في موجة كشف النظام عن صور وفيديوهات لإعلامييه وضباطه (جيش وشرطة) في أوضاع مخلة أخلاقيا بحسابات مخابراتية، تفاعلت اللجان وناشطو مواقع التواصل، لاسيما فيسبوك وإكس مع "حمزة نمرة" كهشتاج وكلمة مفتاح بعد مشاركة حمزة نمرة في حفل السيسي الذي أقامه للدعاية السياسية الفجة لرئيس الانقلاب، ففي هذا السياق تُفقده رمزيته كفنان ارتبط بالثورة والوجدان الشعبي في وقت تستخدم فيه السلطة الفن كواجهة، وبمشاركة الفنانين في هذه العروض يُعرضون كسلع في سوق سياسي.
وكشف الحفل في رأي البعض أن النزول لمصر كان تنازلا وكان "تذكرتي رايح جاي" وكان عودة "لزمن الرخص" وهي كلمات من التي أحبها رافضو الانقلاب، عوضا عن "يا مظلوم ارتاح" وكرهه بسببها اللجان والذين لم تعجبهم عودته، ورحبوا بها على قدر ما رأوا أن حضوره سيطرة أمنية لا عودة فنية.
حتى مؤيدو النظام، لم يرحبوا بمشاركة حمزة، بل اتهموه بأنه "إخوان" ومن هؤلاء كتبت إيمان شوقي "واحدة معترضة على وجود حمزة نمرة في المؤتمر، وعماله تناضل بقى كعادتها بقى نجيب أعداء الوطن في مؤتمر للريس، العقليات الوسخة اللي زي المناضلة دي لازم يوميا تنضرب بالبلغة .. يا بهيمة … يا متخلفة ….. كون أن كلب زي حمزة ده يحضر في وجود الريس لها معاني ورسائل سياسية لا حصر لها، بس هنقول إيه أنتِ خليكِ في شمهورش أحسن.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=1934242950454095&set=a.110799749465100
ومن هؤلاء أيضا سخر ممدوح الشافعي، "حمزة نمرة والدحيح في ضيافة السيسي، وقبلهم هشام الجخ ومصطفى حسني ، باقي لنا مين يا 25 يناير، وكأنها ثورة لم تقم وكأنه نظام لم يسقط 🤣🤣.. #مرسي_راجع 🤣".
وفي ذات السياق كتبت رانيا صالح Rania M Saleh ، ""اللي اختاروا حمزة نمرة يغني أمام الريس عملوا هجمة مرتدة، رشقت في كل إخواني لما يلاقوا أيقونتهم بيغني بسعادة قدام السيسي وبيحيه ويعظمه،
على فكرة ده مش حيغير رأيي فيه كمغني الإخوان، وحفضل لا بحب اسمعه ولا أشوفه بس كفاية عندي النهارده، عويل وبكائيات الإخوانجية.
رجعنا لزمن الرخص
وبالمقابل، لم تسعد حفلة السيسي التي أحياها حمزة نمرة الكثير ممن كانوا من محبيه على نسق كلماته والتي كانت تنازلا مبكرا، الكاتب الصحفي يوسف الدموكي كتب ساخرا من كلمات حمزة "فَرشة صاحب السعادة معروف في السوق يا سادة أسعار من غير زيادة ورجعنا لزمن الرخص.. وبص بص بص .. مين قالك تشتري؟
واستحضر ناشطون فيديو لحمزة نمرة وقت الانتخابات الرئاسية في 2012 وهو بيدعم حملة الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح المعتقل في سجون السيسي.
وكتب د. مراد على "مقارنة مشهد حمزة نمرة في 2012 بمشهد الأمس في احتفالات المتحدة ( وطن السلام) يعبر عما حدث في مصر في 13 سنة.
في 2012، كان لكل إنسان خياراته الحرة، وله الحق في التعبير عن رأيه دون خوف، كان هناك 13 مرشحاً للرئاسة، مناظرات وندوات وحلقات نقاش ومؤتمرات.
اليوم، احتفالات صاخبة لسماع صوتٌ واحد وبطل واحد في مسرحية والجميع كومبارس تم استدعاؤهم لتمثيل أدوار محددة بوضوح، فلا نقاش ولا حوار ولا رأي.
نسأل الله تعالى أن تعود مصر واحة حقيقة للحرية والثقافة.
https://www.facebook.com/reel/2562306900809863
بيغني للسيسي
الكاتب الصحفي "عبدالمنعم محمود" قال: "بصراحة أنا تفاجأت لما شفت حمزة نمرة بيغنّي قدام السيسي، أيا كان المعنى اللي بيغنّي له أو المناسبة، لكن في النهاية ده حدث مؤلم، لأن ببساطة، اسمه الحقيقي بيغنّي للسيسي.".
وسجل "محمود" شهادة شخصية مؤلمة ومشحونة بالعاطفة، تعبّر عن خيبة أمل عميقة تجاه حمزة نمرة كفنان ارتبط اسمه بالثورة، ثم ظهر في مشهد يُعتبره الكاتب رمزيًا للسلطة التي تسببت في القمع والخذلان.
وبين الارتفاع والدنو، اعتبر "محمود" أن نمورة ليس مجرد فنان، بل رمز صوتي لثورة يناير، وللأمل الذي وُلد من رحم الغضب الشعبي، ظهوره في مناسبة أمام عبد الفتاح السيسي يُمثّل، في نظر الكاتب، انكسارًا رمزيًا لهذا الصوت، وتحولًا من التعبير عن الناس إلى التماهي مع السلطة.
واعتبر أن "يغني للسيسي" جملة تختزل الشعور بالخذلان، وكأن الفنان الذي كان صوتًا للثورة أصبح جزءًا من المشهد الرسمي الذي طالما انتقده جمهوره.
وأشار إلى نمط متكرر في مصر باستخدام الفنانين كواجهة وطنية شكلية، حيث يُقال إنهم يغنون "لمصر"، لكن في الحقيقة يغنون "لمصر النظام". هذا يُعيد إنتاج مفهوم "الشرعية الديكورية" الذي ناقشناه سابقًا، ولكن هذه المرة في المجال الثقافي والفني.
وضمن محاولة التقليل من صدمة أنصار ثورة يناير أشار إلى أن حمزة نمرة لم يكن ناشطًا سياسيًا، بل إنسانًا خلوقًا ومهذبًا. لكن هذا الاحترام لا يمنع الشعور بالألم من اختياره، الذي يراه الكاتب دخولًا طوعيًا إلى "قفص المهرّجين".
وأشار إلى أن حمزة نمرة ليس مضطرًا فنيًا أو اقتصاديًا للظهور في هذا المشهد فلديه جمهور واسع ويعيش في بريطانيا ولم ينقطع عن جمهوره رغم الغربة ولم يُمارس نشاطًا سياسيًا مباشرًا.
حمزة تسلم الأيادي
وكتبت لمياء شرف Lamiaa Sharf ، "صوت غناء حمزة نمرة اليوم قدام السيسي وقعه أسوء من وقع تسلم الأيادي.
مطربنا .. مطرب الثورة اللي وعدنا إن "تذكرتي رايح
جاي" ما كنتش مرتبة إنك جاي بالسهولة دي.
هل "طعم البعاد كان صبار" وما قدرش يتحمله
،لكن اتحمل ينزل يقف قدام السيسي يحيه ويرفع يده لواحد يده "متعاصة" بالدم.
ربما يكون مُؤنس طريقنا بأدائه الغنائي مُمارس ضده ضغوط إحنا ما نعرفهاش، أو عنده عشم بمستقبل أجمل.
يحضرني في " خيبة الأمل" الموقف اللي حكاه عم أحمد فؤاد نجم لما الشيخ إمام سابه في نص الطريق عشان وعده يكون عبد الوهاب.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=24826591703618022&set=a.593589314011599
اتخمينا
وأصدر حمزة نمرة في 2025 ألبوم "قرار شخصي" ومن بين الألبوم أغنية "اتخمينا" لحمزة نمرة وهي لا تحمل رسائل سياسية مباشرة، لكنها تُعبّر عن خيبة أمل عميقة في العلاقات الإنسانية، ويمكن تفسيرها رمزيًا على أنها تعكس شعورًا عامًا بالخذلان، وهو ما يجعلها قابلة للتأويل السياسي في سياقات معينة.
وبين كلماتها؛ "ليه فرشنا الأرض ورد وإحنا مش جايلنا حد؟" و"كل مرة نقول رهان وكل مرة خسرانين"، و"شكراً لغبائنا، تعلقنا بحبال دايبين"، و"الدنيا إدتنا درس، ياكش نطلع متعلمين"..
وهي الكلمات التي اعتبرها جمهور حمزة نمرة، ممن ارتبط به خلال ثورة يناير، إسقاطًا على خيبة الأمل في التحولات السياسية أو في من خذلوا الحلم الثوري ترجمها حمزة نمرة بالغناء أمام السيسي الذي لا يترك مناسبة للهجوم على ثورة يناير وإفرزاتها رغم أنه أحدها من الجانب السلبي!
يعلق وائل الشرقاوي Wael Al-Sharqawy "أهو حمزة نمرة ده أكتر شخص منافق ومتلون ظهر في السنين الأخيرة: بعد 2011 عمل فيها ثورجي وغنى للثورة.. بعد 2013 سافر بره وعمل ألبوم كان بيتريق فيه على السيسي ووقتها الإخوان كانوا بيحبوه جدا، بعدها بكام سنة طلع في مداخلة مع عمرو أديب تقريبا، وقال أنا مستعد أغني تتر مسلسل الاختيار، وبعدين رجع مصر يعمل حفلات منهم حفلة كانت في عز الحر ب على غز ة، ودلوقتي بيغني قدام السيسيز، ولما السيسي يمشي هيطبل للي جاي بعده واهي ماشية 😅
https://www.facebook.com/photo/?fbid=25305132859150628&set=a.372102232880369
رجع في 2023
وعاد حمزة نمرة إلى مصر في عام 2023، وبدأ بإحياء حفلات جماهيرية منذ ذلك الحين، أبرزها في مهرجان العلمين، مهرجان القلعة، والمسرح الروماني في الإسكندرية والساحل الشمالي خلال عامي 2024 و2025، بعد غياب دام نحو 8 سنوات، حيث كان يقيم في بريطانيا منذ مغادرته مصر عام 2015.
لم تكن العودة مصحوبة بتصريحات سياسية، بل جاءت في إطار نشاط فني متجدد.
وفي أكتوبر 2023: أول حفل بعد العودة، عقب نجاح حفله في جدة، السعودية.
وفي16 أغسطس 2024 شارك في مهرجان العلمين إلى جانب فرقة "مسار إجباري" وسعاد ماسي.
وفي 18 أغسطس 2024: أحيا حفله في مهرجان القلعة للموسيقى والغناء مع الفنان عمرو سليم.
وفي 7 أغسطس 2025: أحيا حفلًا على المسرح الروماني بالساحل الشمالي في مارينا 1، ضمن موسم الصيف.
وفي 5 أغسطس 2025: أعلن عن حفله في المسرح الروماني بالإسكندرية، في بداية جولته الصيفية.
ويتوقع البعض أن تكتمل الضغوط على حمزة نمرة بعد حفل السيسي، ليُعلن موقف سياسي لم يعلنه منذ عودته.

