أثارت تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان خلال مقابلة مع مجلة “ذي أتلانتيك”، ردود أفعال واسعة بسبب افتراءاته على جماعة الإخوان المسلمين، حيث زعم إن عمه الملك فيصل “دفع حياته ثمنا لمحاولة التصدي للإخوان المسلمين”، وتابع زعمه بأن دعم الرياض لجماعة الإخوان المسلمين لسنوات كان بطلب أمريكي، إبان الحرب الباردة مع روسيا.
تأتي افتراءات ابن سلمان رغم أن الجميع يعرف أن الأمير خالد بن مساعد بن عبد العزيز، قتل عمّه الملك فيصل بالرصاص، عام 1975، قبل أن يتم إعدامه عقب نحو ثلاثة شهور من الحادثة.
ادعاءات ولي العهد السعودي استدعت تعليق أحد الكتاب السعوديين البارزين، جمال خاشقجي، الذي أشار، في مقاله في “الواشنطن بوست” الأمريكية” إلى أن “المملكة “رحبت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بالمصريين الذين لاذوا بالفرار من مصر خشية أن يعتقلهم رئيسها جمال عبد الناصر عقاباً لهم على معتقداتهم. وكان عدد كبير من هؤلاء من منتسبي جماعة الإخوان المسلمين. وقد جلبوا معهم إلى المملكة مقاربات جديدة نحو الفكر الإسلامي والشريعة الإسلامية رحب بها كثير منا بما في ذلك قادتنا وزعماؤنا”.
وتابع: “وكان الملك فيصل، الذي اغتيل في عام 1975، قد أقام أول مدارس حكومية للبنات في ستينيات القرن الماضي، وهي الخطوة التي عارضها بشدة منتسبو المؤسسة الدينية. وكان يرى ضمن سعيه الحثيث لإعداد البلاد للدخول إلى القرن الحادي والعشرين بأن جماعة الإخوان المسلمين يمكن أن تشكل ثقلاً موازناً لرجال الدين التابعين للمدرسة الوهابية”.
وتساءل الكاتب: “ما الذي طرأ حتى يصبح الإخوان مكروهين لهذه الدرجة؟”، مذكرا بأن الملك فيصل “وضع ثقته في الشيخ الموقر مناع القطان لكي يحدث النظام القضائي السعودي. وما لبثت أن بدأت عجلة الإصلاحات، التي كانت مستحيلة حتى ذلك الوقت، بفضل ما كان يتمتع به أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من علم ودراية، بما في ذلك في مجال قوانين العمل، وتدريس اللغة الإنجليزية ومادة الكيمياء، والتشكيل الجزئي للائحة القوانين. والآن تعمل وسائل الإعلام السعودية بتشجيع من الحكومة على شيطنة الشيخ القطان بحجة أنه كان عضواً في جماعة الإخوان المسلمين”.
