الإفراج عن مئات من معتقلي 20 سبتمبر وتخفيف التدابير الاحترازية.. هل يخشى السيسي إعصار بيروت؟

- ‎فيتقارير
A protester carries a sign that reads "Don't be afraid ..say .. Sisi must leave" while protesters gather in central Cairo shouting anti-government slogans in Cairo, Egypt September 21, 2019.REUTERS/Mohamed Abd El Ghany

بهجة الثورات العربية بدأت في تونس الخضراء والتي تستكمل ثورتها بخطوات ثابتة، ثم في مصر بميادين ثورتها المغدورة والتي لا تزال تبحث عن طريق لها، وسط ظلمة شديدة تحيط بها في ظل حكم جنرال إسرائيل السفيه عبد الفتاح السيسي، الذي يناله قسط كبير من الهتاف ضده في كل ميادين الثورات العربية، وآخرها في لبنان.

وفيما يخشى السفيه السيسي أن تتصل أرحام الربيع العربي بين بيروت والقاهرة، قال متهمون في قضايا سياسية، إن سلطات الانقلاب حفظت العديد من القضايا المفتوحة منذ عام 2016، وأخلت سبيل المتهمين فيها.

الأمن الوطني

فيما أكد متهمون آخرون يخضعون لتدابير احترازية، بموجب قرارات قضائية متعلقة بقضايا سياسية، إنه تم مؤخرا تخفيف هذه التدابير، لتصبح يوما واحدا في الأسبوع ولمدة ساعتين فقط، مؤكدين أن ضباط الأمن الوطني أبلغوهم أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من التخفيف للقيود عليهم.

وكانت عصابة صبيان تل أبيب قد أطلقت المئات من معتقلي مظاهرات 20 سبتمبر الماضي، منذ مطلع أكتوبر الجاري، بدأها بإخلاء سبيل نحو 300 شخص في اليوم الأول من الشهر، وفي اليوم العاشر أصدرت نيابة أمن الدولة العليا قرارات بإخلاء سبيل قرابة 500 من المتهمين.

وبحسب المفوضية المصرية للحقوق والحريات، فإن حملة الاعتقالات على خلفية أحداث 20 سبتمبر الماضي، طالت 3332 شخصا، في وقت وصل فيه أكثر من ٦٠٪ من المصريين إلى خط الفقر برعاية السفيه السيسي.

وباتت مصر عبرة لكل الأمة العربية في ثوراتها؛ ولعل من أبرز ما يدل على ذلك الهتاف الذي يردده كل الثوار في أنحاء الوطن العربي ضد الديكتاتور المستبد المفرّط في أرضه ونيله، ولعلنا نذكر هتاف الجماهير في السودان: إما النصر وإما مصر.

إن مصر الحاضرة في وجدان الأمة العربية كلها، هي مصر الحاضرة الآن في ميادين الثورة بالهتاف ضد السفيه السيسي، الذي يبهج الثوار المصريين أيضا؛ ولكن البهجة أيضا لدى هؤلاء البسطاء بميادين الثورة اللبنانية الذين يحملون الحلويات اللبنانية الشهيرة والماء والأغذية يوزعونها على الثائرين، وكذلك هذا الشاب الذي حمل نموذجا لغرفته وجلس به في الشارع، لقد نقل اللبنانيون حياتهم إلى الميادين مصممين على البقاء حتى إسقاط النظام ونيل حياة كريمة تليق بلبنان التاريخ والحرية والإنسان.

تغطية حذرة

وتناول إعلام الانقلاب في مصر الانتفاضة اللبنانية خلال الأيام الأخيرة، بالكثير من الحذر، خصوصا مع انتشار الهتافات المعادية للأنظمة العربية ومنها المعادية للسفيه السيسي، وكذلك مع تزايد انتشار صور المعتقلين السياسيين في مصر بقلب التظاهرات ببيروت.

وانصبت التغطية الإعلامية للعسكر، خصوصا في الصحف والمواقع الإخبارية الموالية للمال السعودي، على التركيز على ما وصفوه بـ”مصادقة الحكومة اللبنانية على حزمة إصلاحات اقتصادية غير مسبوقة لتهدئة حالة الغضب في يومها الثامن على التوالي”.

كما روّجت تغطية المواقع والصحف الموالية للانقلاب، لفكرة “عدم وجود مطالب موحدة للمتظاهرين في لبنان”، وجاء في عدة تقارير لأبواق الانقلاب أنه “لا توجد مطالب موحدة للمحتجين، بل تتراوح المطالب بين تأمين الطبابة وضمان الشيخوخة والمدارس وحل مشكلة البطالة وتثبيت سعر صرف الدولار وإسقاط الحكومة وإسقاط النظام واستقالة رموز السلطة”.

وحاول الإعلامي المطبل عمرو أديب، رمْي الكرة بعيدًا عن ملعب السياسة، حيث قال في برنامجه “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر”، إن احتجاجات لبنان ليست سياسية، ولكنها اجتماعية، وصلت لاشتباكات وأعمال شغب مطالبة بإسقاط الحكومة، احتجاجا على الضرائب والأوضاع المعيشية.

وتداول النشطاء المصريين صورًا لمتظاهرين لبنانيين يحملون صورًا لأبرز الحكام الديكتاتوريين في المنطقة العربية ومن ضمنهم السفيه السيسي، كما تداولوا صورًا لمتظاهرين لبنانيين، يرفعون لافتات تحمل شعارات تطالب بالحرية لمعتقلين سياسيين في مصر، كما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، بهتافات معادية للأنظمة العربية الديكتاتورية، وفي القلب منهم السفيه السيسي.