بثت كتائب القسام أمس، يظهر أحد الأسرى الصهاينة يتجول داخل غزة، وهو فيديو له أبعاد منها؛ اختيار الأماكن المعروفة داخل غزة ليظهر فيها الأسير، وهو يجعل أي متابع سواء من فلسطين او الكيان يتيقن أن الجندي موجود فعلا في عمق المدينة، وهذا يضرب ،رواية الاحتلال التي تزعم "السيطرة" أو "تطهير" المناطق وانفلات لا تتمكن حماس منه.
وناشد الأسير الصهيوني "غاي دلال" المعتقل لدى المقاومة في غزة عبر فيديو بثته القسام: "سمعت أن الجيش بصدد الهجوم على #غزة وأنا مرعوب من هذه الفكرة، أنا في هستيريا، هذا يعني أننا سنموت هنا، أرجوكم، هذه فرصتنا الأخيرة، أخرجوا وتظاهروا وافتعلوا الفوضى للنجاة وإنهاء هذه الحرب.".
ونشرت القسام صور الأسير داخل السيارة أمام مبنى الصليب الأحمر ويمكن للمراقبين التأكد من صحة الفيديو بتحديد ورصد زمان ومكان وجود السيارة عبر الأقمار الصناعية وطائرات التجسس بأثر رجعي.
أو رد فعل على الفيديو كان من الداخل الصهيوني حيث والدة الأسير "الإسرائيلي" بغزة متان انجريست: "تلقينا اتصالات صعبة من الاستخبارات وأبناؤنا بغزة في خطر حقيقي".
وأضافت السيدة (عنات) والدة أنجرست: "إن كان الخطر يحيق بابني متان فإنني أتعهد بأن رئيس الحكومة لن يعيش بهدوء".
وأوضحت ".. 700 يوما وأنا أصرخ، 700 يوما ومتاني يصمد، لقد حانت لحظة الحقيقة. . رئيس الحكومة أعطى الأمر لرئيس الأركان..
عملية عربات الموت انطلقت لطريقها، سيُسقطون مبنى في وسط مدينة غزة، العائلات تلقت مكالمات صعبة من الاستخبارات.".
وأكدت أن "أولادنا في خطر حقيقي ورئيس الحكومة مستعد للمضي بذلك، وأخذ هذا في الحسبان.. رئيس الحكومة يرسل الجنود ليعرض متاني للخطر وهو يعرف، وإذا كان متاني في خطر على حياته، فلن نترك رئيس الحكومة يهنأ.".
وناشدت "أرجوكم، نحن في أيام حاسمة. أيام حقيقة أصرخ، تعالوا كونوا معي، كونوا معنا، العائلات في القدس، لنبدأ المسيرة الكبرى …".
وكان المبدأ بحسب مراقبين احراج الجيش في تطبيق معاهدة مخطط هنبعل لقتل الاسري امام العالم أو عدم ضرب المدنيين لان من بينهم جنود صهاينة.
وقال المحلل والناشط على السوشيال ميديا خالد صافي @KhaledSafi: "الفيديو الأخير الذي بثته المقاومة لأسير الاحتلال غادي دلال وهو يتنقل بالسيارة في شوارع غزة، شكّل صفعة مدوية للمؤسسة الأمنية والسياسية "الإسرائيلية".
وأضاف، "منذ سبعمائة يوم والاحتلال يروّج أن الأسرى "مدفونون في الأنفاق"، فإذا بهم يظهرون أمام الكاميرات في قلب المدينة، بين الناس، وفي مشهد يفضح عجز أجهزة الاحتلال عن تحديد مصيرهم أو الوصول إليهم.".
واعتبر أن "الأخطر في الرسالة أن الأسير نُقل إلى مقر الصليب الأحمر في غزة، في خطوة رمزية تحمل بعدًا إنسانيًا وسياسيًا، تُعرّي الاحتلال أمام المجتمع الدولي وتؤكد أن المقاومة هي الطرف الأكثر قدرة على حماية قواعد الاشتباك وضبط الإيقاع.".
وأشار إلى أن "كلمة الأسير نفسها كانت قنبلة سياسية: إذ دعا المجتمع الصهيوني وذويه وأهالي الأسرى إلى التظاهر والخروج للشارع، ورفض الخضوع لابتزاز حكومة نتنياهو. وبلغت ذروة خطابه حين قال: "اعتقدنا أننا أسرى لدى حماس؛ لكن الحقيقة أننا أسرى لدى حكومتنا، لدى نتنياهو وبن غفير وسموتريتش"".
وأوضح أن "هذه الجملة وحدها تختزل مأزق الكيان؛ فالمقاومة كشفت أن الأسرى ليسوا ورقة ضغط داخل غزة فقط، بل قنبلة سياسية موقوتة تهدد تماسك الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتُبرز كيف تحوّل نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون من سلطة حاكمة إلى سجّان يقيّد شعبه ويُطيل أمد الحرب حفاظًا على بقائه".
https://x.com/KhaledSafi/status/1963897495605432331
إدارة الحرب النفسية
وتناقل غزيون ومنهم وداد @wedad_da الفيديو الذي بثّته كتائب القساام اليوم، وفيه يظهر أحد الأسررى الصهااينة يتجوّل داخل مدينة غزة، ليس مجرد مشهد إعلامي عابر، بل هو رسالة مركّبة بذكاء تعكس عقلية دعائية متقنة وإدارة حرب نفسية عالية المستوى.
وأضافت أن "البُعد الأول: اختيار الأماكن المعروفة داخل غزة ليظهر فيها الأسير، يجعل أي متابع – سواء من الجمهور الفلسطيني أو الإسرائيلي – يتيقن أنّ الجندي موجود فعلًا في عمق المدينة، وهذا يضرب في العمق رواية الاحتلال التي تزعم “السيطرة” أو “تطهير” المناطق.".
ولفتت إلى بُعد آخر: الفيديو بمثابة رسالة ردع واضحة، تقول إنّ المقاوومة ليست فقط قادرة على أسر الجنود، بل أيضًا على حمايتهم وإظهارهم في قلب غزة، وهو ما يعكس سيطرة ميدانية ورمزية في آن واحد.. موضحة أن العقل القسااامي برع في توظيف الإعلام كسلاح موازٍ للبندقية.
ورأت أن هذا النوع من الرسائل يوجّه ضربة قاسية لقيادة الاحتللال ويزيد من قلق المجتمع الإسرائيلي حول مصير جنوده، وهو ما قد ينعكس في الضغط الشعبي على صانع القرار السياسي والعسكري.".
https://x.com/wedad_da/status/1964048242045231198
واختصر أخر عن مشهد الأسير داخل غزة تحت طائرات الاستطلاع يحمل رسائل قوية:
لإسرائيل: فشل استخباراتي وعجز عسكري، الطيران فوق غزة عاجز عن منع المقاومة أو استهداف السيارة لوجود الأسير.
للمقاومة: إثبات قوة وسيطرة ميدانية، الأسرى بأمان وتحت قبضتها، وحريتها بالحركة رغم العيون الإسرائيلية.
https://x.com/CORNILYOUS/status/1964018625297236237