“أمريكا ملهاش صاحب”.. لماذا يقلق السيسي من عودة سيف الإسلام لحكم ليبيا؟

- ‎فيعربي ودولي

بعد الهزيمة الأمريكية الغربية أمام حركة طالبان في أفغانستان، وخوفا من تكرار المشهد في ليبيا ومصر، هل تؤيد واشنطن وروسيا عودة سيف الإسلام القذافي لحكم ليبيا، بديلا عن حفتر الذي احترقت ورقته مثل المخلوع أشرف غني؟، وإن حدث ذلك فهل يفتح الباب أمام جمال مبارك وإزاحة السفاح السيسي من المشهد السياسي بعدما امتلأ كأسه بالدم؟.
ونشرت مجلة روزاليوسف القريبة من دوائر الانقلاب العسكري بمصر تقريرا بعنوان مؤامرة إخوانية بريطانية ضد حفتر ونجل القذافي في الانتخابات الليبية، حذرت فيه من مغبة اختيار الغرب وأمريكا وروسيا لـسيف الإسلام القذافي، من باب أخف الضررين على المصالح الغربية، وذلك بدلا من وصول الإسلاميين إلى السلطة في ليبيا.

الليبيون الشرفاء..!
تقول افتتاحية تقرير روزاليوسف أو بالأحرى يقول ضابط المخابرات كاتب التقرير المتخفي وراء صفحات المجلة "أكذوبة جديدة تروجها هيئة الإذاعة البريطانية "BBC"، لاستعداء الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، ضد سيف الإسلام القذافي، الذي تظهر استطلاعات الرأي، امتلاكه حظوظا كبيرة بجانب المشير خليفة بلقاسم حفتر".
وأضاف ضابط المخابرات كاتب التقرير " كانت جماعة الإخوان الإرهابية، وأذرعها وبيادقها الإعلامية، تردد ليل نهار عن وجود فاجنر روس، يقاتلون إلى جانب القوات العربية الليبية، ضد الميليشيات من أجل كسب الولايات المتحدة الأمريكية والغرب إلى صف الإخوان وميليشياتها الإرهابية، ومؤخرا ظهرت أكذوبة مفضوحة عن استعانة سيف الإسلام القذافي بالفاجنر الروس، لاستعداء أمريكا وحلفائها ضد القذافي الابن".
واستطرد بالقول  زعمت الـ BBC " أن النيابة العامة في ليبيا أصدرت مذكرة توقيف بحق سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، للاشتباه بصلاته بمرتزقة روس، بينما الحقيقة من أصدر هذه المذكرة ميليشيات مصراتة وليس النيابة العامة الليبية، في مناورة سياسية وقانونية فاشلة بهدف عدم ترشيح سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقبلها بأيام فعلت ميليشيات مصراتة، الشيء نفسه ضد المشير خليفة بلقاسم حفتر، في إجراءات لا تنطلي على أحد من الليبيين الشرفاء".
ومن خلال كلمات التقرير تتضح شخصية كاتبه الذي ربما يقبع مكتبه بجوار اللواء عباس كامل، الذراع اليمنى للسفاح السيسي ومدرب نجله محمود، لا سيما عند استخدام مفردة "الليبيين الشرفاء"، التي كانت تزين تقارير الانقلاب بمصر عام 2013 والتي كان يوصف بها بلطجية حركتي تمرد والبلاك بلوك.

جمال والسيسي..!
ووجه السفاح السيسي إشاراته لرجال المخلوع مبارك والقيادات العسكرية بالجيش وربما الشرطة العسكرية التي كانت موالية للمخلوع وبالتالي قد تخطط للانقلاب ضده ومساعدة جمال مبارك في الوصول إلى الحكم وإثارة فوضى بالشارع.
رسائل التهديد الواضحة لتلك القيادات والعناصر الموالية للمخلوع الراحل مبارك داخل القوات المسلحة ورغم أنها مجموعات قليلة للغاية وانتهى وجودها وتاثيرها بالإطاحة بمبارك إلا أنها قد تشكل خطرا كبيرا على انقلاب السفاح السيسى وتعلن ولاءها لجمال مبارك، ويخشى السفاح من إقدام تلك العناصر على اغتياله والتخلص منه بالفعل.
ورغم تثبيت أقدام الانقلاب العسكري بمصر بمباركة خليجية صهيونية غربية، إلا أن جمال نجل المخلوع مبارك يظل ضمن المخاطر التي تتهدد السفاح السيسي، ويضاف لقائمة تضم الفريقين سامي عنان وأحمد شفيق، وهي قائمة البدلاء المريحة للدولة العميقة.
ولهذا استهدف حكم الإدانة في قضية القصور الرئاسية، جمال على وجه التحديد لمنعه من العمل السياسي، ولوقف نموه السياسي، ووضع حد لطموح الأخ الأصغر، وسقط هذا المانع بالبراءة التي منحهما إياها قضاء العسكر، وامتنع الأخوين جمال وعلاء عن المطالبة برد الاعتبار لتعود إليهما حقوقهما السياسية، لأنهما يدركان دلالة هذا التصرف عند السفاح السيسي.
وفي برنامج الإعلامي المطبل يوسف الحسيني، تحدث الموسيقار هاني مهنى عن تجربته في السجن، الذي دخله لأسباب مرتبطة بصدور حكم ضده في واقعة خاصة بمستحقات مالية للغير عليه، وربما كان الهدف من المقابلة هو المكايدة في ثورة يناير.
تحدث الموسيقار هاني مهنى "فأسهب عن أخلاق الأخوين مبارك، علاء وجمال، لدرجة أنه كان في دهشة من أدبهما الجم، وقد وجدا فائضا لديهما من الأجهزة المنزلية، فأهداه أحدهما ثلاجة وأهداه الآخر جهاز تلفزيون، ولم يخاطباه باسمه مجردا، فقد كانا بحسب وصفه "غاية في الاحترام"!
ويحرم القانون علاء وجمال مبارك من ممارسة حقوقهما السياسية حتى نهاية عام 2021، بسبب إدانتهما مع والدهما في قضية فساد القصور الرئاسية، إلا أن الثنائي انخرطا في الحياة العامة بشكل لافت من خلال الظهور في المناسبات العامة كحفلات الزفاف وتقديم واجب العزاء، والتجمعات الكروية من خلال حضور علاء مبارك لمباريات فريق الإسماعيلي الذي يشجعه منذ أن كان شابا يافعا.
وينشط علاء على تويتر من خلال التعليق على الأحداث أو الرد على أي اتهامات منسوبة للأسرة أو الزج بها في أي أحاديث سياسية، بينما يكتفي جمال بحضور المناسبات العامة، وهو ما دفع سلطة الانقلاب لمراقبة تصرفاتهما وشن حملات إعلامية ضدهم، وكذلك حجب الأخبار عن نشاطهما الجماهيري اللافت.
ويقول صحفي يعمل في مؤسسة إعلامية رفض الكشف عن اسمه "إن تعليمات من مصادر عليا وصلت إلى الجرائد اليومية بـعدم تسليط الضوء على أنشطة آل مبارك، والاكتفاء بنشر الأخبار المتعلقة بمحاكمتهما، بعدما لوحظ إصرارهما على الحضور وسط الطبقات الشعبية مثل أداء الصلوات في المساجد المشهورة كالحسين، وتناول الطعام الشعبي بمناطق كإمبابة، والجلوس على المقاهي للعب الطاولة مع المواطنين".
وأضاف الصحفي أن "سلطات الانقلاب بدأت تقلق من التحركات الأخيرة للثنائي، كونهما يسعيان لاستقطاب الجماهير إليهما من جديد بعد 8 سنوات من الإطاحة بوالدهما من الحكم، كنوع من جس النبض لاختبار رغبة الشارع في التصالح مع نظام المخلوع في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية الحالية على يد العسكر".