الحجاب في لندن والبوركيني في شرم الشيخ.. إعلامي مصري يحكي تجربته مع المتنمرين

- ‎فيسوشيال

قال الإعلامي المصري زين العابدين توفيق المذيع بقناة الجزيرة، تعليقا على التنمر على الحجاب وما حدث من تنمر على "البروكيني" لباس البحر ترتديه بعض المحجبات، إن طرح حديث الحجاب والبوركيني اليوم وأسئلة من قبيل ليه المحجبات يروحوا اماكن الشرب والعري وليه فيه شرب وعري في مجتمع محافظ هو دليل مرض المجتمع، إذ لو كان المجتمع ونخبته بخير لما وجد هذا التنمر على المتدينين ولا هذا التعالي على غير المتدينين".
وأضاف أن "الحديث طبقي لأن المشتبكين فيه من كل الطبقات على الجانبين. هو كما قالت إعلامية مصرية محجبة عدم تربية. لان المتربي هايكون في حاله ويترك الاخرين في حالهم. ربنا يكفينا ويكفيكم شر قلة الرباية. الصور للسيدة نايجيلا لوسون بالبوركيني وبدون".

وعن تجربته الشخصية مع الحجاب في لندن إبان عمله في هيئة الإذاعة البريطانية كتب "توفيق" سلسلة من التغريدات على حسابه على "تويتر"، وقال: "حين انتقلتُ إلى لندن عام ٩٩ مع زوجتي وابني الاول الذي لم يتجاوز عامه الثاني وقتها ، قررنا ألا نشترك في القنوات العربية واكتفينا بالتلفزيون الانجليزي لمدة ثلاث سنوات. وقررنا الا نعيش في مناطق العرب والمسلمين وانتقلنا بعد العام الأول الى منطقة لم تكن فيها امرأة محجبة غير زوجتي، ولم يكن هناك مسلمون غيرنا. إذ كنا نعتبر الانتقال تجربة ولم تكن للتجربة أن تكون بحق الا بان نبتعد عما ألفناه منذ ولادتنا ليوم سفرنا. لم يكن هذا تبرما بثقافتنا ولا إنكارًا كعادة بعض المتغربين الجهلاء اليوم. بل كان للتعلم والاستفادة من خوض التجربة كاملة غير منقوصة".

وأضاف "وحين وقعت أحداث سبتمبر خفنا ، لكن لم يتعرض لنا أحد ، بل اقترب منا جيراننا أكثر. ذات يوم كانت زوجتي واقفة في طابور فخاطبها بريطاني أبيض من خلفها: هل أنت مسلمة ؟ قالت نعم . فقال أنا مسلم أيضا. مرت السنون وسمح لنا دخلنا بالانضمام لأحد النوادي الاجتماعية الراقية".
وتابع: "كنا نمارس فيه الرياضة والسباحة ونمضي وقتا طيبا في نهاية الاسبوع وكانت زوجتي تنزل معنا حوض السباحة بما يسمى اليوم البوركيني. وكانت هذه مفاجأة بلا شك لأعضاء النادي ولاي أحد لأن البوركيني لم يكن معروفا كما هو اليوم.".

وكمثال توضيحي تحدث "توفيق" عن مذيعة شهيرة غير مسلمة كانت ترتدي لباس البحر غير الكاشف لجسدها وقال "صحيح كانت نايجيلا لوسون وهي واحدة من أشهر مقدمي برامج الطهو للطبقة العليا في المجتمع ترتديه خوفا من سرطان الجلد حسبما أذكر ، لكن لم يكن حتى هذا امرا معروفا عنها. كل ما فعلته إدارة النادي في المرة الأولى هو سؤالنا ولمرة واحدة فقط عن المادة التي صنع منها البوركيني، وأوضحنا لهم انها نفس مادة المايوه المعتاد. وانتهى الأمر عند هذا الحد. لم يقل لنا أحد أي شيء آخر. لم ينكر علينا أحد ان نذهب الى هذا المكان او غيره. بالعكس كنا نجد صعوبة في إقناع إدارات فنادق شرم الشيخ والغردقة حين كنا ننزل لقضاء الكريسماس في مصر".

وعلى سبيل الهروب من مثل حالات التنمر والمنع أشار إلى أنه وعائلته كانوا يقسمون إجازاتهم في الأماكن التي لا تسخر من الحجاب أو لباس البحر "البوركيني" قائلا: "وعليه كنا نقسم اجازتنا بين مصر والإمارات تجنبا لوجع الدماغ لان منتجعات دبي ورأس الخيمة وغيرها في الخليج لا نواجه فيها أي مشكلة.  كانت مشاكلنا في فنادق شرم الشيخ والغردقة. حتى الان لا اعرف سبب هذا التشنج في مصر، لكن لعل القائمين على هذه الفنادق كانوا يؤمنون مثل بعض أصدقائنا اليوم أن وجود المحجبات قد يفسد عليهم أو على باقي رواد الفندق من الأجانب بهجتهم. لا أدري لماذا. مع اننا نزلاء لطفاء قليلو المطالب. نستمتع بالبحر والجو نهارا ونذهب الى المقاهي والمطاعم الخارجية ليلا للعشاء ثم نعود لننام".