استشهد المعتقل سعد السيد السيد مدين، 57 عامًا، بسجن برج العرب الاثنين وكان قبل اعتقاله يعمل موجهًا لمادة اللغة العربية بقرية العزيزية، مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وذلك من أثر الإهمال الطبي وسوء ظروف الاحتجاز، بعد سنوات من الاعتقال التعسفي وبوفاته سجل الحالة الثانية من وفيات الإهمال الطبي بسجون العسكر.
50 شهيد بالسجون في 2024
وسجل تقرير أخير صدر عن (المفوضية المصرية للحقوق والحريات) بعنوان “فلسفة عقابية حديثة قديمة”، 50 حالة وفاة في عام 2024 داخل أماكن الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية.
وسجلت المفوضية 8 وفيات في مجمع مركز بدر للإصلاح والتأهيل، و5 في مجمع مراكز وادي النطرون، ومثلهم في مراكز المنيا، بينما تم تسجيل 3 وفيات في مجمع مراكز العاشر من رمضان، وحالتي وفاة في الوادي الجديد وحالة وفاة واحدة في مراكز أبو زعبل ومثلها في دمنهور.
وقالت منظمة العدالة إن وفاة سعد مدين جاءت نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، حيث عانى من ظروف احتجاز قاسية وعدم توفير الرعاية الصحية اللازمة، وهو ما يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
ورصد تقرير المفوضية انتهاكات متعددة طالت السجناء وذويهم خلال العام الماضي، بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على إطلاق ما يسمى “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان”، التي تضمنت محورًا خاصًا بمعاملة السجناء، وأكثر من عامين على نقل السجناء إلى مراكز الإصلاح والتأهيل الجديدة.
وعن سوء حالة الاحتجاز رصد القرير تحول الحبس الانفرادي خلال السنوات الماضية إلى نمط لاحتجاز السجناء، حيث نُقل المحبوسون في زنازين انفرادية إلى السجون الجديدة في زنازين انفرادية أيضًا.
وانتقد التقرير استخدام الإنارة وسيلة للعقاب في السجون “الجديدة”، حيث تشكل الإضاءة المستمرة انتهاكًا للصحة البدنية والنفسية للسجناء، موضحًا أن العديد من الشكاوى التي تسربت من السجناء المنقولين إلى مجمعات إصلاح وتأهيل بدر ووادي النطرون والعاشر من رمضان، تفيد بأن الإضاءة تبقى على مدار 24 ساعة يوميًا، ويتم التحكم بها بشكل كامل من قبل إدارة السجن، مما يعمق معاناة المحتجزين.
وأسهمت الإضاءة في تعرض السجناء والسجينات لانهيارات عصبية وأرق مزمن، بحسب مقابلات مع أهالي سجناء.
ومن أبرز الانتهاكات التي رُصدت في السجون الجديدة تركيب كاميرات مراقبة داخل جميع الزنازين، إلى جانب وجود ميكروفونات وسماعات للتواصل مع السجانين، مبينًا أن هذا الإجراء ينتهك الخصوصية والحق في الأمان الشخصي، مما يعكس تجاهلًا لحقوق السجناء، كما أن كاميرات المراقبة المثبتة داخل الزنازين تتيح لإدارة السجن مراقبة تفاصيل حياة السجناء بشكل دائم ومستمر.
ويتعرض ذوي المعتقلين إلى التفتيش أثناء الزيارات والتعنت في إدخال أغلب احتياجات السجناء التي يأتون بها خلال الزيارات، وحصر الزيارة على مرة واحدة شهريًا بعدما كانت أسبوعية قبل أزمة انتشار فيروس كورونا، وهو ما يعد مخالفة لقانون تنظيم السجون الذي ينص على أن للمحكوم عليه زيارتين شهريًا وللمحبوس احتياطيًا أربع زيارات شهريًا.
https://x.com/haythamabokhal1/status/1878859384425771045
وتطالبت المنظمات والحقوقيون عادةً بفتح تحقيق فوري وشفاف في ملابسات الوفاة، ومحاسبة المسؤولين عن الإهمال الطبي في السجون المصرية وتدعوا إلى الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين الذين يواجهون ظروفًا مشابهة.
وشكل الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز غير الإنسانية، سببًا رئيسيًا في تصاعد في حالات الوفاة داخل السجون وسط مطالبات محلية ودولية بتحسين أوضاع السجون وضمان حقوق المعتقلين.