سحر نصر “وزيرة” التسول الدولي.. آخر خدمة الانقلاب الطرد من حكومة السيسي

- ‎فيتقارير

يحاول السيسي دائما أن يخصم من رصيد فشله بنسبة الفشل إلى وزرائه والذين يرى المراقبون أنهم لا حول ولهم ولا قوة أمام تدخل المنلقب بفرض نظرية “اللا جدوى” التي أكدها في عدة تصريحات متتالية عن إدارة عسكري 50% حكم البلاد.

ويرى مراقبون أن سحر نصر، 54 عاما، وزير الاستمثار السابقة في حكومة الانقلاب التي طاحت في ترقيع اليوم هي أكثر وزيرة جمعت الأموال لمحفظة للانقلاب منذ ٢٠١٥، ووزراء آخرين ومنهم غادة والي وزيرة التضامن المقالة التي تحاملت على أصحاب المعاشات وأصدرت تصريحات ضدهم لنيل رضا السيسي كان نهايتهم ما نال سمنار وهي نهاية يبدو متمثلة مع المثل “آخر خدمة الانقلاب.. إطاحة”.

الأكثر خدمة

ورغم الوضع العام السيئ إلا أن ما تحكيه صحافة الانقلاب أن سحر نصر خطفت الأضواء بعد نجاحها في عقد عدد من اتفاقيات التمويل مع العديد من المؤسسات الدولية، والتنسيق بينها وبين الجهات المسئولة عن تنفيذ المشروعات الممولة، والمساهمة في الإشراف ومتابعة تنفيذ هذه المشروعات بالمعدلات المطلوبة.

وأضافت “مصراوي” أن “نصر” قدمت أداءً متميزا في ملف التعاون الدولي، عينت وزيرة للاستثمار والتعاون الدولي في 16 فبراير 2017 بعد دمج الوزارتين، استبشارا بأن يلقى ملف الاستثمار نفس النتائج السريعة التي شهدها ملف التعاون الدولي.

سحر نصر عملت على إصدار قوانين منها قانون الاستثمار وقانون الإفلاس الذي صدر في يناير 2018، وتعديل قانون الشركات في ديسمبر 2017، بالإضافة إلى تعديل قانون سوق رأس المال في مارس 2018.

وأصدرت خريطة بالفرص الاستثمارية في مصر، متضمنة في نسختها الأخيرة نحو 3 آلاف فرصة استثمارية؟!

وقالت مصراوي: إن الفترة منذ يناير 2017 وحتى سبتمبر الماضي شهدت تأسيس 57 ألف شركة جديدة، برءوس أموال مصدرة للشركات الجديدة بقيمة 156 مليار جنيه، ورءوس أموال مدفوعة بقيمة 18.6 مليار جنيه، واستحوذ قطاع الخدمات على 40% من الشركات الجديدة.

سراب الأرقام

وأمام هذه الأرقام التي تحدثت عنها صحافة السيسي يرى مراقبون أنها ليست أكثر من مجرد ترديد لأرقام ليس لها صدى على ارض الواقع، يقول الخبير الاقتصادي محمود وهبه مستغربا من عناوين “ثوره صناعية خفية؟ هل هذا ما وعد به السيسي؟!.

وتساءل “هل يعرف أحد 1090 مشروع ( نعم ألف وتسعون مشروعًا بالتمام والكمال) تكلف كل واحد منها في المتوسط 23.850 مليون دولار؟ هذه مشروعات ضخمه لا تخفي عن العين  هل كلها مصانع؟ لا تقل عن حجم الثوره الصناعيه.

وأضاف: وما هو مصدر 23.1 مليار دولار استثمرت إذا كانت المساهمة الأجنبية 2.1 مليار فقط؟

– القروض الساخنة لا تدخل مشروعات
– والميزان التجاري به عجز مزمن يغطي بتحويلات المصريين من الخارج ودخل السياحه ولا يفيض شيء
– والميزانيه بها عجز
– والاحتياطي لدي البنك المركزي قروض

فمن أين جاءت هذه الدولارات؟

وقال المبلغ يساوي بالجنيه 450 مليار جنيه أي نصف إيرادات الميزانية!! موضحًا أن عدد المشروعات في المناطق الحرة حاليًا نحو 1090 مشروعًا، برءوس أموال بلغت 12.1 مليار دولار، بالإضافة إلى 2.1 مليار دولار استثمار أجنبي مباشر، وتكلفة استثمارية بلغت نحو 26 مليار دولار.

أسباب الخروج

ويرى البعض أن نتائج اعتبرها البعض ضعيفة وغير مقبولة والتأخر في تحقيق تقدم ببعض الملفات، والظروف المحيطة بمجال الاستثمار، والإصلاح فيه، تسبب في انخفاض قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر خلال العامين الأخيرين، من أبرز الأسباب وراء استبعاد الدكتورة سحر نصر من الحكومة؛ حيث إن قطاع الاستثمار الأجنبي لم يحقق النتائج المأمولة خاصة بعد تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي، وهذا رغم استمرار تصدر مصر كأكثر دولة جاذبة للاستثمار في أفريقيا، بحسب تقرير منظمة الأونكتاد.

أما بيانات البنك المركزي الصادرة مؤخرا عن ميزان المدفوعات، استمرار تراجع صافي الاستثمار الأجنبي المباشر للعام الثاني على التوالي خلال العام المالي الماضي، مسجلا أدنى مستوى له في آخر 5 سنوات، مسجلا نحو 5.9 مليار دولار مقابل نحو 7.7 مليار دولار خلال عام 2017-2018، وذلك بنسبة تراجع 23.5%.

طريق غير معبد

بيانات البنك المركزي لا تخلو من جدية حيث أن سحر نصر وطارق عامر، تداولت مواقع اخبارية وصفحات سوشيال ميديا عنهما في أغسطس 2018، فضيحة جديدة تمثلت في الصراع الذي وصل لـ “التراشق بالألفاظ”؛ ومشاجرة نشبت داخل أروقة مجلس وزراء الانقلاب عقب الاجتماع الأسبوعي، كان بطلها محافظ البنك المركزي طارق عامر، ووزيرة الاستثمار والتعاون الدولي بحكومة السيسي سحر نصر، وبحضور وزراء الدولة، الذين تدخلوا لإنهاء الأزمة فور سماعهم أصواتا عالية.

وبحسب ما أكد شهود عيان للواقعة أن الكلمات الأخيرة كانت بمثابة صدمة للجميع فقد حرص المسئول عن الدفاع عن كرامة زوجته قائلا: “انتى بتتكلمى عن مراتى (داليا خورشيد وزير استثمار سابق بحكومة السيسي) كتير وبتقولى أنها فاشلة ومش بتعرف حاجة أنا بحذرك مش هسكت”، لتطلب منه الرحيل، فيرد عليها بالإنجليزية، قائلا: “اذهبي إلى الحجيم”.

وأضافت أن الصراع ظل مستمرا حتى هذه الأيام، فبعد خروج زوجة طارق عامر من التشكيل الوزارى، شغلت منصب آخر وهو رئيس مجموعة تدير عددا من وسائل الإعلام الهامة والمؤثرة داخل البلاد، فبمجرد شغلها المنصب طلبت من القائمين على تلك الوسائل منع نشر أخبار تلك الوزيرة والاكتفاء بالبيانات الرسمية الصادرة من الوزارة وحسب.

تيران وزكاة الكهرباء

وقبل الإطاحة بها سجلت سحر نصر نفسها في سجل بائعي الوطن في أغسطس 2016، حيث كشفت وزيرة الانقلاب للتعاون الدولي سحر نصر، عن أنه تم التوقيع على اتفاقية مع السعودية للحصول على وديعة بقيمة ملياري دولار.

وذلك بالتزامنمع دفاع سلطات الانقلاب عن تنازل عبدالفتاح السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية مقابل وديعة سابقة تقدر بالرقم نفسه ملياري دولار.

كما سبق لسحر نصر الحديث عن “زكاة الكهرباء” وكشف الكاتب الصحفي محمد علي إبراهيم، أحد التروس الإعلامية للمخلوع حسني مبارك، أن تصريحات وزير التعاون الدولي سحر نصر، والتي اعترفت فيها بأن زيادة أسعار الفواتير هي عبارة عن مساعدات اجتماعية يقدمها المواطنون للحكومة كذبت ونسفت حديث قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي عن أن الزيادة في الأسعار يقابلها تحسين خدمة الكهرباء.

وقال إبراهيم، في مقاله بصحيفة “المصري اليوم” في مايو 2017 : “المصيبة أن الوزيرة نسفت كل ما يقوله السيسي عن أن زيادات الأسعار فى الكهرباء مرتبطة بالاستهلاك.. ودمرت كل الجداول التى أعلنها وزير الكهرباء عن تفاوت أسعار الشرائح للفئات الكادحة والقادرة، ولعلكم تذكرون أن من ضمن ما قاله أن من لا يمتلك ثلاجة لن يدفع زيادة!”.

وأكد أن تصريح الوزيرة عن الزكاة التي ندفعها للدولة تجعلنا نفكر في المشروعات القومية الكبرى التي تطوعنا لتمويلها دون أن تكون هناك دراسة جدوى لها، فهل ما انفقناه عليها من مدخراتنا دخل في مفهوم الزكاة أيضًا.

وزيرة لاسيما

وأخيرا كانت سحر نصر تدري أنها ستغادر لا محالة بعدما وضعتها المخابرات هدفها لانتقادات الأذرع على لغتها واستخدامها كلمة “لاسيما” بدلا من “لاسيّما” كحجة أنها غير مرضي عنها لسبب آخر غير أدائها في الوزارة.

رغم أن نصر التحقت بالجامعة الأمريكية ودرست فيها الاقتصاد، وتخرجت بشهادة البكالوريوس بأعلى مرتبة شرف، وحصلت على الماجيستير في الاقتصاد.