أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إطلاق صورايخ أرض جو على طائرات إسرائيلية شنت غارات على قطاع غزة.
وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن دفاعاتها الجوية تصدت للطيران الحربي الإسرائيلي المحتل في سماء قطاع غزة بصواريخ أرض جو وهذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها القسام إطلاق صواريخ أرض جو باتجاه طائرات إسرائيلية.
ولم يصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي تعقيبا فوريا على ما ذكرته كتائب القسام.
الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القدس من اعتداء قوات الاحتلال على المصلين في المسجد الاقصى والسماح للمستوطنين المتطرفين بالدخول قسرا إل الأقصى كانت تشي بأن المقاومة الفلسطينية في غزة لن تسكت طويلا وقد كسرت المقاومة حاجز الصمت هذا بإطلاق صواريخ على غلاف المستوطنات المتاخمة للقطاع وهو أمر ليس بالجديد لكن الجديد هذه المرة بل والنادر هو إعلام المقاومة إطلاق صواريخ أرض جو على طاشرات إسرائيلية شنت غارات على قطاع غزة حيث تقول الصحافة الإسرائيلية ومصادر فلسطينية إن الصاروخ الذي أطلق تجاه الطائرات الصهيونية ودفعها للهروب من أجواء غزة كان من طراز ستريلا الروسي.
فما هو هذا الصارخ؟ وما ميزاته وقدراته؟
ستريلا كلمة روسية تعني السهم، وهو نظام صاروخي أرض جو بدأ إنتاجه في الاتحاد السوفيتي في سبعينيات القرن الماضي وهو خفيف الوزن محمول على الكتف ومصمم لاستهداف الطائرات والمروحيات على ارتفاعات منخفضة مع توجيه بالأشعة تحت الحمراء.
ووفق موقع ميليتري فاكتوري الأمريكي فإن الصاروخ ستريلا أثبت أنه دقيق جدا حيث يمتلك نسبة إصابة تقارب 90 بالمائة والرأس الحربي لهذا الصاروخ شديد الانفجار ويبلغ مداه الأقصى 3200 كتر بارتفاع يصل إلى 2000 متر، وقد سمم هذا الصاروخ خصيصا لتدمير الأهداف الجوية وفي مقدمتها الطائرات والمروحيات والطائرات ددون طيار في الارتفاعات المنخفضة.
وبحسب خبراء فإن إطلاق كتائب القسام صاروخ ستريلا تجاه طائرات العدو الصهيوني يعد رسالة تحذير مفادها ان المقاومة لن تصمت كثيرا على التصعيد والاقتحامات الجارية في القدس والمسجد الأقصى حيث يصف الإعلام الإسرائيلي ومحللون أن هذا الأمر يعد تطورا جديدا إلى حد ما وهو نادر الحدوث حتى وقت قريب وإذا ما قررت حماس استخدامه في نطاق واسع في المواجهات القادمة فقد يغير ذلك من قواعد الاشتباك.
وتبقى احتمالية التصعيد واردة في أي لحظة كما تبقى احتمالية دخول غزة على خط المواجهة وفتح جبهة جديدة ضد الاحتلال قائمة وهو ما يبرز أهمية الرسالة الوجهة التي حملتها الصاروخ ستريلا وهي أن طائرات الاحتلال الصهيوني قد تكون في مرمى المقاومة إن حاولت هي استهداف القطاع.
وقال اللواء مأمون نوار الخبير العسكري إن استخدام كتائب القسام لصواريخ ستريلا يحمل رسالة للاحتلال بأن سماء غزة لم تعد مستباحة بعد الآن على هذه الارتفاعات، وهذا يعد مصدر تهديد للطائرات الإسرائيلية.
واضاف أنه كأي سلاح دفاع جوي محمول على الكتف تكون أعدادها كثيرة وعلى الرغم من أن ستريلا مصنوع منذ الستينيات لكنه مؤثر وقاتل وبخاصة ضد الطائرات الهليكوبتر في الارتفاعات المنخفضة، وبذلك تعد وسيلة من وسائل الردع على هذه الارتفاعات المنخفضة، مضيفا أنه لا أحد يستبعد الحرب والتصعيد الحاصل الآن.
وأوضح أن ستريلا لن يغير موازين القوى لكنه يمثل رعب مقابل رعب، فحماس أصبحت متمكنة الآن ولديها الردع الكامل وممتد إلى كل الأراضي المحتلة بواسطة صواريخها والمقاومة الشعبية التي نلاحظها الآن وشبه الانتفاضة في القدس.
وأشار إلى أن الطائرات الحديثة التي تمتلكها دولة الاحتلال مزودة بأجهزة تشويش ضد مثل هذه الصواريخ وتطلق البالونات الحرارية بشكل أوتوماتيكي كما يتولى جهاز التحذير الموجود بالطائرة تنبيه القائد إلى وجود تهديد أو صاروخ قادم يمكن له أن يناور أو يطلق البالونات الحرارية بشكل لتضليل هذه الصورايخ.
ولفت إلى أنه من المحتمل أن تمتلك حماس أنواع أخرى أشد فتكا من ستريلا، مضيفا أن الحركة لديها 13 نوعا من الصواريخ أرض أرض مجهزين لمثل هذه العمليات، ورغم أنها لا تقارن بما تملكه دولة الاحتلال من تكنولوجيا ومعدات عسكرية لكنها تظل قوة نسبية نجحت في فرض حالة حظر جوي فوق دولة الاحتلال وأجبرتها على غلق عدد من المطارات ومنها مطار بن جوريون.
ونوه بأن صواريخ المقاومة هي الرادع الأساسي وتصل إلى جميع الأراضي المحتلة ويمكنها ضرب أهداف ذات قيمة استراتيجية عالية ومنها مفاعل ديمونة ومصانع البتروكيماويات والمطارات، والمقاومة في غزة مستعدة لهذه الحرب بالإضافة إلى عوامل القوة الأكثر ممثلة بما يحدث في القدس وستكون حرب دموية ستخسر فيها إسرائيل.
وأعرب عن أسفه من موقف بعض الدول العربية التي أعلنت استقلالها عن الموقف العربي الداعم لفلسطين وتخلت عن القضية الفلسطينية في الوقت الذي تشن فيه سلطات الاحتلال حربا مفتوحة على الفلسطينيين والمسجد الأقصى، مطالبا بموقف عربي قوي لردع الاحتلال.
https://www.youtube.com/watch?v=Ysz7yIMwQoI
