قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، إن الإمارات هي الداعم العسكري الأكبر لحفتر. وأكدت أنه رغم اتهامها بقتل المدنيين في تقارير متتالية من قبل محققي الأمم المتحدة، إلا أن سبب عدم إدانة الإمارات حتى الآن يرجع إلى استغلالها لشبكة علاقاتها الدولية خصوصًا مع حلفاء أقوياء مثل فرنسا والولايات المتحدة، وفق الصحيفة.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن خبراء دوليين قولهم: إن تردد الأمم المتحدة في تحديد أو حتى التلميح إلى من يقف وراء العمليات العسكرية في ليبيا يوضح مدى ضعف حظر الأسلحة الذي فرضته على ليبيا منذ 9 سنوات.
وأوسعت الصحيفة الأمريكية الباب أمام اتهام النقاد لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا ولجنة حقوق الإنسان التابعة لها بالولاء لغير الحقيقة؛ بسبب تخفيفها من حدة التدخل الأجنبي في تقريرها عن حادثة تاجوراء، والتي أدت إلى مقتل أكثر من 50 مهاجرًا، في يوليو الماضي، مشيرة إلى أن البعثة فشلت حتى اللحظة في منع أو حتى التقليل من تدخل القوى الأجنبية في الأزمة الليبية.
وقالت الباحثة في معهد كوينسي للسياسات الخارجية “سارة ليا ويتسن”، في هذا الصدد: “إنه يجب على الأمم المتحدة أن تبذل قصارى جهدها لإثبات أنها ليست رافضة فيما يتعلق بتحديد مهربي الأسلحة ومخالفي الحظر”.
وأمام المعطيات الجديدة التي تكشف حجم الدعم المقدم لحفتر من قبل رعاته الإقليميين والدوليين، وعدم جديته في إنهاء العدوان والالتزام بمخرجات برلين، إضافة إلى تردد الأمم المتحدة في تسمية منتهكي حظر الأسلحة، تبرز تساؤلات عن طبيعة المرحلة القادمة، وما إذا كانت ستفضي إلى حوار سياسي أم إلى مواجهات جديدة.
https://twitter.com/TurkiShalhoub/status/1224267532586094594
الجارديان و”حفتر”
من ناحية ثانية، أكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن حفتر لن يقبل بوقف إطلاق النار ما لم تتحرك الولايات المتحدة لوقف التمويل الذي يتلقاه من دولة الإمارات، مشددة على أن سفك الدماء في ليبيا سيستمر ما لم تتوقف القوى الأجنبية عن دعم أمير الحرب حفتر.
وقال عضو مركز كارنيغي للسلام المختص في الشأن الليبي “فريدريك وهيري”: إن حفتر لن يقبل بأي سبل سلمية ما لم تضغط عليه واشنطن، مضيفا أنه يجب على الولايات المتحدة التحرك لإيقاف الدعم الإماراتي لمليشيات حفتر، إضافة إلى دعم قرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار ومعاقبة المنتهكين.
وقالت الصحيفة البريطانية، إن التاريخ الحافل بالغدر وعدم الالتزام بالوعود الذي يملكه حفتر يجعل من تأكيدات المبعوث الأممي غسان سلامة بموافقته على البدء في محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في جنيف، محل شك وريبة، كما أن استمرار تدفق الدعم العسكري إلى حفتر، خصوصا من دولتي الإمارات والأردن، يجعل من احتمال عودة المواجهات في ليبيا قائما.
وعن النفاق الفرنسي قالت الجارديان، إن الدعم الإماراتي المسكوت عنه دوليا بات مادة دسمة لجل الصحف الدولية، حيث سخرت الصحيفة من انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ وشكواه من إرسال سفن حربية تركية، واصفة الانتقاد بالنفاق الواضح؛ لاستثنائه الإمارات ومصر الداعمين لزعيم الحرب حفتر.
https://twitter.com/wee445e/status/1222838193466368002
دور أردني
من جانب آخر، قال موقع “إنتليجنس أونلاين” الفرنسي، إن قائد عملية العدوان على طرابلس خليفة حفتر وقّع عقدًا مع الأردن لشراء 6 طائرات “درون”، صينية الصنع، من سلاح الجو الملكي الأردني.
وأضاف الموقع الاستخباراتي أن حفتر يتلقى بشكل أساسي مساعدة فنية من روسيا، ودعما ماليا من الإمارات العربية المتحدة، مشيرا إلى أن المهندسين الأردنيين يكرهون الطائرات دون طيار بسبب متطلبات الصيانة الثقيلة، والقدرة المحدودة، وهو أمر لا يبالي به حفتر لأنه يتلقى دعما من الفنيين الروس، وفق قوله.
وأكد “إنتلجنس أونلاين” الاستخباراتي الفرنسي، قبل أسبوع، أن الإمارات زودت حفتر في ظرف أسبوعين بما يقرب من 3 آلاف طن من التجهيزات والمعدات العسكرية، وهو ما يعادل الدعم الذي قدمته له خلال العام الماضي.
ولفت الموقع الفرنسي إلى أن عملية التموين والنقل قامت بها الخطوط الجوية “جينس آير” المسجلة في كازاخستان، وتمت عن طريق طائرة “أنتونوف 124” التي يملكها ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد تحت مسمى شركة مكاسيموس للشحن الجوي، والتي يعتقد أنها شاركت في نقل معدات استخدمت في وقت سابق في حرب اليمن.
وأكد الموقع أن تعزيز الدعم الإماراتي لحفتر يأتي بالتزامن مع تشكيل الإمارات لما سمته خلية ليبيا لمتابعة الشأن الليبي، في وقت يقول الموقع الفرنسي إن الدعم الروسي لحفتر صار رمزيا أكثر منه واقعيًّا بعد أن قلص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه له في سياق المفاوضات مع تركيا.
ولم يتوقف الدعم الروسي الإماراتي لحفتر رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، حيث رصد موقع “إيتاميل رادار” عشرات الرحلات القادمة من الإمارات وروسيا باتجاه مطار بنغازي، والتي تحمل أسلحة ومعدات عسكرية ومرتزقة للقتال مع مسلحي حفتر.