إصابات بالجملة بين المواطنين بسبب الألعاب النارية وحكومة الانقلاب تسمح باستيرادها ومرورها من الجمارك

- ‎فيتقارير

 

انتشار الألعاب النارية فى شهر رمضان بصورة غير مسبوقة تسبب فى تحول الشوارع في المحافظات إلى  ساحات خطر محدقة تهدد حياة المارة، بسبب استخدام الألعاب النارية بشكل عشوائي، ودون مراعاة لسلامة وأمن المارة.

هكذا تحولت شوارع مصر لساحات بلطجة بدعوى الفرح والمرح فى غياب تام لحكومة الانقلاب وأجهزتها الرقابية، بل يستخدم بعض الأطفال مفرقعات خطيرة غير مرخصة قانونا ولا يعرفون مضاعفاتها والغريب أن نظام العسكر يسمح باستيرادها ومرورها من الجمارك وبيعها فى المحال التجارية .

فى هذا السياق شهد شارع الحجاز بالغردقة استخدام مجموعة من الشباب الألعاب النارية بشكل عشوائي وخطير وقاموا بإلقاء الزجاجات والصواريخ، على المارة مما أسفر عن إصابة طالب جامعي بإصابات بالغة .

أثناء انتظار الطالب الجامعي “ز.ي” لسيارة أجرة، قام الشباب بإلقاء الزجاجات وأكياس المياه عليه وعلى السيارة.  

وعندما عاتبهم الطالب على تصرفهم غير المسئول، تعرض لاعتداء بالضرب من قبلهم، وأسفر الاعتداء عن إصابة الطالب بعشر غرز وكسر مضاعف، وتم نقله إلى مستشفى الغردقة العام لتلقي العلاج.

 

حادثة مأساوية

كما شهدت منطقة كرداسة بمحافظة الجيزة حادثة مأساوية، حيث فقد شاب بصره في عينه اليمنى نتيجة إصابة مباشرة بصاروخ ناري أطلقه الأطفال خلال لهوهم في الشارع.

كان الشاب عائدًا من عمله قبل موعد الإفطار، وفوجئ بأطفال يطلقون “صواريخ رمضان”، وعندما ألقى أحدهم صاروخًا بالقرب منه، انفجر مباشرة في وجهه، ما أدى إلى نزيف في القرنية وانفجار في عينه اليمنى، وفقدانه البصر كليًا فيها.

في التبين أدى اطلاق بعض الأشخاص الألعاب النارية والصواريخ إلى كسر جمجة مواطن، وفى قرية فيشا سليم التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية اضطر عمدة القرية إلى منع بيع الصواريخ في المحال بسبب الإصابات والمشاجرات التى وقعت بين أهالى القرية .

 

اصابات خطيرة

يُشار إلى أن الألعاب النارية تتسبب سنويًا في آلاف الإصابات خاصة بين الأطفال والمراهقين الذين يتعاملون معها دون إدراك لمخاطرها. وتشمل أبرز الإصابات الحروق الخطيرة، التى تُعد من أكثر الإصابات شيوعًا، حيث تؤدي الشرارات الساخنة إلى حروق من الدرجة الثانية والثالثة، وقد تترك آثارًا دائمة على الجلد، بالإضافة إلى إصابات العيون، حيث يمكن أن تسبب الألعاب النارية جروحًا في القرنية، أو تمزقًا في الشبكية، ما قد يؤدي إلى فقدان البصر جزئيًا أو كليًا.

أيضا من أبرز المخاطر الصحية للألعاب النارية البتر وفقدان الأطراف، لأن بعض الألعاب النارية تحتوي على كميات كبيرة من البارود، وإذا انفجرت في اليد، فقد تؤدي إلى فقدان الأصابع أو اليد بالكامل.

كما أن الأصوات العالية الناتجة عن الانفجارات قد تؤدي إلى تلف في الأذن الداخلية، مما يسبب فقدانًا دائمًا أو مؤقتًا للسمع، فضلا عن المشكلات التنفسية نتيجة الدخان المنبعث من الألعاب النارية، حيث يحتوي على مواد كيميائية ضارة قد تؤدي إلى التهابات في الجهاز التنفسي، خاصة لدى مرضى الربو.

وتُعد الألعاب النارية سببًا رئيسيًا في اندلاع الحرائق، حيث يمكن أن تشتعل النيران في المنازل أو الأشجار أو الممتلكات العامة إذا تم استخدامها بشكل غير آمن.

 

عقوبات قانونية

حكومة الانقلاب من جانبها تلقى اللوم على الأطفال وأولياء الأمور وتحملهم المسئولية عن استخدام الألعاب النارية وتتجاهل استيرادها وكيفية دخولها عبر الجمارك ومن الذى يسمح بدخولها خاصة أنه وفق قانون الجمارك، فإن استيراد أو تهريب الألعاب النارية دون الحصول على التصاريح اللازمة يُعد جريمة تهريب يُعاقب عليها القانون بعقوبات تصل إلى الحبس، بالإضافة إلى غرامات مالية تتراوح بين ١٠ آلاف ونصف مليون جنيه، مع مصادرة البضائع المهربة.

كما يعاقب القانون المصري بشدة على حيازة وتداول الألعاب النارية، حيث ينص قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 على أن كل من أحرز أو حاز أو استورد أو صنع مفرقعات أو مواد متفجرة بدون ترخيص يُعاقب بالسجن المؤبد.

 ويعاقب القانون كذلك بشدة كل من استخدم هذه المفرقعات بشكل يعرض حياة الناس أو الممتلكات للخطر، وهو ما يؤكد أن دولة العسكر لا تلتزم بتنفيذ القوانين وهى التى تسمح باستيراد الألعاب النارية كما تسيمح بتمريرها  في الجمارك دون عناية بمخاطرها الكبيرة على المواطنين.

 

وقفة جادة

 

من جانبها كشفت الخبيرة الأسرية داليا الحزاوي، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر  عن انتشار الألعاب النارية بين الأطفال وطلاب المدارس مؤكدة أن استخدام الالعاب النارية  في شهر رمضان ظاهرة سلبية تحتاج وقفة جادة خاصة بعد أن تسببت فى عدة حوادث في الأيام الماضية.

وحذرت داليا الحزاوي في تصريحات صحفية من أن الألعاب النارية لم تعد مجرد مصدر إزعاج بصوتها المفزع بل تعدت ذلك وأصبحت مصدرا لإصابات وحروق ليس فقط للشخص الذي يستخدمها بل كذلك للمارة في المحيط الذين لا يتوقعون هذا الفعل غير المنضبط.

وطالبت أولياء الامور بضرورة توعية الأبناء بخطورة الألعاب النارية وأنها تشكل خطرًا كبيرًا عليهم وعلى الآخرين فهي لعبة  تنتهي بكارثة، موضحة أن أخلاق شهر رمضان تنهي تمامًا عن إزعاج وترويع الآخرين والإضرار بالممتلكات وإهدار المال في شراء هذه الأشياء الضارة ويمكن توجيه تلك الأموال لمساعدة المحتاجين.  

وشددت داليا الحزاوي على ضرورة توجيه الأبناء إلي أنشطة بديلة مثل: الأنشطة التطوعية وممارسة الطقوس الرمضانية الجميلة من قراءة القرآن وصلاة التراويح، مشيرة إلى ن القضاء علي هذه الظاهرة تحتاج تضافر الجهود للتوعية بمخاطر هذه الألعاب، فالمدارس عليها دور وكذلك الإعلام ودور العبادة  ولكن الدور الأكبر يقع على الأسرة.

 

تلوثً الهواء 

وأكدت الدكتورة أمل سعد الدين، رئيس شعبة البيئة بالمركز القومي للبحوث، أن الألعاب النارية لا ينتج عنها أضرار صحية فقط بل أيضا أضرار بيئية؛ مشيرة إلى أن الألعاب النارية تحتوي على معادن ثقيلة ومواد كيميائية تسبب تلوثًا في الهواء عند انفجارها، ما يؤدي إلى مشكلات صحية، خاصة لمرضى الحساسية والجهاز التنفسي .

وقالت أمل سعد الدين في تصريحات صحفية ان الألعاب النارية تؤدى أيضا إلى الإضرار بالحياة البرية، لأن الأصوات العالية والانفجارات المفاجئة تؤثرعلى الحيوانات، مما يؤدي إلى حالة من الذعر قد تتسبب في هروبها أو تعرضها لحوادث قاتلة.  

وأشارت إلى أن الألعاب النارية تتسبب في ضوضاء شديدة تؤثر على الأطفال وكبار السن، وتؤدي إلى اضطرابات النوم والصداع المزمن.