مع هروب الأموال الأجنبية وتذبذب سعر الصرف…الأسواق المحلية تتخوف من تعويم جديد للجنيه

- ‎فيتقارير

 

 

مع اندلاع الحرب بين ايران والكيان الصهيونى تواجه سوق الصرف فى مصر اضطرابات وحالة من الخوف والقلق بسبب هروب الأموال الساخنة وتزايد الطلب على الدولار  ما أدى إلى تراجع قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية .

وفى نفس الوقت هناك مخاوف تسيطر على الأسواق المحلية من إمكانية حدوث تعويم جديد للعملة، في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية، والتصعيد في بعض مناطق الإقليم، ما يزيد من حالة عدم اليقين بشأن مستقبل سعر الصرف.

وتوقع عدد من المحللين أن يظل سعر الصرف عرضة للتأرجح في ظل ضغوط محتملة على مصادر النقد الأجنبي، وعلى رأسها إيرادات قناة السويس وقطاع السياحة، إضافة إلى احتمالات تأثر تحويلات المصريين بالخارج في بعض الدول النفطية التي بدأت تشهد تباطؤًا في نشاطها الاقتصادي.

 

العرض والطلب

 

فى هذا السياق أكد مصدر مصرفي، أن ما يحدث حاليًا في سوق الصرف هو نتاج آلية العرض والطلب، مشيرا إلى أن البنك المركزي المصري لا يتدخل في تحديد السعر، بل يركز على الحفاظ على احتياطي نقدي قوي ومستدام.

وشدد المصدر على أن التعويم بمفهومه القديم، أي القفز المفاجئ بسعر الصرف بعدة جنيهات دفعة واحدة، لن يتكرر، موضحًا أن التحركات الحالية ترتبط بتدفقات الأموال الأجنبية سواء في أدوات الدين أو سوق الأوراق المالية، ما يؤثر على توازن العرض والطلب على الدولار.

 

الأموال الساخنة

 

فيما توقع مصدر مصرفي بارز استمرار ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه المصري خلال الأيام المقبلة، في ظل زيادة الطلب مقابل المعروض، وتصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في الإقليم.

وكشف المصدر أن سوق الإنتربنك قام بتمويل عمليات تخارج بلغت نحو 800 مليون دولار خلال تعاملات أمس، على خلفية طلبات خروج مكثفة من سوق الدين العام وتراجع مؤشر البورصة.

وأوضح أن هذه التحركات تزامنت مع خروج ما يُعرف بـ"الأموال الساخنة"، والتي جرى التعامل معها عبر النظام المصرفي الرسمي، ما جنّب السوق اضطرابًا فوريًا في السيولة، لكنه في الوقت ذاته زاد من الضغوط على سعر الصرف.

ورجّح المصدر أن تشهد أسعار الصرف قفزات جديدة في حال استمرار الأزمة الجيوسياسية وتزايد وتيرة التخارج، متوقعًا أن يتجاوز الدولار مستوى 52 جنيهًا في الأيام المقبلة، ما لم تظهر تدخلات مباشرة أو تهدئة في المشهدين المحلي والدولي.

 

 

إيرادات قناة السويس

 

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي الدكتور وليد جاب الله ، إن استمرار التوترات الجيوسياسية في المنطقة قد يؤدي إلى تراجع إيرادات قناة السويس، لا سيما إذا تأثرت سلاسل الإمداد العالمية أو تعطلت حركة التجارة في مضيق هرمز، وهو ما سينعكس سلبًا على حركة التجارة بين الشرق والغرب.

وطالب جاب الله فى تصريحات صحفية حكومة الانقلاب بأن تعمل في الوقت الراهن على اتخاذ إجراءات استثنائية للتحوط من تداعيات الأزمة الراهنة، بهدف الحد من تأثيرها على الاقتصاد المصري واحتواء أي تقلبات مفاجئة في سوق النقد الأجنبي.