أثار استخدام المنقلب السفيه السيسى ،لالفاظ توراتية وإنجيلية فى مناسبات إسلامية حالة من الجدل ، مجددا حول هوية هذا “السيسى ” خاصة أن كلماته الأخيرة جاءت خلال مناسبة إسلامية وهو احتفال وزارة الأوقافب حكومته بـ”ليلة القدر” حيث ، استشهد بكلمتا “أزلي” و”أبدي”، اللتان أثارتا انتباه مصريين وعربا وصفان توراتيان إنجيليان ظهرا متتابعين ومنفصلين عشرات المرات في “العهد القديم” و”العهد الجديد”.
يأتى ذلك مع تزايد استعانة الساسة الغربيين في أوروبا وأمريكا برموز وعلامات وكلمات يهودية ومسيحية في حملاتهم الانتخابية وفي ظهورهم أمام الجماهير، وفي أسماء أحزابهم.
وفي 5 / مارس الجاري، ظهر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال لقاء تلفزيوني وعلى جبهته الصليب بمناسبة “أربعاء الرماد” أول أيام الصوم الكبير عند المسيحيين الكاثوليك.
وفي 26 مارس الجاري، ظهر وشم باللغة العربية على ذراع وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث يحمل كلمة “كافر”، فوقها عبارة باللاتينية تعني “الرب يريد” التي استخدمها الفرنجة في حملتهم الصليبية الأولى على الشام (1095 ميلادية).
وعقب قراءة كلمته الرسمية، نزل السيسي من فوق منصة الاحتفال موجها حديثه للحضور وهم وقوف، قائلا: “لا تقلقوا لأن الله يقف معنا دائما، هو اللي في ظهرنا، يطيب لي أن أتحدث عنه وحده، في ملكه وحده، أبدا أزلا وحده، لا شريك له. ما حدش يقدر يعمل حاجة”
السيسى والعهد القديم
وعلى سبيل المثال: في “العهد القديم”، في “سفر نحميا” (9/ 5 – 7): “قُومُوا بَارِكُوا الرَّبَّ إِلهكُمْ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأبدِ، وَلْيَتبَارَكِ اسْمُ جَلَالِكَ المتعَالِي عَلَى كُلِّ بَرَكَةٍ وَتَسْبِيحٍ”.
ويستخدم العهد القديم كلمتين عبرانيتين للتعبير عن فكرة “الأبد” وهما עוֹלָם “عولام”، و עַד “عاد”. أما العهد الجديد فيستخدم هذه الكلمات اليونانية: αἰών “أيون”، و αἰώνιος “أيونيوس”، و ἰδιώτης “أيديوس”. وَتُرْجِمَت في العربية بـ”الدهرية” أو “القدم”.
وكلمة αἰώνιος “أيونيوس” اليونانية تُستخدم عن “أزلية الله وأبديته” وقد ترجمت في العربية بكلمة “أزلي” (رومية 16: 26) وروحه (عب 9: 14)، وكذلك تشير إلى أبدية الإنجيل (رؤيا 14: 6) والحياة الأبدية (يوحنا 3: 16-36) وملكوت المسيح (2 بط 1: 11) وبالمظال الأبدية في السماء (لوقا 16: 9)، وكذلك تشير إلى النار والعذاب الأبديين (مت 25: 41-46).
” كوكتيل يهودي مسيحي”
وعلق ، وزير الخارجية التونسي الأسبق رفيق عبدالسلام، على هرتلة السيسى حيث ا\ كتب عبر صفحته على موقع “إكس”، يقول: “ما هذا الهراء، خليط لاهوتي يهودي مسيحي، وجبرية كلامية ميتافيزيقية لا علاقة لها بلغة الإسلام والمسلمين”.
الدبلوماسي التونسي، أضاف: “الخلاصة: لا إرادة ولا فعل ولا قرار ولا حركة لتغيير (المنكر الصهيوني)، لأن كله (بيد ربنا)”، مؤكدا أنه “تحيل خبيث وادعاء وتلبيس على الله سبحانه، لأنه خلق الإنسان مستخلفا صاحب إرادة وتدبير وعقل”.
وليست هذه هي المرة الأولى الذي يثير فيها السيسي، الجدل، بكلمات من العهد القديم، ولم ترد في القرآن الكريم.
ومنها قوله: “أمة العوز”، في حزيران/ يونيو 2018، في معرض تعبيره عن غضبه من هاشتاغ “#ارحل_يا_سيسي” حيث قال: “أدخلونا في أمة ذات عوز، عارفين (ماذا تعني) أمة العوز؟ أمة الفقر”، وهي الكلمة التي وردت في (سفر أيوب 30: 3): “فِي الْعَوَزِ وَالْمَحْلِ مَهْزُولُونَ، عَارِقُونَ الْيَابِسَةَ الَّتِي هِيَ مُنْذُ أَمْسِ خَرَابٌ وَخَرِبَةٌ”.
وقوله للمصريين في مارس 2019: “لم أعدكم بالسمن والعسل”، وهي الجملة التي ربطها البعض بوعد الله لقوم نبي الله موسى بـ”اللبن والعسل” في الأرض المقدسة إذا دخلوها، وهي الكلمات التي وردت بـ”العهد القديم”، (سفر أيوب 20: 17): “لاَ يَرَى الْجَدَاوِلَ أَنْهَارَ سَوَاقِيَ عَسَل وَلَبَنٍ”.
وحول تكرار السيسي كلمات من العهد القديم والجديد وفي مناسبة إسلامية، أكد الدكتور عمرو عادل المشكلة أنه يعتقد أنه يأتي بما لم يأت به أحد، وأنه مبدع ومختلف”، مؤكدا أن “استخدام المصطلحات التوراتية اللاهوتية بكثرة منذ سيطرته على الميكروفون أعتقد أن لها احتمالين مع ضحالة الثقافة الواضحة”..
الاحتمال الأول ، هو “التأثر بالإرث العائلي، أحد أهم مدخلات المفردات وهذا هو الأقرب”، ملمحا إلى أن الاحتمال الثاني، هو “التلقين المباشر من أحد ما لتوصيل رسائل معينة، وربما هذا احتمال ضعيف”.
وأضاف: “أما أنه يتعمد هذا الخلط وهذا التوجه في دمج الأفكار كخط فكري أو توجه ثقافي فهذا غير محتمل كما أرى”.
وخلص إلى القول إن “توجه الدولة المصرية منذ عقود وخاصة في العقد الأخير هو تحويل الأديان بشكل عام والإسلام بشكل خاص إلى أشكال فلكلورية لطيفة تبتعد عن القيم والثوابت والضوابط، وما يحدث من كوميديا أثناء الاحتفالات بالمناسبات الإسلامية خير شاهد”.
