اعترف عبد الحكيم، نجل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر بصحة التسجيل الصوتي الذي انتشر لوالده منذ السبت، وقال إنه ليس تسريبا ولكنه تسجيل متاح في مكتبة الإسكندرية، وأنه منشور من خلال مكتبة العائلة وهو ما يعني أن التسجيل صحيح وأن ما ذكره الكاتب الإسلامي "القومي" سابقا محمد جلال كشك في كتابه "ثورة يوليو الامريكية" المنشور عن دار التراث الإسلامي في 1990 قبل وفاة مؤلفه بنحو 3 سنوات وكتب فيه عن علاقة ضباط الثورة ومندوبهم هيكل بالمخابرات الامريكية وما تبعها من إعدام واعتقال الإخوان والتنكيل بهم فضلا عن حظر مظاهر الإسلام صحيح.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=122161767446476189&set=a.122099321078476189
التسجيل مثل صدمة كبيرة لعشاق الصورة الذهنية الخادعة (الناصريين في القلب منهم) عن أسطورة عبد الناصر، وموقفه من الصراع مع "إسرائيل"، ويتسع المقام أيضا لإتهام السادات بأنه خاض الحرب لحشد أوراقه في خطواته نحو "السلام" الذي استقر في نفس ضباط ثورة يوليو الامريكية.
وبعد نصر أكتوبر الخاطف، وضح أن ما فعله ما هو إلا استكمال لمسار السلام الذي بدأه عبد الناصر نفسه ووافق عليه، وسار السادات على النهج نفسه الذي دشنه سلفه في نهاية حكمه.
التسجيل مسرب لجمال عبدالناصر مع معمر القذافي وآخرين يتحدث عن الحل السلمي وأن قضيتنا هي سيناء فقط، وأننا ليست لنا مشكلة مع إسرائيل، وأن الحل بيد أمريكا، ويقول اللي عاوز يحارب يروح يحارب.. نحن استسلاميين وانهزاميين.. مش مشكلة..!
وفي 14 ديسمبر 2023 قال مصطفى الفقي مدير مكتب مبارك للمعلومات في لحظة صدق إن "ثورة يوليو أمريكية" وأن "انقلاب عبد الناصر في يوليو 1952 كان بترتيب أمريكي وحماية أمريكية لإزاحة الاستعمار القديم العجوز بريطانيا.".
وأن عصر عبد الناصر شهد قمعا مروعا وأنه تم اكتشاف مقابر جماعية تحت السجن الحربي الذي كان يسجن فيه المعارضون من الإخوان.
وسجل مصطفى الفقي أيضا لحظة تراجع عن الصدق قائلا: "أشعر بالذنب لذلك الحديث الذي أعد دون فهم دقيق ودون وعي كامل: مضيفا "الحديث "جرى معي في برنامج تليفزيوني ربما دون تركيز مني"..
https://www.facebook.com/mohamed.mohamed.288737/videos/2745359492268844/
ماذا قال التسريب؟
الباحث محمد شعبان أيوب قال: "سمعت تسجيل عبد الناصر مع معمر القذافي، وهو مؤرخ بأغسطس 1970 يعني قبل ما يموت بشهر وشوية." مضيفا "لا يفرق كلام عبد الناصر هذا مع كلام كل من جاءوا بعده بأننا لا نريد الحرب، وليس لنا شأن بالقضية الفلسطينية فقط يرجع الصهاينة سيناء ومية مية على كدة.".
وأضاف "لكن يندهش الواحد من اعترافه بفشل وضعف مصر في كل من 48 و 56 و 67 وإمكانات الصهاينة الضخمة عسكريا، خاصة بريا وجويا على حد وصفه، واحتلالها سيناء مرتين في 56 و 67، ووقوف أمريكا والدول الكبرى معها، وهو نفسه الذي أعلن إغلاق مضيق العقبة في أواخر مايو 67 قبل النكسة بأيام، لماذا حرشتهم إذن وأنت تعلم ضعفك، هذه قضية الدكتور خالد فهمي يتساءل عنها وكثير غيره حقيقة حتى اليوم، خاصة مع غياب الوثائق أو تغييبها بالأصح كما يصف فهمي، وكل ما نعرفه من مذكرات قادة تلك المرحلة أنها كانت ذروة صراع عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وكانت فرصة للتخلص من هذا الأخير.".
وأشار إلى أنه "..لفت نظري أن عبد الناصر كان يدرك أن اليهود يخططون لتحقيق أحلامهم التوارتية، الجيل الأول كما يقول نال حق التقسيم وزيادة عليه في 47 و 48، ثم الجيل الثاني بلع فلس طين كاملة في 67، وقال بوضوح الجيل القادم يطمع من النيل للفرات.".
وتابع: "إذن غزة التي يتآمرون عليها الآن هي الوحيدة التي تُشغل الصهاينة عن تحقيق أهدافهم في سيناء والقنال والقاهرة، وليتنا أمددناها بالطعام والشراب رغما عن أنف نتنياهو ومن وراءه".
https://www.facebook.com/photo/?fbid=9996771850383252&set=a.1403918006335389
حساب عمر المصرى عن تسريب عبدالناصر قال على "فيسبوك": "سبحان من أرادها فضيحة فى الدنيا رغم أنه قد مات يرتدى أمام عبيده ثوب البطولة .. وسبحان من أرادها فى هذا السياق الزمنى والظرف الذى تتمايز فيه الصفوف .. وسبحان من جعل فضيحته على يد أقرب الناس إليه حيث اتضح أن ابنه هو من رفع التسريب على المواقع .. وسبحان من خذله بعد موته بالفضيحة كما خذله فى حياته بما قدمت يداه من طغيان على الصالحين ".
وأضاف "أشد ما يدهشنى كيف تمسك الناصريون المصريون بالكاهن الأكبر سنوات طويلة بعد النكسة ؟!".. وكيف يجد أهل الباطل القدرة على تسويق باطلهم للناس والصبر عليه رغم كل عيوبه التى لا تخطئها عين أكثر من القوة النفسية لبعض من يدعون أنهم مع الحق ثم هم أنفسهم يبحثون بالميكروسكوب عن سقطات وشبهات وأكاذيب يرمون بها الحق وأهله ولا يصبرون على حقهم ويثبتون عليه كما صبر الذين من قبلهم وهم يعلمون أن الصبر من لوازم النصر ؟!!!".
دولة الكهان
وتابع "المصري": "وفى دولة كهنة آمون واعلام كهنة آمون كان ولا زال كل شيء يفعله الكاهن الأعظم هو الصواب وهو الإلهام والإعجاز ..ولقد دخل الكاهن الأعظم خمس حروب انهزم فيها جميعا لكنه حاز كل النياشين والألقاب وخرج منها بطلا كأنه المنتصر قاهر الأعداء.. وفى دولة الكاهن الأعظم كانت طائرات الأعداء تضرب مطارات مصر من الإسكندرية حتى أسوان فى لحظة واحدة بينما القادة فى أحضان الراقصات . وإعلام الكهنه يصور للناس أنها الطائرات المصريه ذاهبة وعائدة من ضرب تل أبيب حتى أن الفلاحين فى الحقول كانوا يشيرون لطائرات العدو ويهتفون لهم بالدعاء ويقولون ( روحو ربنا ينصركم على الأعداء )".
وعن مهازل مسدس الصوت المصري قال: "وفى حين كان الانسحاب العشوائى الكارثى بناء على أوامر الزعيم لـ 120 الف جندى مصرى ماتوا فى الصحراء عطشا واصطادتهم طائرات الكيان وتم دفنهم أحياء . كان إعلام الكهنه يصور للشعب أننا على بعد نصف ساعه من تل أبيب ..وفى حين كانت الهزيمة التى لم تحدث فى التاريخ خرج هيكل كبير إعلام الكهنة يسميها النكسة ويقول : (ضاعت سيناء وما سيناء الا حبات رمال وبقى لنا بطل الأبطال جمال ).
ويعود لدولة الكهان حيث "فى دولة الكهنة تسلم الكاهن الأكبر مصر ومعها كل السودان ومعها غزة . وكانت اثيوبيا حدودنا الجنوبية .. ومات ومصر بدون السودان وبدون غزه وبدون سيناء . ومع ذلك صوره الكهنه على أنه البطل التاريخى الأسطورى الإستثنائى الملهم .. وفى دولة هذا الكاهن وبعد كل هذه الكوارث تم عمل تمثال ( صنم ) له فى كل قرية وتم وضعه فى الجمعية الزراعية .".
حتى بعد ما مات
وحين مات وضعوا التمثال فى نعش وطافوا به أرجاء القرية وأهل البلد رجالا ونساء يلطمون ويندبون . ثم عادوا بالصنم ووضعوه فى الجمعية الزراعية بكل إجلال واحترام .
وكل ذلك تحت اشراف أعضاء الاتحاد الاشتراكى فى كل قرية والذين ما زال بعضهم على قيد الحياة لم يتب عن الباطل ولا التزوير .
وفى مصر وبعد هلاك الكاهن الأكبر خرج علينا من ينسج الأساطير والهالات حول أنه مات فقيرا ولم يجدوا فى جيبه إلا ربع جنيه بينما تبين أن أبناءه وبناته أكبر أباطرة المال فى مصر .
نسجوا أساطير
وعما حاكوه للظلم من أساطير قال: "والأساطير حول وطنيته وعدائه للكيان بينما تبين أن زوج ابنته أكبر جاسوس عميل لهم ثم عزمت ابنته سفير الكيان بعدها بسنوات فى عيد ميلادها ورقصت أمامه وكأنهم كانوا يرضعون أولادهم وبناتهم الخيانة ثم كان هذا التسريب الذى يبرر فيه السقوط والخيانة ويتهم ويسخر ممن يطالبه بالثبات" .
وأضاف، "ونسجوا الأساطير حول تقشفه بينما تبين أن زعيم الشعب الجائع الحافى كان يأتيه الأكل جاهزا يوميا من فرنسا وسويسرا" .
والأساطير حول أنه كان ملتزما أخلاقيا فى حين أن مخابراته كانت رائدة مهنة القوادة فى حب الوطن وقادة أركانه ووزير دفاعه كان لكل منهم عشيقة من الفنانات بشكل علنى وأن رئيس مخابراته تزوج امرأة متزوجة بعد أن طلب يدها من زوجها وأشهده على عقد الزواج .".
وخلص إلى أن "هذا التسريب الموجود فى أول تعليق لم يخرج ولم يسمح به فى هذا الوقت اعتباطا إنما ليقول به من يتنازلون ويبيعون الآن أننا لسنا وحدنا من يتنازل ولسنا أول من باع ولسنا وحدنا من يظهر غير ما يقول وإنما كبيرنا الذى علمنا السحر الذى كان بطلا فى نظركم فعل كل ذلك من قبل . ولتكريس مفهوم أنه ليس فى الإمكان أفضل من التنازل والبيع وليس فى تاريخنا أكثر من التردى والسقوط .".