احتكار التضليل .. إعلام السيسي يربط بين نصر أكتوبر ومجزرة رابعة العدوية

- ‎فيتقارير

 

يبدو أن عشرات الفضائيات والإذاعات والصحف لا تزال تمارس التضليل وشهود القضية ما زالوا أحياء يتقرب بهم إلى جزاري الانقلاب وجلاديه ومساندوه في القضاء والإعلام وعناصر الدولة العميقة الممتدة من زبالة المخلوع حسني مبارك.


ورصد الإعلامي والصحفي شريف منصور‎ @Mansour74Sh “..إعلاناً علي إحدي القنوات المصرية يربط بين إنتصار 6 أكتوبر العاشر من رمضان الذي انتصر فيه الشعب المصري علي العدو الإسرائيلي، وبين مذبحة رابعة العدوية التي قتلت فيها قوات من الجيش والشرطة المصرية المعتصمين السلميين في ميدان رابعة العدوية”.


وأعتبر “منصور” إن ذلك يقع تحت عنوان “هَطَل غير مسبوق في مصر المحروسة!” حيث أن رابعة “.. مذبحة تُمثل عاراً وشناراً لكل من خطط وشارك وأشرف ونفذ، وفي نهاية الإعلان عبارة تقول “أكتوبر 73 بقاء شعب”!.”.


وأكد أن ما رصده ورصده آخرون “.. هو التدليس والكذب بعينه، فكيف يتساوي انتصار علي عدو استراتيجي مع مذبحة بحق مدنيين أبرياء من أبناء مصر مهما بلغت الخلافات؟”.


وتساءل متعجبا “.. ماهي علاقة السيسي ومن معه بانتصار أكتوبر المجيد؟ وماعلاقة قادة الجيش الحاليين أصلاً بقادة جيش أكتوبر أو بجيش أكتوبر؟ “. مكررا وصفه “نحن أمام حالة من العبث أو إن شئت قل الهطَل غير المسبوق في تاريخ مصر!”.

https://x.com/Mansour74Sh/status/1843773172736503838

 

ويبدو أن تمويلا مفتوحا للسيسي (كان بلا حساب في البداية ثم بدأ يبادل الديون والتي كانت منحا بأصول مصرية ومواقف سياسية إقليمية) من أجل إتمام مذبحة رابعة العدوية (آلاف الشهداء ومثلهم إصابات وعشرات آلاف المعتقلين) لتشبه مذبحة القلعة إلا أنها كانت أبشع وأقسى برغبة مديرو المشهد التدليسي في الإعلام.

أطراف “مصرية” شاركت في الإنفاق (ليس فقط بتمويل الكاش) دعما لإنقلاب السيسي على أول رئيس منتخب في مصر رغم دمويته، ينفي ساويرس وهو أحد المعروفين جدا في مصر بكونه طرفا عبر @NaguibSawiris أن “..فض رابعة مكانش محتاج تمويل يا غبي ….” وهو تدليس فيما يبدو لسرقة رأي شعب خرج 5 مرات لإختيار الإسلاميين وخياراتهم.

 

إلا أن ما استفز رجل الأعمالي المطبع ساويرس @WeWant1948 الذي كتب، “انت الممول لفض رابعة فلا سامحك الله.. ستأتي يوم القيامة و في رقبتك دماء الآلاف من الأبرياء”.

https://x.com/NaguibSawiris/status/1828183206920868341

 

أحرار رابعة

ويفسر مراقبون هذا الربط الذي رصده شريف منصور، هو صوت رابعة الذي لا يزال يفضح السيسي في العالم، ففي ذكرى رابعة الأخيرة نظم أحرار رابعة وقفه أمام محكمة العدل الدولية شارك فيها هولنديون لإحياء الذكري الحادية عشرة لمذبحة فُض رابعة والنهضة.

 

 

وهتف المشاركون ضد العسكر والسيسى ومنها “يسقط يسقط حكم العسكر .. ويسقط كل كلاب السيسى .. وثورة ثورة حتى النصر .. وثورة فى كل شوارع مصر .. واكتب على حيطة الزنزانة حكم العسكر عار وخيانة .. وعلى فى سور السجن وعلى بكرة الثورة تشيل ما تخلى”.

 

 

 

هاني عبدالعزيز أحد المشاركين في الوقفة كتب عبر @Hany_brany “الصمت الدولي والشعبي علي رابعة جريمة…مجزرة رابعة أتت بضوء أخضر غربي ولو كانت هذه المجزرة نفذت بأيدي مرسي لشهدنا اليوم محكمة العدل والجنائية الدولية يطالبن بتسليمة للمحاكمة…بل لأنتفضت كل مؤسسات حقوق الإنسان الدولية ضده لكن لأنه السيسي ( ابن مليكة ) صمت العالم.”.

 

 

 

هنا بدأت المجازر..

 

محمد جميل رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان من لندن وعبر @MGamil_AOHR قال: “قبل 11 سنة… بدأت القصة في #رابعة وتستمر أحداثها اليوم في غزة الصمت الدولي المخز والمشين الذي مكن نظام السيسي الانقلابي من حرق المعتصمين وسرقة ثورة الشعب المصري والقضاء على الديموقراطية التي كان المصريون قد بدأوا في التمتع بها بعد خلع مبارك،، هو ذاته الخذلان الذي يجعل من الأبرياء العزل في غزة فريسة لإبادة جماعية يقوم بها الاحتلال أيضا على أعين العالم وبمباركة القوى الكبرى…” معتبرا أن الربط الذي يمارسه المتصهينون هو ليس غريبا عليه “في رابعة بدأ كل شيء”..

 

https://x.com/MGamil_AOHR/status/1823750302996291971

 

 

 

واتفق معه الإعلامي النشط أسامة جاويش @osgaweesh والذي رأى أنه “في مذبحة رابعة بدأت إبادة غزة”.

 

وتناول تدليسا يتسع نطاقه عالميا منبعه تضليل في رابعة فقال: “في الأيام الأولى التي أعقبت السابع من أكتوبر ، عملت ألة الدعايا الصهيونية جنبا إلى جنب مع وكلائها في الإعلام السعودي والإماراتي على ترويج مجموعة من الأكاذيب تتعلق باغتصاب النساء وحرق الاطفال وقطع رؤوسهم في محاولة لشيطنة قطاع غزة بما فيه ومن فيه لخلق ذريعة لما ستشهده غزة من إبادة جماعية.”.

 

وأوضح، “المشهد نفسه حدث في مصر قبل أيام من مذبحة رابعة العدوية ، عملت الآلة الدعائية الرخيصة على شيطنة الاعتصام بمن فيه وما فيه ، تحدث احمد موسى ورفاقه عن كرة أرضية تحت منصة رابعة العدوية ، وصفوه بالاعتصام المسلح ، حرضوا ضده ، شيطنوا المعتصمين ووصفوهم بالارهابيين المسلحين حتى اذا ما حدثت المذبحة وجدنا اشباه البشر يرقصون على انغام تسلم الايادي”.

 

وجه شبه ثاني

وأشار إلى أوجه شبه بين غز ورابعة، فأبان أن “..ملايين المسلمين حول العالم هالهم ما رأوه من استهداف الاحتلال الاسرائيلي للمساحد في قطاع غزة ، لتدنيس الجنود الصهاينة للمساجد بعد قصفها”.

 

واستدرك، “ولكن مهلا ، فقد حدث هذا المشهد بنفس الطريقة في رابعة العدوية عندما احرق جنود الجيش المصري ورجال السيسي مسجد رابعة العدوية ودنسوه باحذيتهم ودمروه تماما على مرأي ومسمع من العالم أجمع”.

 

وجه شبه ثالث

وأكمل عن وجه شبه ثالث، قائلا: “في رابعة العدوية لا زلت أذكر زملائي من الأطباء داخل المستشفى الميداني لرابعة العدوية وقد تم قتل المصابين أمام أعينهم واعتقال عدد كبير منهم ثم إحراق المستشفى الميداني بمن فيه وما تبقى بداخله من جثث متفحمة”.

 

وبالمقابل، أضاف، “مشاهد الأطباء والمرضى داخل المستشفى الميداني في رابعة وهم يحاولون الاختباء من رصاص القناصة شاهدها العالم أجمع وهي نفسها تلك المشاهد التي شاهدها العالم أيضا لقوات الاحتلال وهي تقتحم مجمع الشفاء الطبي وتعتقل من فيه من اطباء وتحرق المبنى وبداخله مئات المرضى والجرحى والجثث أيضا”.

 

وجه شبه رابع

وعن طريقة القتل والتطابق في ارتكاب المجازر بين رابعة والنهضة وما يحدث في غزة، أكد أن ” كلها تؤكد أن كل شيئ بدأ في مثل هذا اليوم منذ احد عشر سنة.”

 

فأشار إلى أنه “منذ أسابيع ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مذبحة بشعة عرفت إعلاميا باسم مذبحة الخيام حين قصفت طائراته خيام النازحين في مدينة رفح فأوقعت عددا كبيرا من الشهداء وأحرقت العديد من النازحين وهم أحياء داخل تلك الخيام”.

وأضاف، “لا تستغرب حين تعرف أن عبد الفتاح السيسي قد ارتكب الجريمة نفسها يوم مذبحة رابعة في مصر حين أحرق جنوده عشرات المصريين وهم أحياء داخل خيام الاعتصام في ميدان النهضة.. مشاهد الحرق واحدة ، مشاهد القتل نفسها ، المجرم واحد والقاتل واحد والطريقة متطابقة بين رابعة وغزة..”.

 


دور مخزي للإعلام

ورصد جاويش أن “الإعلام لعب دورا بغيضا في تبرير الجرائم أيضا ، في رابعة خرجت قنوات مدينة الإنتاج الإعلامي لتكذب على الهواء مباشرة وتتهم المعتصمين في رابعة بأنهم يقتلون بعضهم البعض ثم يتهمون الشرطة والجيش بقتل المعتصمين”.

 

وعن مقابله في غزة، قال: “وفي غزة ، خرج الاحتلال ومتحدثه وجيشه وإعلامه بأكذوبة أن حماس قصفت المستشفى الاهلي المعمداني بصاروخ ما أسفر عن ارتكاب مذبحة كانت من بين الأبشع منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”.

 


الصحفيون مستهدفون

وأوضح أنه في رابعة استهدفوا الصحفيين فقتلوا احمد السنوسي وحبيبة عبد العزيز ومصور قناة سكاي نيوز البريطانية ، وفي غزة استهدفوا إسماعيل الغول والمصور سامر أبو دقة وأكبر عدد من الصحفيين تم قتله في حرب واحدة على مدار التاريخ.

 

وأضاف، “الغريب في الأمر أن مشاهد الاعتقال والأسر هي نفسها بين رابعة وغزة وكأن الفاعل واحد ، مئات الصور والفيديوهات بين مصر وفلسطين لا تدري أيها في رابعة وأيها في غزة ، الجنود يوجهون أسلحتهم في وجه الأسرى الذين جردوا من بعض ملابسهم وأجبروا إما على الجلوس على الأرض او الوقوف وهم رافعين أيديهم إلى الاعلى”.


تشابهات

وأجمل في خاتمه مقاله أنه “حين نتحدث عن رابعة وغزة لا يمكن أن يمر عليك مشهد الطفل المصري وهو يصرخ أمام جثمان والدته في رابعة قائلا اصحي يا ماما بالله عليكي ، لتكتشف أنه وبعد مرور أحد عشر عاما تكرر نفس المشهد تقريبا لطفل فلسطيني يجلس أمام جثمان والده الشهيد ويصرخ بصوت عال قائلا مين هيصحيني أصلي الفجر يابا”.

وذكر أنه “حتى شماتة الجنود المصريين والإسرائيليين بعد ارتكاب المذبحة يكاد يكون متطابقا إلى حد بعيد ، يقفون بجوار الجثث والأرض قد أغرقتها الدماء ،يرفعون سلاحهم وهم يتبسمون في فخر شديد ، تطابق يدفعك للسؤال من منهما قد تعلم من الآخر ، المصري أم الإسرائيلي؟ “.

وخلص إلى أنه “في مذبحة رابعة بدأت إبادة غزة ، بدعم إماراتي سعودي ومباركة أمريكية ، وسعادة إسرائيلية ، وتواطؤ غربي وصمت شعبي .. ولكن الحقيقة تقول أن غزة لم تكن لتعاني هذه المعاناة الكبيرة وتتعرض لهذه الإبادة الجماعية لولا أن مصر قد تغيرت وتقزمت وتبدلت احوالها إلى الأسوا يوم حدثت مجزرة رابعة.”.

 

 

https://x.com/osgaweesh/status/1824046045413757359