احتفت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية بالكاتبة المصرية داليا زيادة عقب إدانتها الهجوم على الحدود المصرية، والذي أودى بحياة 4 جنود إسرائيليين واستشهاد شرطي مصري.
وقالت الصحيفة: إن “داليا أدانت بشدة المصريين الذين احتفلوا وبرروا مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في أوائل يونيو، وأصدرت دفاعا كاملا عن إسرائيل في منشورين على فيسبوك”.
وأضافت الصحيفة أن معهد بحوث الإعلام في الشرق الأوسط (ميمري) حدد كتابات زيادة وترجمها للمرة الأولى.
وأوضحت الصحيفة أنه في 7 يونيو، كتبت داليا زيادة: “كل ديماغوجي اليوم يحاول تبرير الاحتفال بقتل الجنود الإسرائيليين على حدودنا من خلال وصفهم بأنهم يهود، أو يعتقد وفقا لمنظوره المريض أنه يجوز قتلهم حتى لو كانوا مسالمين ولم يرتكبوا أي عدوان عليهم، هو في الواقع إما إرهابي أو إرهابي محتمل”.
وأضافت: “مثلما استهدفوا جارهم اليهودي على الحدود، سيقومون بمجرد أن تتاح لهم الفرصة، باستهداف جارهم المسيحي في شارعهم، إنهم هم الذين يضايقون النساء ويعتدون عليهن ويذبحونهن في وضح النهار إذا رفضن الزواج منهن”.
“لا تشجعوا أو تهتفوا للتطرف، المسلم الحقيقي هو الذي لا يؤذي الناس بلسانه ويده ، وهنا نتحدث عن جميع المخلوقات التي ينطبق عليها وصف الناس على الأرض ، وليس المسلمين فقط”.
السلام البارد بين مصر والاحتلال
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر ودولة الاحتلال توصلتا إلى اتفاق سلام وعلاقات دبلوماسية في عام 1979، ومع ذلك، وفقا للعديد من المحللين الإسرائيليين، لا تزال قطاعات كبيرة من سكان مصر معادية بشدة لدولة الاحتلال، هناك سلام بارد من جانب المجتمع المصري تجاه الدولة اليهودية، ازداد العداء الذي ترعاه الدولة المصرية تجاه دولة الاحتلال في ظل حكومة الرئيس محمد مرسي بقيادة جماعة الإخوان المسلمين بين عامي 2023-2013.
ولفتت الصحيفة إلى أن عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب، عزز تعاونا أكبر مع دولة الاحتلال بعد أن انقلب هو وحركته على الرئيس مرسي، كما يقول خبراء الدفاع والأمن الإسرائيليون.
واعتبرت الصحيفة أن الدفاع عن دولة الاحتلال في مصر هو علامة على شجاعة كبيرة ، بسبب المشاعر المعادية للاحتلال على نطاق واسع والتيارات القوية لمعاداة السامية في الأمة.
وقالت داليا زيادة: “إسرائيل ليست عدوا لمصر، لقد وقفت إلى جانب مصر في أكثر أوقاتها حرجا”.
وعلق معهد بحوث الإعلام في الشرق الأوسط قائلا: “ردا على الاحتفال الواسع على وسائل التواصل الاجتماعي بمقتل ثلاثة جنود إسرائيليين في 3 يونيو 2023 على يد شرطي مصري ، هجوم تم الترحيب به باعتباره بطوليا ومبررا لأن الضحايا كانوا يهودا أو إسرائيليين ، داليا زيادة ، كاتبة مصرية ومديرة تنفيذية لمركز ميم لدراسات الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط ، أعربت بقوة عن معارضتها لهذا الاتجاه”.
وكتبت زيادة عن مقتل الجنود الإسرائيليين الثلاثة قائلا: “القليل من العقل، هذه ليست مباراة بين أندية كرة القدم المصرية الكبرى الأهلي والزمالك، الأمر يتعلق بالأمن القومي المصري”.
أولا: ما هو العمل البطولي في التعدي على حدود دولة مجاورة تربطنا بها معاهدة سلام وسنوات من التعاون الأمني، فضلا عن مصالح اقتصادية لا حصر لها؟ ما الذي تحقق بقتل الجنود الذين كانوا متمركزين على حدودهم، في عمل غادر يفتقر إلى أي مبرر منطقي، باستثناء رغبة من يقف وراءه باستخدام ضابط الأمن كبيدق في إشعال الصراع بين مصر وإسرائيل، أو على الأقل، خلق شرخ في علاقتهما الممتازة؟.
وأضاف زيادة: “أو ربما يكون الجاني مدفوعا بدوافع دينية متطرفة، مثل تلك التي تدعو إلى قتل اليهود على أساس هويتهم الدينية، وهو ما يضر تماما بمصر ويتعارض مع مبادئ الدولة المصرية”.
وثانيا: يمكن أن يتسبب هذا الحادث في ضرر كبير لمصالح مصر، إذا لم يتم التصدي له على الفور من قبل السلطات المصرية والإسرائيلية، وأفضل طريقة لاحتوائه في رأيي هي من خلال التحقيقات الشفافة التي يشرف عليها الطرفان، مع اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع تكرارها، هذا بالضبط ما وعد به وزير الدفاع المصري نظيره الإسرائيلي في مكالمة هاتفية بعد وقت قصير من الحادث”.
كما تطرقت داليا زيادة إلى التعاون الاقتصادي المتنامي بين دولة الاحتلال وحكومة السيسي في قطاع الطاقة قائلة: “ناهيك عن التعاون الاقتصادي بين مصر وإسرائيل في اكتشاف واستخراج الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط وبيعه إلى أوروبا وآسيا، اختارت إسرائيل التعاون مع مصر في هذا الأمر على أي دولة أخرى في حوض البحر الأبيض المتوسط ، مما يمنح مصر القدرة على تحقيق حلمها في أن تصبح مركزا للطاقة في المنطقة ، على الرغم من كل التعقيدات الجيوسياسية والنزاعات الحدودية البحرية “.
https://www.jpost.com/middle-east/article-747109
