كشفت وكالة “بلومبرج” أن الجيش الأمريكى يدرس بناء قاعدة مؤقتة قادرة على استيعاب عشرة آلاف شخص قرب قطاع غزة .
وقالت الوكالة فى تقرير لها إن ذلك يأتى فى إطار سعي الولايات المتحدة لتشكيل قوة استقرار لمراقبة وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيونى وحركة حماس.
تقرير بلومبرج أكده مسئولون صهاينة موضحين أن الولايات المتحدة تخطط لبناء قاعدة عسكرية كبيرة في منطقة حدود غزة داخل الأراضى المحتلة، وفق تقرير حصري نشره موقع "شومريم" الصهيونى .
وحذر المسئولون الصهاينة من تأثير تلك الخطوة على قرار استئناف القتال ومواصلة حرب الإبادة وقتما تريد دولة الاحتلال .
فيما لم يتنبه نظام الانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي إلى هذه الخطوة أو أن الولايات المتحدة ستفعل ما تراه بغض النظر عن السيسي وتأثير القاعدة على الأمن القومى المصرى .
البنتاجون
كانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” قد نفت صحة التقارير التي تحدثت عن نية الولايات المتحدة إنشاء قاعدة عسكرية كبيرة قرب قطاع غزة، مؤكدة أن تلك الأنباء غير دقيقة .
وقال متحدث باسم البنتاجون إن الولايات المتحدة لا تبحث في الوقت الراهن إقامة أي قاعدة عسكرية في إلأراضى المحتلة أو بالقرب من قطاع غزة، مشددًا على أن تمركز قوات أمريكية في المنطقة ليس مطروحًا ضمن أي خطط حالية .
وأكد المتحدث في بيان رسمي أن الوجود الأمريكي في المنطقة يقتصر حاليًا على نحو 200 جندي يتمركزون في مركز التنسيق بمدينة كريات غات، حيث يشرفون على جهود مراقبة وقف إطلاق النار وتنسيق المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تركز على الجهود الدبلوماسية والإنسانية لدعم الاستقرار في المنطقة نافيًا أي نية لتوسيع الوجود العسكري الأمريكي هناك.
غرفة قيادة
فى هذا السياق توقع مراقبون ألا تكون نقطة تجمع قوات حفظ الاستقرار في قطاع غزة، أو القاعدة العسكرية التي تنتوي أمريكا إنشاءها، قواعد عسكرية هجومية أي أنها لن تضم مطارا عسكريا أو تشهد حتى نشر بطاريات صواريخ سواء هجومية أو دفاعية. بل هي أشبه بغرفة قيادة لتلك القوات ومكاتب إدارية لهم.
وبحسب مسئولين مطلعين على الخطط الأولية، فإن المنشأة ستُستخدم من قبل قوات دولية عاملة في قطاع غزة للمساهمة في تثبيت وقف إطلاق النار، ويمكن أن تستوعب عدة آلاف من الجنود. وقدّر المسئولون الميزانية المتوقعة للمشروع بنحو 500 مليون دولار.
وأشار المسئولون إلى أن قيادات أمريكية طرحت في الأسابيع الأخيرة، المقترح خلال مناقشات مع حكومة وجيش الاحتلال وبدأوا استطلاع مواقع محتملة لإقامة القاعدة في محيط غزة. مما يعني تحوّلًا كبيرًا في مستوى الانخراط الأمريكى.
وقالوا إن عددا من الجمهوريين يعارضون توسيع الوجود العسكري الأمريكى في الخارج، خصوصًا في ظل الضغوط المالية الداخلية وتعب الناخبين من التدخلات الخارجية موضحين ان الوجود العسكري الأمريكى في دولة الاحتلال كان محدودًا. لكن بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، تم نشر نحو 200 جندي أمريكي في الأراضى المحتلة للعمل من “مركز التنسيق العسكري المركزي” (CMCC) في كريات غات.
وأوضح المسئولون أن الولايات المتحدة أثناء الحرب، نشرت أيضًا بطارية دفاع صاروخي من طراز "ثاد" ساهمت في اعتراض هجمات صاروخية إيرانية.
واعتبروا أن الخطة الجديدة تشير إلى تصعيد كبير في النشاط العسكري الأمريكى داخل الأراضى المحتلة، وتأتي في وقت تراجعت فيه هامشية القرار العملياتي الصهيونى في غزة لا سيما فيما يتعلق بتنسيق دخول المساعدات الإنسانية.
وثيقة داخلية
من ناحية آخرى كشفت وكالة “بلومبرج” أن وثيقة داخلية أظهرت أن الجيش الأمريكى يدرس احتمال بناء قاعدة مؤقتة قادرة على استيعاب عشرة آلاف شخص قرب قطاع غزة، معتبرة أن ذلك يأتى فى إطار سعي الولايات المتحدة لتشكيل قوة استقرار لمراقبة وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيونى وحركة حماس.
ووفقًا للوثيقة، طلبت البحرية الأمريكية من مجموعة من الشركات المؤهلة تقديم تكلفة تقديرية لبناء قاعدة عمليات عسكرية مؤقتة قادرة على دعم 10 آلاف فرد، وتوفير مساحات مكتبية تبلغ 10 آلاف قدم مربع لمدة 12 شهرًا .
وحدد الطلب الموقع المحتمل بأنه قرب غزة، في الأراضى المحتلة، وأُرسل إلى الشركات المؤهلة في 31 أكتوبر الماضى وفقًا لمصادر مطلعة وكان من المقرر تقديم الردود في 3 نوفمبر الجارى .
البيت الأبيض
ونقلت “بلومبرج” عن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الإدارة لم توافق بعد على هذه الخطوة.
وزعمت ليفيت أنه لم يتم النظر في خطة كهذه أو الموافقة عليها من أعلى مستويات حكومة الولايات المتحدة وينبغي عدم اعتبارها خطة رسمية في الشرق الأوسط.
وشددت على إن البيت الأبيض لم يوافق بعد على خطوة إنشاء قاعدة عسكرية مؤقتة قرب غزة.
خريطة النفوذ
وبالنسبة للكيان الصهيونى يثير التدخل الأمريكي في قطاع غزة قلقًا متزايدًا، وأعربت مصادر أمنية صهيونية عن قلقها من اعتزام واشنطن إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة في القطاع؛ ما يشير في تقديرهم إلى إصرار غير مسبوق على التدخل في غزة، وفي الصراع الصهيونى – الفلسطيني.
وبحسب المصادر التي نقلت عنها صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية فإن ذلك يغير خريطة النفوذ بعدما بذلت دولة الاحتلال منذ حرب عام 1967 كل ما بوسعها للحد من التدخل الدولي في الأراضي الفلسطينية.
واعتبرت أن القاعدة المُخطط لها ستقلص بالفعل من حرية عمل الكيان الصهيونى في القطاع، خاصةً فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، والتي استخدمتها دولة الاحتلال وسيلة للضغط على حماس.
وتوقعت المصادر الصهيونية، أن يتولى مركز القيادة الأمريكي في كريات غات السيطرة الكاملة على توزيع المساعدات الإنسانية، تاركًا لدولة الاحتلال دورًا هامشيًا فقط في تنسيق عمل الحكومة في المناطق.
اللاعب الرئيسي
وقال الدكتور مايكل ميلستين، باحث بارز في مركز ديان في جامعة تل أبيب والرئيس السابق لقسم الشؤون الفلسطينية في جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية : سيكون مركز التنسيق العسكري في كريات غات مسئولًا عن معظم النشاط في غزة .
وتوقع ميلستين أن يتغير وضع دولة الاحتلال بوصفها اللاعب الرئيسي في القطاع مشيرا إلى أن ما يعزز ذلك هو الاتهامات المتزايدة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو منذ وقف إطلاق النار الذي رعته واشنطن، والتي تستند إلى أن الأمريكيين أخذوا زمام المبادرة في غزة من دولة الاحتلال واضطر نتنياهو للدفاع عن نفسه وعلاقته بالولايات المتحدة، عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، بعد اتهامات بأن الولايات المتحدة رسخت هيمنتها على الكيان الصهيونى بجسر جوي سياسي من المسئولين الكبار، ومقر عسكري في الجنوب يراقب غزة دقيقة بدقيقة، وطائرات أمريكية مسيرة في القطاع.
وأشار إلى أن الأمريكيين منعوا نتنياهو وحكومته، من اتخاذ خطوات ضد حماس أو تنفيذ هجمات أو حتى فرض عقوبات، وتدخلوا في عملية البحث عن الجثامين، وأدخلوا فرقًا أجنبية من الخارج رغم رفض دولة الاحتلال ، ويريدون إخراج عناصر حماس أحياء من رفح، ويقررون عمليًا طبيعة المرحلة المقبلة، ومن سيحكم القطاع، ومن سيشارك في القوات الدولية.
