لا أصدّق أنّ هذا ما تبقّى منك يا أبي.. يا حبيبي، كان دائماً نظيفاً ورائحته جميلة.. سبحة وعطر، وفرشاة أسنان، ونظّارة… كم كنت بسيطاً وجميلاً ..”يا رب، بحولك وقوتك، يكون بابا آخر معتقل يموت في سجونهم، ويخرجوا (السجناء) كلّهم عاجلاً غير آجل يا رب”.. رسالة مؤثّرة تودّع فيها مريم خالد، والدها المعتقل أحمد خالد مصطفى على صفحتها على فيسبوك والذي استشهد في سجن العاشر من رمضان بالشرقية بعد أن تدهور صحته بسبب سياسة القتل الطبى الذى يمارسه السفاح السيسى ضد المعتقلين منذ انقلابه على الشهيد الدكتور محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب في تاريخ البلاد .
وكانت مريم خالد قد تسلّمت أمس حقيبة والدها من إدارة السجن، علماً أنّه كان قد توفي في 19 فبرايرالماضي في سجن
العاشر.
https://www.facebook.com/kevoc.4/posts/3894367794156056?ref=embed_post
و أرفقت “مريم ” مع رسالتها هذه الصورة ، عمّا كانت تحتويه حقيبة والدها الشهيد ، ونشرت في التعليقات صوراً لأدوية والدها.
يأتى ذلك وسط “استمرار تدهور أوضاع السجون بزمن الانقلاب العسكرى الدموى وغياب الرعاية الصحية عن المعتقلين”،
وكانت منظمات حقوقية، من بينها مؤسسة “عدالة” لحقوق الإنسان، قد أعلنت وفاة مصطفى، مفيدةً بأنّه “توفي في سجن العاشر في ظروف غامضة، في ظلّ استمرار تدهور أوضاع سجون مصر وغياب الرعاية الصحية عن المعتقلين”، وذلك “بعد أن قضى سنوات في السجن وسط معاناة قاسية”.
وأوضحت أنّ المعتقلين يواجهون في السجون “تدهوراً مستمراً في أوضاع الاحتجاز، من الإهمال الطبي المتعمّد إلى الحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية، ما أدّى إلى وفاة عدد منهم في ظروف مشابهة”.
يذكر أن أنّ منظمات حقوقية رصدت، في عام 2024، أكثر من 50 وفاة بين المعتقلين ، في سجون الانقلاب ومقار الاحتجاز المختلفة فيها، نتيجة الإهمال الطبي المتعمّد وأوضاع الحبس المزرية. في الإطار نفسه، كانت حملة “لا تسقط بالتقادم” التابعة للمفوضية المصرية للحقوق والحريات قد رصدت “137 حالة وفاة وقعت ما بين أقسام شرطة ومراكز إصلاح وتأهيل عمومية وأخرى جغرافية أو أماكن احتجاز غير رسمية، مثل مقار الأمن الوطني ومعسكرات الأمن المركزي”، ما بين عامَي 2022 و2024.