مع دعوة السيسي الطلاب للتبرع بالدم لإدرار دخل جيد، كشف ناشطون أن سعر كيس الدم العادي يصل سعره لنحو 375 جنيها للجهات الحكومية، و800 جنيه للجهات الخاصة، بينما سعر البلازما، حوالي 60 جنيها للجهات الحكومية، و70 جنيها للجهات الخاصة، بحسب ما دعمت ذلك منصات إعلامية.
وتجمع الشركات البلازما بقوة تسعير كبيرة، وفقا لتقرير (ذا أتلانتك) الأمريكية المنشور عام 2018، حيث يباع لتر من البلازما، الذي يكلف الشركة نحو 150 دولارا لجمعه ومعالجته، بمبلغ يقارب 500 دولار، وهو مبلغ كبير في أي صناعة.
وفي مؤتمر “حكاية وطن” قال عبدالفتاح السيسي: إنه “اتفق مع شركات عالمية للانتهاء من إنشاء مصنع لإنتاج البلازما، في عام 2026”.
وحث عبد الفتاح السيسي، الطلاب على التبرع ببلازما الدم من أجل تحقيق “دخل محترم” على حدّ وصفه، ووجه الطلاب إلى التبرع بالبلازما مرة أو مرتين في الأسبوع لتحقيق “دخل” من “فكرة تُحسّن من صحة الناس”، وقال إن حلمه أن تصل التبرعات للملايين.
البلازما والجيش
وأضاف “لو الطالب هيتبرع مرة واحدة في الأسبوع، هيكسب كام في الشهر؟ طيب لو مرتين في الشهر؟ هيكسب رقم معتبر”.
غير أن التبرع بالبلازما لا يمكن أن يكون دون التبرع بالدم فالبلازما هي الجزء السائل ذو اللون الأصفر من الدم الذي يحمل الماء والأملاح والإنزيمات داخل الدم، وتشكل أكثر من 50% من الدم، وهي تساعد في الحفاظ على ضغط الدم وحجمه، وتوفر البروتينات الحيوية لتخثر الدم والمناعة، وتحمل الشوارد إلى العضلات، وتساعد في الحفاظ على توازن الرقم الهيدروجيني في الجسم.
ولن تتمكن من إعطاء الدم بأٌقل من 3 شهور للمرة، أما البلازما فمستبعد أن تتبرع وأنت مصاب بالإنفلونزا أو نزلة برد أو حساسية جيدة، فمن الجيد الانتظار حتى تتعافى تماما، بعد الانتهاء من تناول المضادات الحيوية، يجب عليك الانتظار لمدة 10 أيام على الأقل للتبرع، بحسب أطباء.
وهناك موانع متوفرة في مصر هذه الأيام؛ وأبرزها الالتهاب الكبدي، وتناول المضادات الحيوية، وأن يكون عمرك أقل من 18 عاما، وأن يكون وزنك قليلا جدا.
الشركة التي أشار إليها السيسي ووقعت اتفاقا مع شركات عالمية لتصدير البلازما هي “جريفولز إيجيبت” المصرية المشتركة بين حكومة السيسي، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة وجريفولز العالمية الرائدة في مجال أدوية البلازما منذ أكثر من ١١٠ أعوام.
يشمل هذا المشروع إنشاء وتشغيل ٢٠ مركزا لتجميع البلازما في مختلف محافظات الجمهورية؛ منشآت التصنيع، بما في ذلك مصنع التجزئة والتنقية بطاقة تصل إلى مليون لتر من البلازما سنويا، ويمكن مضاعفتها مستقبلا.
وللسيسي مبادرة للتصنيع والاكتفاء الذاتي من مشتقات البلازما، انطلقت في 14 من يوليو الماضي بـ6 مراكز لتجميع البلازما كمرحلة أولى بـ5 محافظات هي القاهرة، الجيزة، المنيا، الغربية، الإسكندرية، وتلك المراكز تعمل بطاقة 99 جهازاً لفصل البلازما، كما يضم كل مركز غرف تجميد لحفظ البلازما بسعة 18 ألف لتر.
التبرع بمقابل
ويلتزم مركز تجميع بلازما الدم بأن يمنح المتبرع عوضا يتناسب مع نفقات الانتقال ومقابل التغذية وساعات العمل وأي نفقات أخرى يتحملها المتبرع في سبيل تبرعه، وتحدد هذه الإجراءات قانون ولائحة تنفيذية وقواعد لاحتساب هذا العوض.
وجريفولز العالمية (Grifols) تعمل منذ عام 1909 على تعزيز صحة ورفاهية الناس في جميع أنحاء العالم وفقا لما يورده موقعهم، وهي رائدة في مجال الأدوية الأساسية المشتقة من البلازما وطب نقل الدم، وتقوم بتطوير وإنتاج وتقديم خدمات وحلول رعاية صحية مبتكرة في أكثر من 110 دول.
ويورد موقع الشركة أن لديهم أكبر شبكة من مراكز التبرع في العالم، مع أكثر من 390 مركزاً في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط والصين من خلال شراكة مع Shanghai RAAS.
صحيفة أتلانتك قالت: إن “الأمريكيين يتدفقون على مراكز التبرع ببلازما الدم بأعداد أكبر من أي وقت مضى، وذلك سعياً منهم للتعويض عن الأجور المنخفضة أو للحصول على شيكات الإعانات الصغيرة في وسط الفقر المدفع، فبلازما دمهم -التي يجري جمعها تاريخيا بشكل غير متناسب من المجتمعات الأكثر فقرا في البلاد- تغذّي صناعة عالمية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات”.
ووفقا لأتلانتك يُدفع عادةً للمتبرع ما بين 30 إلى 50 دولاراً، وعلى عكس الدول الأخرى التي تحظر إعطاء البلازما أكثر من مرة واحدة في الأسبوع أو تحدّ من عدد المبيعات خلال عام بسبب المخاوف على صحة المتبرعين، تسمح الولايات المتحدة بما يصل إلى تبرعين بالبلازما أسبوعيا.
ويورد مصدر آخر بأن شركة CSL Plasma، تدفع للمتبرع الجديد 100 دولار مقابل زيارته الأولى، ومن ثم 125 دولار للزيارة الثانية، و115 دولاراً للزيارة الثالثة، وإجمالا يمكن للمرء أن يجني أكثر من 700 دولار مقابل أول 8 تبرعات بالبلازما لهذه الشركة. وهذه
الأرقام عرضة للتغير حسب موقع الشركة ونوعية المتبرع،
فهل يتوازى ما يحصل عليه الطالب المصري من “دخل محترم” بحسب السيسي مع ما تدفعه أمريكا أو حكومات أخرى للمتبرعين بأن يصل سعر التبرع للمرة بين 50 و125 دولارا للمرة الواحدة.
