام 2014، حيث احتكرت شركته عمليات نقل مواد البناء.
وتضم مجموعة «السبع جبال»، تضم شركات «أبناء سيناء للمقاولات العامة»، و«أبناء سيناء للتشييد والبناء»، و«مصر سيناء للتنمية الصناعية والاستثمار»، و«هلا للاستشارات والخدمات السياحية»، و«إيتوس للخدمات الأمنية» التي تعاقدت مع اتحاد الكرة المصري لتأمين الفعاليات الرياضية، وغيرها من الشركات. وفي يناير 2022، تغير اسم المجموعة لتصبح «العرجاني جروب» وقرر السيسي تعيينه عضوًا في هيئة تنمية سيناء كممثل للشركات والمستثمرين.
ويؤكد تحقيق استقصائي كبير أن إبراهيم العرجاني يسيطر، عبر شركته “هلا”، على تنقل الأفراد من وإلى غزة بصورة كاملة، كما يسيطر عبر شركته “أبناء سيناء” على دخول المساعدات والبضائع التجارية إلى القطاع.
