قالت دراسة بعنوان “الثورة ممكنة في مصر.. متى ساعة الصفر؟”، عرضها موقع “الشارع السياسي” للباحث حازم عبد الرحمن، إن البعض يُغالي في تصور افتراضات لسيناريو الثورة المقبلة, مع أنَّ المعطيات واضحة وستؤدي إلى نتيجة واحدة وهي الثورة؛ فالشعب في حالة غليان, ولم يبق أمامه إلا الانفجار, وهي مسألة وقت فقط.
وأضافت أنه لا مجال لافتراض أي سيناريو آخر, مثل احتمال منح العسكر مساحة من الحرية, أو تنفيذ وعود الإصلاح السياسي, أو صناعة معارضة ديكورية, كما كان في عهد المخلوع مبارك, والواجب على رافضي الحكم العسكري الدعوة إلى الثورة, وتشجيع كل تحرك في هذا الطريق حتى تحين ساعة الخلاص.
وأوضحت أن هناك معاناة حقيقية من الإنهاك داخل الأجهزة الأمنية من استمرار ترقبها للثورة, ما يجعلها قابلة لترك الشوارع والميادين في أي لحظة, وليس هناك شخص قادر على تحديد موعد الثورة, وإنما من يفعل ذلك هو الشعب.
الأسباب متوفرة
وذكر الباحث أن الثورات تقوم عادة عندما يحكم الاستبداد, ويسود الظلم, ويتفشى الفساد, ويدرك الشعب خطورة الصمت, بعدما توالت التأكيدات على فساد السيسي وعصابة الانقلاب, فزاد الغليان الشعبي, وينتظر لحظة الانفجار؛ فالأسباب متوفرة وكل الطرق تؤدي إلى اندلاع الثورة.
موضحًا أن هذا الاستبداد هو نفس ما تشهده مصر حاليا؛ فالسيسي منذ اغتصابه السلطة بانقلاب عسكري, ارتكب كثيرا من الجرائم التي تستوجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى.
وكشف عن أن من مظاهر الخيانة؛ بيعه جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية, وتنازله عن حصة مصر التاريخية في مياه نهر النيل لصالح إثيوبيا, وكذلك تنازله عن حقوق مصر في الغاز والبترول للعدو الصهيوني.
وأضافت أن السيسي طوال ست سنوات منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2013 وحالة الاقتصاد تتردى أكثر؛ بسبب قرارات برفع الدعم, وما ترتب عليها من غلاء الأسعار.
وأوضح أن السيسي بنفسه اعترف بإهدار المال العام في حفر ترعة قناة السويس بحجة رفع معنويات الشعب, وأقر ببناء القصور الفارهة على نفقة المواطنين الفقراء, وبلغت الديون الخارجية 112 مليار دولار, وتجاوز الدين الداخلي أربعة تريليونات.
وأضاف أن كل تلك الجرائم من عبد الفتاح السيسي وعصابة الانقلاب تجري تحت حماية القوة الغاشمة للجيش والشرطة، وتواطؤ القضاء الخاضع للعسكر، ودفاع الأذرع الإعلامية للانقلاب.
تغير مهم
وقال حازم عبد الرحمن: إنه من المهم الإشارة إلى أن هناك تغيرا في الموقف الدولي إزاء إسقاط السيسي، الذي بات يشكل عبئًا على داعميه في الغرب, ويصنع حالة من عدم الاستقرار في مصر والمنطقة, وهو ما ظهر في الانتقادات الأخيرة للملف الحقوقي في مصر.
وأضاف أنَّه سبقتها دعوة غير مباشرة من السفيرة الأمريكية السابقة في القاهرة، آن باترسون، إلى الانقلاب على السيسي, وبالطبع لا يمكن التعويل على مواقف الخارج عند الحديث عن ثورة شعبية, لكن ذلك يعطي فكرة عن سرعة استعداد الخارج للتخلي عن السيسي؛ فقد حدث في ثورة 25 يناير أن ترددت الإدارة الأمريكية في البداية، وقالت إن الحكم في مصر مستقر, ثم عادت لتمتدح الثورة, ويعلن أوباما أن التاريخ تتم صناعته من جديد في مصر.
الروح موجودة
وألمحت الدراسة إلى أنه من بين الأسباب المتوفرة وجود روح الثورة، وأنه في 20 سبتمبر 2019, ظهر ذلك عندما وجه المقاول محمد علي الدعوة إلى التظاهر مساء الجمعة, وتجاوز الشباب الثائر حدود الدعوة التي طلبت منهم الخروج أمام منازلهم وفي غير الشوارع والميادين, انطلق الشباب إلى ميدان التحرير مباشرة؛ ما لفت الأنظار, ما أكد أنَّ بركان الثورة ما زال يغلي, وقد آن له أن ينفجر في وجه السيسي وعصابة الحكم العسكري.
وأشار إلى أن بقاء الروح أذهل أذرع الانقلاب, وظهر أحمد موسى ليعترف قائلا: ”نحن في أزمة فعلا”، بعد أن خرجت المظاهرات في قنا والأقصر وأسوان وسوهاج والمنيا والجيزة, وبادر كثير من المتظاهرين في القاهرة الكبرى إلى ميدان التحرير, ومثلها مظاهرات الإسكندرية, التي طارت إلى الكورنيش, وهم يهتفون: “ارحل يا سيسي”, ما أكد أن روح الثورة باقية, ولن تنطفئ مهما مارس السيسي وعصابته من أساليب القمع والإرهاب ضد الشعب, وكشف عن تصاعد الوعي الشعبي بضرورة إسقاط السيسي بسبب جرائمه وكذبه وخداعه وبنائه القصور لأسرته بالمليارات, بينما هو يرفع الأسعار التي أفقرت نصف عدد السكان.