انتفض العشرات من أهالي جزيرة الوراق عصر الخميس 27 مارس 2025، أمام معدية شبرا – دمنهور، للمطالبة بالإفراج عن 16 مواطنا من ذويهم المقبوض عليهم مساء الأربعاء، ورددوا هتافات “سيبوا إخواتنا المحبوسين.. إحنا عليها ميتين”.
وفي السادسة من صباح الأربعاء 26 مارس 2025، حاول شباب “الجزيرة”، إدخال تروسيكلات تحمل مواد طلاء ورمل وظلط، عبر معدية دمنهور – شبرا، لكن قوات الأمن المتواجدة هناك، والتابعة لمديرية أمن القليوبية، رفضت عبورهم، ووعدتهم بالسماح بالعبور ليلًا، بحسب شاهد عيان.
https://x.com/iAnanasMnBenha/status/1905253899637801387
وبعد 13 ساعة من الانتظار، رفض الأمن مجددًا السماح بدخول مواد البناء، ما أدى لحدوث مشادات لفظية مع الأهالي، سرعان ما تطورت لاشتباكات بالطوب والضرب بالعصي، وإصابة أفراد من الطرفين، بحسب المحامي مصطفى إبراهيم، أحد أهالي “الجزيرة”.
وألقت الشرطة، مساء الأربعاء، القبض على 16 مواطنًا على الأقل، معظمهم من أهالي جزيرة الوراق، بعد اشتباكات دارت على خلفية رفض دخول مواد بناء إلى “الجزيرة”، وهي المشكلة المستمرة منذ 8 سنوات والتي تؤدي لتجدد الاشتباكات بشكل مستمر.
ومن اعتقلتهم السلطات كانوا بين 12 من أهالي “الجزيرة”، و4 من أهالي شبرا الخيمة كانوا فقط يتابعون ما يحدث دون المشاركة.
وأظهرت فيديوهات متداولة، تجمع مجموعة من أفراد الشرطة لضرب أحد المواطنين من أهالي “الجزيرة”، وصورة أخرى تُظهر تروسيكل للأهالي ملقى في “النيل”، وهو ما أدى لزيادة غضب الأهالي.
وتواصل جهاز الأمن الوطني مع بعض القيادات الشعبية بين الأهالي، وتعهد بالإفراج عن المقبوض عليهم ظهر الخميس، مُطالبًا الأهالي بالتهدئة، ومسح بعض فيديوهات البث المباشر التي نشرها مواطنين من أبناء “الجزيرة” للاشتباكات، وهو ما تم بحسب منصة “متصدقش”..
إلا أنه مع انتظار أهالي “الجزيرة” للإفراج عن ذويهم، ظهر اليوم الخميس، رصدوا قيام أفراد الأمن المتواجدين بكمين أسفل محور روض الفرج، بتجميع كميات من الحجارة، بحسب فيديو، وهو ما يعتقد الأهالي أن هدفه الاستعداد لتجدد الاشتباكات، لذلك قاموا بإزالتها.
ومع تأخر إطلاق سراح المحبوسين، تجمع العشرات من المحتجين عصر اليوم، عند معدية شبرا – دمنهور، مطالبين الأمن بتنفيذ وعده والإفراج عن ذويهم، وفض الأهالي تجمهرهم بعد تلقي وعد أمني جديد بالإفراج عن المقبوض عليهم بحلول مساء اليوم.
بلطجة مستمرة
وعلى مدار العام الماضي 2024، اندلعت اشتباكات متكررة بين أهالي جزيرة الوراق وقوات الشرطة، بسبب منع دخول مواد البناء، وحصار الجزيرة المتمثل في السماح بعبور المعديات في أوقات محددة، والتشديد الأمني والحرمان من الخدمات، بعد وعود بإدخالها ويحاول أبناء الوراق إدخال مواد البناء إلى “الوراق”، إما بالتفاوض مع مسؤولي الأكمنة الأمنية، أو الضغط بالاحتجاجات، أو التفاهمات مع بعض أمناء الشرطة.
وقال عضو مجلس العائلات، إن الدولة أتت في البداية في عام 2017 إلى “الجزيرة” بهدف التطوير، لكن بعد ذلك استهدفت “تَهجير” الأهالي للحصول أرضهم، والتعامل معهم أمنيًا فقط.
وعلى مدار الأشهر الماضية، لم تستجب السلطات لمطالب الأهالي بالسماح بدخول مواد البناء دون إعاقة، أو إنشاء خدمات بـ”الجزيرة”، موضحًا أن الدولة تعتمد سياسة النفس الطويل مع الأهالي؛ “بيعتمدوا يغروا الأهالي بالبيع عن طريق السماسرة اللي بيعرضوا أسعار مرتفعة على الأهالي لغاية ما الدنيا تفضى”.
وفي فبراير 2025، أعلن المهندس أسامة شوقي، رئيس جهاز تنمية مدينة الوراق الجديدة، أن إجمالي الأراضي والمنازل التي تم إخلاؤها، هي 1024 فدانًا من أصل حوالي 1295 فدانًا بـ”الجزيرة”، بنسبة 79%، بحسب بيان لرئاسة مجلس الوزراء نُشر حينها.
