لماذا أمر السيسي بغلق ملف “آل الشيخ”؟

- ‎فيتقارير

كشفت مصادر أن قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، أصدر أوامره، لإنهاء الازمة بين مجلس إدارة النادي الأاهلي، ووزير الرياضة والكفيل السعودي تركي آل الشيخ، بعد أن وصلت الفضائح لكشف ملفات الفساد التي تتضمن الملايين التي أنفقها الكفيل، دون معرفة بنود إنفاقها في النادي، ورفع دعوى قضائية، الأمر الذي أشعر سلطات الانقلاب بالحرج، وتدخلت لغلق الملف، بعد الوصول لطريق مسدود.

وقالت المصادر في تصريحات خاصة اليوم الخميس، إن جهات عليا أمرت بإنهاء الخلاف مع آل الشيخ مع إدارة الأهلي. موضحة أن “جهات عليا في نظام السيسي استدعت محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي، وأمره بتسوية الأزمة، بعد مناشدة الخطيب جهات مخابراتية بالتدخل قبل انتشار الفضيحة، خاصة بعدما حرر تركي آل الشيخ بلاغا للنائب العام للتحقيق في ربع مليار جنيه دعم بها النادي ولا يدري كيف تم إنفاقها”.
الفضائح بدأت بعد اعتذار تركي آل الشيخ عن الرئاسة الشرفية للنادي، وإعلانه مقاضاة الإدارة لمعرفة أوجه صرف 260 مليون جنيه تبرع بها للنادي.

مصالحة برعاية جهة أمنية
فيما كشفت مصادر لـ “الحرية والعدالة” أن مبادرة تركي آل الشيخ للصلح مع إدارة الأهلي، جاءت بعد مناشدة محمود الخطيب لجهات أمنية بالتدخل قبل أن يتم تصعيد الأمور، ويكشف تركي آل الشيخ الذي لا يسيطر على لسانه ملفات الفساد في النادي الأهلي، وهو ما يهدد بكشف أوجه إنفاق الأموال التي خرجت من النادي عن طريق تبرع تركي آل الشيخ، وحصل على جزء منها قيادات في جهات أمنية ورجال في دولة السيسي.

وأضافت المصادر أنه بعدما بدأت علاقة البلدين تتأثر في الفترة الأخيرة، بسبب الهجوم الدائم من تركي آل الشيخ على إدارة الأهلي، وصلت لحد وصف تركي آل الشيخ لمجلس إدارة النادي الأهلي بـ “العصابة”، وبعد التصريحات العنيفة لآل الشيخ، سمحت الجهات العليا في مصر لإدارة الأهلي بالرد، وهي كانت خطوة أشبه بالتحذير لتركي آل الشيخ، بعدما استشعرت الجهات العليا في البلدين أن هذه التصريحات تنذر بخلافات بين البلدين، ولا بد من التدخل؛ كي يتوقف الوزير عن الهجوم على إدارة الأهلي.

وكشفت مصادر في تصريحات صحفية موازية، أن زيارة تركي آل الشيخ لمصر الأسبوع الجاري، كانت فرصة لإقناعه باللجوء إلى السلم والهدوء، والتوقف عن الهجوم المستمر على إدارة الأهلي، وهو ما وافق عليه، على أن يكون هو صاحب المبادرة، ويثمّنها مجلس إدارة الأهلي.

استجابة آل الشيخ
وبعد تدخل جهات أمنية وافق تركي آل الشيخ ونفذ ما اتفق عليه مع الجهات العليا في مصر والسعودية، وخرج في مداخلة تلفزيونية مع فضائية «إل تي سي»، مساء الثلاثاء 17 يوليو، قال فيها: «لا يوجد أحد يستطيع أن يتدخل في علاقتي مع الكابتن الكبير محمود الخطيب، لقد كنت أشاهده عندما كنت في عمر الثالثة يراوغ في إفريقيا وملاعب مصر، لن أترك المجال للمصطادين في الماء العكر، الأمور تشتعل ثم تهدأ، وهناك حقائق تغيب ثم تعود».

وأضاف: «أكنّ كل احترام لهذا الرجل، وكذلك للنادي الأهلي الذي أحبه، ولن أسمح بأي تجاوز على النادي الأهلي والخطيب، وسأطلب من المحامي التنازل عن كافة القضايا التي أقمتها ضد الخطيب وإدارة الأهلي، وبابي مفتوح للخطيب وكل أهلاوي، الخطيب له كل الاحترام والتقدير ومثل أخي الأكبر». وتابع: «كل مَن تجاوز في حقي من الجماهير فهذا خطأ مسموح لشعورهم أن ناديهم في خطر ومن حقهم الدفاع عنه، وهذا ليس صحيحاً فأنا محب للنادي الأهلي ومصر. أسامح كل مَن سبَّني، محمد الغيطي الذي تناول حياتي الشخصية، ومجدي الجلاد، وأحمد سعيد، وإن استمروا في السبّ فلا توجد مشكلة عندي».

على الجانب الأخر، خرج مجلس إدارة الأهلي، مساء أمس الأربعاء 18 يوليو، ببيان رسمي يثمِّن مبادرة آل الشيخ، وتمنى له التوفيق في خطوته مع نادي بيراميدز. وجاء نص البيان كالتالي: تلقَّى النادي الأهلي بالاهتمام والتقدير تصريحات السيد المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي أدلى بها في إحدى القنوات الفضائية، وتضمنت مبادرته التي عبّر فيها عن حرصه على العلاقات الطيبة مع النادي الأهلى، وجمهوره، ورئيسه.