ما إن انتهى قائد الانقلاب العسكري من تعيين عباس كامل مدير مكتبه السابق، رئيسا لجهاز المخابرات العامة المصرية، للسيطرة الكاملة على الجهاز لصالح نظام حكه بعد حفلة التسريبات الشهيرة، حتى بدأ السيسي في البحث عن كاتم أسرار جديد بديلا عن عباس كامل شريك أفكاره و”الصدر الحنين” للسيسي، بعد انتهاء الحرب الصامتة بين الأجهزة الأمنية الكبرى التي تتحكم في مفاصل الدولة.
وجاء تعيين كامل، الذي يوصف بأنه رجل السيسي المخلص وذراعه القوي، خلفا للواء خالد فوزي الذي عينه السيسي رئيسا للجهاز نهاية العام 2014، وكان يدير وقتها إدارة الأمن القومي بالجهاز، لكن كان صعبا على السيسي في ظل فقدان الثقة في كل من حوله، أن يجد بديلا لعباس كامل طوال عدة شهور منذ أن جعله قائما على الجهاز حتى تعيينه رسميا.
إلا أن السيسي وجد ضالته مؤخرا، بتعيين كاتم أسرار جديد، هو اللواء محسن محمود عبدالنبي، الذي يعنه السيسي اليوم الاثنين، في منصب “مدير مكتب رئيس الجمهورية”.
ويعد محسن عبد النبي من رجال الظل الذين ربما لا يعرفهم الشعب المصري، على غرار عباس كامل الذي فوجئ به الشعب المصري يدير ملف الدولة كاملا بالاشتراك مع عبد الفتاح السيسي، ومن قبلهم اللواء حسن التهامي الذي كان يعد حاكم الظل الأول في عهد عبد الناصر والسادات.
تخرج كاتم أسرار السيسي الجديد محسن محمود علي عبدالنبي من الكلية الحربية عام 1978 م الدفعة (71) حربية، سلاح المشاة.
تولى جميع الوظائف القيادية في سلاحه حتى تم تعيينه نائبًا لمدير إدارة الشئون المعنوية اعتبارًا من يناير 2012، ثم مديرًا لإدارة الشئون المعنوية اعتبارًا من يناير 2014، وبتاريخ 2/7/2018 تم تعيينه مديرًا لمكتب السيد رئيس الجمهورية.
حصل كعادته مع زملائه من قيادات العسكر على عدد من الأنواط والميداليات الشرفية التي تصب في ةجيوب العسكر من بينها نوط 25 أبريل 1985، وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة سنة 2000، و نوط الخدمة الممتازة سنة 2009، ونوط التدريب من الطبقة الأولى 2009، وميدالية 30 يونيو للاشتراك في خيانة الرئيس الشرعي بالانقلاب العسكري عام 2013.
تولى إدارة الشئون المعنوية، وشهدت تطورًا كبيرًا في عهده، حينما أعرب قائد الانقلاب عن رغبته في السيطرة على الإعلام والدفاع بكتائبه الإلكترونية لغسل أدمغة المصريين على مواقع السوشيال ميديا، ففي عام 2014 افتتح اللواء محسن عبدالنبي، مدير إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، مركز الإعلام العسكري المتطور، بالتزامن مع أول يومي الاستفتاء على الدستور، لمتابعة أداء وسائل الإعلام المحلية والعالمية المسموعة والمرئية، في ضوء ما تقدمه الإدارة من مهام بشأن الحفاظ على الحكم العسكري.
قام بتأسيس شركة لإدارة المؤتمرات التي تروج لحكم العسكر والانقلااب على الديمقراطية من خلال المحافل الدولية، وربطها مباشرة بوحدات البث المباشر بالتليفزيون المصري بواسطة كابلات، إلى جانب وسائل الاتصال اللاسلكية وكذلك وحدة ربط مع مدينة الإنتاج الإعلامي.
وجاء تعيين محسن عبد النبي بعد تعيين كامل رئيسا للمخابرات العامة، صاحب الولاء المعروف للسيسي والعقل المدبر أو ربما الحاكم الفعلي للبلاد، وإن كانت شخصية السيسي تشي بأنه لا يعطي أحدا، مهما كان، فرصة للخروج من قبضته.
