باعتراف صحيفة صهيونية..جيش الاحتلال فشل فى تحرير الأسرى بالقوة العسكرية

- ‎فيتقارير

 

 

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية تفاصيل جديدة حول سلسلة من عمليات إنقاذ الأسرى الصهاينة الفاشلة التي نفذها جيش الاحتلال خلال معركة طوفان الأقصى طوال العامين الماضيين في قطاع غزة. 

واعترفّت الصحيفة بوقوع إخفاقات أدت إلى مقتل عدد من الأسرى، بينهم ساعر باروخ الذي قُتل خلال محاولة فاشلة لتحريره في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة. 

وقالت إنّ عمليات جيش الاحتلال ومخططاته كانت فاشلة بالمجمل، رغم نجاحه فى إنقاذ أسرى مثل أوري مجيديش وعملية "أرنون" التي أطلق خلالها سراح نوح أرغاماني وألموغ مائير جان وأندريه كوزلوف وشلومي زيف. 

وأضافت الصحيفة أن بعض العائلات الصهيونية عارضت تنفيذ عمليات تحرير الأسرى بالقوة، معتبرة أنّ أبناءها كانوا سيُفرج عنهم في صفقات تبادل لاحقة، وأن المخاطرة بحياتهم لم تكن ضرورية. ومع ذلك، قرّر جيش الاحتلال تنفيذ بعض العمليات رغم التحذيرات، ما تسبب بسقوط قتلى من الجنود والأسرى الصهاينة على حدّ سواء. 

 

فضيحة استخباراتية 

 

وأشارت إلى أن إحدى أبرز عمليات الفشل تمثلت بمحاولة إنقاذ الأسير ساعر باروخ في ديسمبر 2023. فقد تسللت قوة خاصة من وحدة الاستطلاع التابعة لقوات الاحتلال إلى مبنى في خان يونس حيث كان يُحتجز فيه باروخ، وزرعت عبوة ناسفة صغيرة لتفجير المدخل. 

وأكدت أنّ عناصر المقاومة الفلسطينية في المكان ردّوا بسرعة بإلقاء قنابل يدوية متتالية، ما أدى إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال وإرباك القوة التي دخلت في اشتباك عنيف. وخلال تبادل النار، قُتل باروخ، فيما تمكّن المقاومون من الانسحاب حاملين جثمانه. 

ونقلت الصحفية عن مصدر أمني قوله إن العملية شابتها أخطاء استخباراتية عدّة، وإنّ المعلومات المتوفرة حول مكان احتجاز الأسرى الصهاينة لم تكن دقيقة بما يكفي، الأمر الذي جعل فرص النجاح شبه معدومة منذ البداية. 

 

مخاطر كبيرة  

 

وذكرت أنّ جيش الاحتلال خطّط في الأسابيع الأولى من معركة "طوفان الأقصى" لعمليات إنقاذ أخرى، من بينها عملية لتحرير أطفال وامرأة كانوا محتجزين في غزة، لكنّ القيادة العسكرية العليا ألغتها قبل التنفيذ بدقائق.  

وأرجعت الصحفية القرار إلى احتمال الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل مرتقبة، وإلى المخاطر العالية التي قد تهدد حياتهم في حال فشل الاقتحام. 

وأوضحت أن مقرّ قيادة العمليات، الذي أنشئ بعد اندلاع الحرب برئاسة الضابط المتقاعد نيتسان ألون، كان الجهة المسئولة عن مراجعة المعلومات الاستخباراتية واتخاذ القرار النهائي بشأن التنفيذ أو الإلغاء. 

وأضافت الصحفية أن القيادة السياسية الصهيونية مارست ضغوطاً على جيش الاحتلال للتحرك بسرعة وتحقيق إنجازات ميدانية، لكن بعض القادة الميدانيين فضّلوا التريث لتدقيق المعلومات وتقليل المخاطر على الأسرى. 

 

جيش الاحتلال يقتل أسراه 

 

وأشارت إلى أن بعض الأسرى قُتلوا خلال القصف الجوي الصهيوني للأنفاق التي كانت تتحصن فيها مجموعات من المقاومة الفلسطينية ومن بين هؤلاء الجندي تامر نمرودي الذي أسر من قاعدة "إيرز" في 7 أكتوبر وقُتل لاحقاً في قصف على شمال القطاع، إلى جانب عدد آخر من الأسرى الذين قضوا عن طريق الخطأ، بحسب وصف مصدر أمني. 

واعترفت الصحفية بأنّ الإخفاقات في تحديد مواقع الأسرى الصهاينة وتقلّب الظروف الميدانية جعلا نجاح أي عملية إنقاذ "مرهونة بالصدفة"، مشيرة إلى أنّ بعض القرارات التي اتخذت في اللحظة الأخيرة حالت دون كوارث إضافية، فيما أدّت قرارات أخرى إلى نتائج مأساوية ما تزال المؤسسة الأمنية الصهيونية تواجه تبعاتها.