قال محللون: إن "القوى المتضررة من فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك لن تهدأ أو ترضخ، بل ستواصل خوض المواجهة، أمام جيل جديد ينحو نحو الحقوق الشخصية ويرفض لعب أدوار خارجية تساهم في إفقاره".
واعتبر المحلل السياسي الأكاديمي السوري أحمد رمضان أن المؤشرات لا تمنح المتضررين من فوز التقدمي ممداني نقاطاً للفوز، وهي التي تتراجع في سُلَّم التحدي، ويبدو أنَّ الصراع المحتدم داخل المركز الغربي سيلعبُ دوراً مهماً في حسم الصراع المقبل حول طبيعة وهوية النظام الدولي الوليد لصالح الشرق ودوله الناشئة على حساب الغرب ودوله المنهكة.
وتجت خلاصة "الأزمة في الغرب مرضٌ مستفحل بلا علاج مأمول" أشار عبر @AhmedRamadan_SY إلى أن ما حدث في نيويورك أبعدُ من انتخابات.
وأوضح أن الصراع الذي شهده العالم في نيويورك ليس حدثاً عادياً أو عابراً، بل تعبير عن صراعٍ محتدم في المركز الغربي، حيث تنهار نظرية اجتماعية واقتصادية وسياسية مثَّلت صُلب النظام العالمي، لحساب نظرية على وشك الولادة".
واعتبر أنت فوز ممداني أسقط سطوة رأس المال والشركات المتعددة وكبرى مؤسسات الإعلام، واللوبيات المتجذِّرة، وتفوَّق ثلة من الشبان بإمكانات محدودة، واستخدامٍ متقنٍ لوسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى الرأي العام والتأثير عليه، وتغيير مواقفه حول مسائل كبرى.
ارتدادت داخلية وخارجية
وعن ارتدادات نيويورك داخلياً:
1. توسع دائرة الاستقطاب الداخلي، في ظل انعدام آفاق التفاهم بين القوى الحزبية، واتجاه أكبر لمزيد من الصراع (أزمة الإغلاق الحكومي نموذجاً).
2) دينامية مؤثرة لأجيال جديدة، لا تخضع لسرديات سابقة ونمطية، ولديها وسائلها في التعبير عن مواقفها، وتختلط لديها المواقف في الشؤون الداخلية والخارجية، ومتحررة من تأثيرات اللوبي الداعم لإسرائيل.
3) ما نشهده سوف يتوسع ضمن حراك الجامعات الأمريكية الأخير، وسوف يعبر عنه جيل Z والأجيال التالية، الأكثر تأثيراً، بخلاف القوى التقليدية الأمريكية، التي ما زالت تدير صراعاتها بوسائل تقليدية، محدودة الأثر.
خارجياً:
1) الصراع الداخلي في أمريكا، سيُضعف الإدارة في تحديها للصين، وسيجعلها تخسر شبه الإجماع الذي كانت الإدارات المتتالية تحوزه في مواجهتها للتحديات الاستراتيجية، ويعود ذلك إلى نمط السياسة التفكيكية التي اعتمدها ترامب، وأدت إلى تعميق الفجوة في المواقف، وازدياد حدة المواجهات الداخلية.
2) تآكل الدعم الغربي/الأوروبي لسياسات #واشنطن، والانقسام بين ضفتي الأطلسي، وضعف الثقة بسياسات الناتو (حرب أوكرانيا نموذجاً)، ولجوء بعض دول المركز الغربي للتفاهم مع الصين على حساب العلاقات التجارية القوية مع واشنطن، كما فعلت كندا.
3) ضعف المركز الاستراتيجي لواشنطن، مع دلائل انخراطها في صراعات في أمريكا الجنوبية (فنزويلا، كولومبيا)، وأفريقيا (نيجيريا)، واحتمال تجدد صراعات الشرق الأوسط (العراق، لبنان، إيران)، وسيكون ذلك على حساب مواجهتها للمخاطر الكبرى القادمة من روسيا والصين.
4) قابلية استنساخ تجربة نيويورك (ممداني) داخل أمريكا وخارجها، من قوى شابة طموحة تهوى تحدي الخطوط الحمر، ومواجهة السياسات التقليدية، وهو ما يقرع جرس الإنذار لدى كثير من الهياكل السياسية القلقة في الغرب المنهك بأزماته وتحدياته.
https://x.com/AhmedRamadan_SY/status/1986088835445379163
بانون ومعسكر الجمهوريين
وفي تعليق للقيادي في الحزب الجمهوري ستيف بانون صديق ترامب السابق وأبرز منتقديه اليوم عبر مقابلة صحفية مع صحيفة "بوليتيكو " الأمريكية
وبدى "بانون" معجبًا بقدرة حملة مامداني على تحفيز الناخبين ذوي المشاركة المتدنية وقال: إنها «تشبه نموذج ترامب» لكنه وصف مامداني بأنه «نيوماركسي» بدلًا من كونه شعبويًا، وأعرب عن حماسه لرؤية ترامب وإدارته يخوضان مواجهة سياسية مع مامداني في الأيام المقبلة.
وفي حديثٍ واسع النطاق عقب فوز الديمقراطيين الكبير في نيوجيرسي وفيرجينيا، انتقد بانون الجمهوريين بسبب إخفاقاتهم، وناقش كيفية تجنب الحزب الجمهوري هزيمة في انتخابات منتصف عام 2026، ووضع ما يراه الخطوات المباشرة التي ينبغي أن يتخذها ترامب.
واعتبر بانون أن ممداني (جاد) قلت ذلك مبكرًا في الانتخابات التمهيدية.. مضيفا، "الحزب الجمهوري الوطني وبعضًا من أذكى الاستراتيجيين لا يدركون قوة حزب العائلات العاملة، والاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا في العمل الميداني.
وأشار إلى أن السياسة الحديثة تعتمد على تحفيز الناخبين ذوي المشاركة المتدنية، وقد نجحوا بوضوح في إخراجهم للتصويت الليلة، وهذا يشبه نموذج ترامب. هذا أمر جدي للغاية.
وأشار إلى أن هناك موجة من "ممدانيين" نماذج مستنسخة في المدن الكبرى، لأن هذه المدن تستقبل أعدادًا كبيرة من المهاجرين — وهذا مصدر أصواته في الأساس — إضافة إلى اليسار التقدمي وشباب المدارس الحكومية، هذا هو حصاد ما أنتجه اليسار التقدمي خلال الأربعين أو الخمسين سنة الماضية. شاهدتم ذلك الليلة، ونحن الآن مقبلون على معركة.
واعتبر بانون أن ممداني ينتمي للنيوماركسية "سيتحركون، وبقوة خطابه الليلة أكثر خبثًا أو عدوانية من ذلك، لقد سخر من كومو، وتُعد عائلة كومو واحدة من أهم العائلات داخل الحزب الديمقراطي، خصوصًا في ولاية نيويورك، ثم مع ترامب، كان التحدي مباشرًا لترامب، بطريقة لم يفعلها أي سياسي من قبل، حاول أن يستفز الرئيس ترامب، والرئيس ترامب ردّ عليه. ".
وكشف أن ما حصل عليه هذا الشاب هو 5,000 متطوع يطرقون الأبواب في بروكلين، من حزب العائلات العاملة ومن الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا، على الناس أن يفهموا أن هؤلاء أصبحوا القوة التنظيمية الصاعدة.
مقابل أن الحزب الجمهوري الرسمي يريد فقط بحسب بانون أن يتماشى مع ترامب ثم ينتهي منه، ينتهي من حركة MAGA، ويعود إلى ما يريد القيام به — النيوليبرالية الجديدة، والسياسة الخارجية النيكونية (المحافظون الجدد).
وأضاف، "إما أن تكون مع MAGA أو لا تكون. الحزب الجمهوري بلا قاعدة شعبية، لديه مجموعة من المتبرعين، ولديه شبكة فوكس التلفزيونية، وكارل روف، وكل هذه الأفكار المستهلكة التي ترونها في مجلس النواب ومجلس الشيوخ. الأمر محرج ببساطة. الحزب الجمهوري مجرد غلاف فارغ".
وتابع: أعتقد أن الرئيس ترامب سيقوم بجولات وربما يلقي المزيد من الخطب وينفذ المزيد من الأمور محليًا، وربما يقلل بعض الشيء من رحلاته الدولية خلال الأشهر الستة القادمة، ويركز مرة أخرى مع الشعب الأمريكي. الشعب الأمريكي يحبه عندما يركز على ذلك، وأعتقد أنكم سترون ذلك.
ودعا ترامب إلى دفع وزارة الأمن الداخلي، ووزارة الخارجية، ووزارة العدل إلى أن ينظروا فورًا في وضع ممداني، الذي أنا مقتنع بأنه لم يحصل على الجنسية بطريقة عادلة ونزيهة، وأجعل هذين الأمرين يسيران فورًا.
