قال موقع “ميدل إيست آي” إن سلطات الانقلاب احتجزت تعسفا وعذبت نساء وفتيات على صلة بمسلحين مشتبه بهم في منطقة شمال سيناء، وفقا لتقرير نشر يوم الأربعاء.
وأضاف التقرير أن سلطات الانقلاب تحتجز النساء والفتيات بمعزل عن العالم الخارجي، وأحيانا لسنوات، جزئيا في محاولة للحصول على معلومات عن أقاربهن الذكور المشتبه في صلتهم بولاية سيناء، الفرع المحلي لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وأوضح أن العديد من النساء كن أنفسهن ضحايا لسوء المعاملة على أيدي المسلحين، وفقا لتقرير هيومن رايتس ووتش ومؤسسة سيناء لحقوق الإنسان.
وقال أحمد سالم، المدير التنفيذي لمؤسسة سيناء، مستخدما اختصارا مختلفا لداعش: “تسيء السلطات المصرية إلى العديد من النساء والأطفال في شمال سيناء لانتزاع معلومات عن أقاربهم المشتبه بانتمائهم إلى داعش أو الضغط على هؤلاء المشتبه بهم لتسليم أنفسهم”.
وأضاف سالم “على السلطات أن تفرج فورا عن جميع النساء والفتيات المحتجزات لمجرد أنه تربطهن صلة قرابة بالمشتبه بهم الذكور أو لارتباطهن بهم، وأن تحقق في التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة ضدهن”.
ووثقت المنظمات الحقوقية حالات شملت 19 امرأة وفتاتين بين 2017 و2022، وقابلت أقارب ومحامين ومحتجزات حاليات وسابقات.
وقال أقارب ثلاثة محتجزين إن سلطات الانقلاب ضربت النساء وصعقتهن بالكهرباء، بينما صفعت أخريات وعصبن أعينهن وتعرضن للإساءة اللفظية.
وقالت مصادر إن العديد من النساء تعرضن لسوء المعاملة من قبل مسلحي ولاية سيناء ، بما في ذلك الاغتصاب وإجبارهن على الزواج. لكن في جميع الحالات التي راجعتها المنظمات الحقوقية، لم يعامل المحتجزون كضحايا محتملين للجريمة من قبل سلطات الانقلاب .
وأضافت أنه في ست حالات، احتجزت قوات الأمن نساء وفتيات هربن من الجماعة التابعة لتنظيم “الدولة الإسلامية” وطلبن الحماية عبر سلطات الدولة. واتهم العديد منهم بالانضمام إلى جماعة إرهابية وتقديم الدعم اللوجستي لها.
انتهاكات لا تطاق
وقال آدم كوغل، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “عانت العديد من النساء والفتيات في شمال سيناء بالفعل من انتهاكات لا تطاق على أيدي أعضاء مرتبطين بداعش، على الحكومة المصرية حمايتهم، لا حبسهم وتعذيبهم”.
ودعت المنظمات الحقوقية شركاء الانقلاب الدوليين إلى حث السلطات على وضع حد لانتهاكات قوات الأمن، ودعت الأمم المتحدة إلى معالجة تدهور حقوق الإنسان في البلاد.
أعلنت حكومة السيسي الحرب على داعش في أعقاب الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي في عام 2013، على سلفه المدني المنتخب ديمقراطيا، الشهيد محمد مرسي.
وتسببت سنوات من العمليات العسكرية في شمال سيناء بين القوات المسلحة المصرية والفرع المحلي لتنظيم الدولة الإسلامية في خسائر فادحة في صفوف المدنيين والجنود.
تعتقد هيومن رايتس ووتش أن أكثر من 100 ألف من سكان المنطقة البالغ عددهم 450 ألفا نزحوا أو غادروا المنطقة منذ 2013.
عدد القتلى في النزاع غير متاح للجمهور، ولكن وفقا لإحصاء جمعه باحثون مستقلون يحافظون على عدم الكشف عن هويتهم حفاظا على سلامتهم، قتل أكثر من 1,500 عسكري بين عامي 2011 ويونيو 2018.
وذكر موقع “ميدل إيست آي” الشهر الماضي أن جيش السيسي دمر “دون داع” مدارس في شبه جزيرة سيناء في حربه ضد المسلحين، مما أجبر جيلا من التلاميذ على ترك المدرسة.
https://www.middleeasteye.net/news/egypt-detaining-torturing-female-relatives-islamic-state-north-sinai
