لمن ينحاز الجيش اللبناني.. للحراك الشعبي أم للنظام الطائفي؟

- ‎فيعربي ودولي

يومًا بعد يوم يزداد إصرار اللبنانيين ورغبتهم في الاستمرار في حراكهم المتواصل لليوم العاشر على التوالي؛ بهدف الضغط على السلطة لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية في البلاد، دون الالتفات لسياسة العصا والجزرة التي تنتهجها الحكومة والرئاسة والأحزاب والحركات السياسية على الساحة اللبنانية، التي تخشى من نجاح الحراك في تغيير المسار السياسي الطائفي في البلاد، والذي أثبت فشله في تحسين أوضاع البلاد على مدار السنوات الماضية.

إصرار المتظاهرين

وتحدَّى المتظاهرون في لبنان، اليوم السبت، الإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني بهدف فتح الطرق، وقاموا بالنزول إلى الشارع وافتراش الأرض وقطع الطرق مرة أخرى، ففي منطقة العقيبة شمال بيروت، شكّل عشرات المتظاهرين سلسلة بشرية لمنع الجيش من إزالة سواتر وضعوها لقطع الطريق البحري. وقطع متظاهرون الطرقات على جسر فؤاد شهاب داخل بيروت، وقام متظاهرون بتشكيل سلسلة بشرية لإغلاق أحد الطرق بوسط العاصمة اللبنانية.

وتسبّب إصرار المواطنين هذا في حدوث مناوشات مع الجيش اللبناني وإصابة عدد من المتظاهرين، وقال الجيش اللبناني، في بيان له حول ما شهدته منطقة البداوي في مدينة طرابلس: “إن عناصره أطلقوا النار في الهواء بعد إصابة 5 منهم بسبب رشق الحجارة عليهم وضربهم بالمفرقعات النارية من قبل معتصمين؛ بسبب محاولة عدد من المعتصمين والمواطنين عبور إحدى الطرقات، ما أدى لتدخل قوة من الجيش”.

وأضاف بيان الجيش أن “القوة قوبلت بالرشق بالحجارة والرمي بالمفرقعات النارية الكبيرة، ما أسفر عن إصابة 5 من عناصره، فقامت القوة بالرد بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع”، مشيرا إلى أنَّ “الأمر تطور بين المعتصمين وعناصر الجيش، ما أدى لإطلاق النار في الهواء والرصاص المطاطي، ما أسفر عن إصابة بعض المعتصمين”.

محاولات شيطنة الحراك

تأتي هذه التطورات بعد يوم من خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، حذر فيه من “الفوضى” و”الانهيار” في حال فراغ السلطة، مؤكدا رفضه استقالة الحكومة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وقال نصر الله: إن “الفراغ “في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم أمر شديد الخطورة، في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم”.

محاولات النيل من الحراك الشعبي في لبنان اتخذت أشكالًا عدة، خلال الأيام الماضية، منها الدفع بعدد من المتظاهرين المؤيدين لحزب الله وللتيار الوطني الحر برئاسة وزير الخارجية جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون مؤسس التيار، لتنظيم مظاهرات مضادة في مناطق مختلفة من البلاد، حيث قام المئات من مناصري حزب الله بالوقوف ملوحين بأعلام الحزب عبر التجمع في ضاحية بيروت الجنوبية ومدينتي النبطية وصور جنوبا بعد خطاب نصر الله، وكذلك في وسط بيروت حيث اشتبكوا مع المتظاهرين المناهضين للسلطة، ما دفع شرطة مكافحة الشغب للتدخل، فيما قام مؤيدون للتيار الوطني الحر بتنظيم تظاهرة مضادة في إحدى ضواحي بيروت الشمالية للتعبير عن دعمهم للرئيس اللبناني.

وكان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد أعلن، الأسبوع الماضي، عن عدة قرارات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، من بينها خفض رواتب الوزراء والنواب اللبنانيين إلى النصف، وإلغاء أية ضرائب في الموازنة الجديدة، واعترف الحريري أن التظاهرات تأتي “نتيجة شعور الشباب بالغضب واليأس”، مؤكدا أنه لن يطلب من المتظاهرين التوقف عن الاحتجاج.

وأبدى الحريري تأييده لمطلب المتظاهرين بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، معتبرا أن “التظاهرات كسرت حواجز سياسية كثيرة واستعادت الهوية الوطنية الموحدة في لبنان”.