خالية الدسم.. أوقاف السيسي تتجاهل العدوان على غزة!

- ‎فيأخبار

تجاهلت وزارة الأوقاف بحكومة السيسي كلياً طلب المصريين؛ الحديث عما يتعرض له قطاع غزة بسبب الغارات المكثفة والعنيفة من جيش الاحتلال الصهيوني بقوة 6 آلاف قنبلة و4 آلاف طن من المتفجرات أفضت لمقتل نحو 1600 فلسطيني بينهم 500 طفل و300 امرأة.

وعممت الأوقاف نص الخطبة على خطباء الجمعة في مساجد الجمهورية والتي جاءت تحت عنوان “الوعي الرشيد .. وأثره في مواجهة التحديات”، بعد أن كان محددا لها سابقا عنوان “فضل إغاثة المكروبين”، ولكن مسار الخطبة كان عن أكتوبر 73 العزة والكرامة، ورغم اتساق موضوع الخطبة مع جمعة الأسبوع الفائت أو كانت تكرارا لمحتوى مشابهة إلا أن أغلب المصلين باتوا يعتقدون أن السيسي لن يسمح بخطبة تفضي إلى وعي الجماهير بأنه لا ينصر غزة وأنه أقل شأنا من الرئيس محمد مرسي الذي استغل يوم الجمعة في إشعال الجماهير بخطابه الشهير “لن نترك عزة وحدها”.

تعميم الأوقاف أثار غضبا مكبوتا في الشارع المصري، الذي استهجن تجاهل الأوقاف قضية غزة وفلسطين ودماء المئات من المسلمين أصحاب الملة الواحدة الذين يتعرضون لعدوان هجمي منذ أسبوع من قبل جيوش الغرب.

وكان خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أشار الخميس عبر قناة  (DMC) إلى أن وزير الأوقاف بحكومة السيسي الدكتور محمد مختار جمعة، غيّر خطبة الجمعة لكى تتواكب مع الأحداث، مضيفا: “أول مرة في حياتنا نشوف وزارة الأوقاف مرتبطة بالأحداث في الشارع المصري والعربي والعالم”.!!

وليست هذه هي المرة الأولى التي تتجاهل فيها أوقاف عبدالفتاح السيسي القضايا الإسلامية أو تغض الطرف عنها، خلال خطبة الجمعة، فسبق أن منعت الخطباء من التحدث عن غزة أو الدعاء لها كما منعت من قبل أداء صلاة الغائب على الرئيس الشهيد د. محمد مرسي أو نجله عبدالله الذي اغتاله السيسي بعد والده وهو ما تكرر أيضا مع آخرين.

وطلبت الأجهزة الأمنية في تعميم مباشر للخطباء بإحضارهم إلى مقر الأمن الوطني في المدن والمركز لتجاهل ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك والحروب على غزة، من التحدث بها على المنابر أو “تحريض” الناس على الوعي بحقيقة الصراع مع الصهاينة وبنو إسرائيل كما أوضح القرآن والسنة النبوية المطهرة.

أوقاف رام الله

وعلى غرار أوقاف السيسي، اتخذت وزارة الأوقاف والشئون الدينية التابعة لمحمود عباس في رام الله أمس الخميس، قرارات لمنع دعم قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي من أسبوع أو حتى الحديث عن وجوب نصرتها.

فقد منعت الوزارة –وفق خطباء ومصادر- عددًا كبيرًا من خطباء الجمعة من الخطابة اليوم، مع حجب متعمد لبرنامج الخطباء.

ولجأت إلى حيلة بث الآذان الموحد مسجلًا مع إغلاق غرفة الآذان الموحد في مسجد البيرة الكبير منذ بداية الأحداث بغزة.

وذكرت مصادر أن أوقاف رام الله تخشى من نصرة هؤلاء لغزة وحديثها عنها بخطبة الجمعة أو الدعوة لنصرتها عبر تنظيم تظاهرات وفعاليات شعبية أو حتى عمليات فدائية.

ومنذ انطلاق معركة طوفان الأقصى، تسعى السلطة عبر أذرعها المختلفة لتبريد الحالة في الضفة الغربية لمنع أي هبة أو ثورة مناصرة لغزة التي نجحت باقتحام غلاف غزة وقتل وجرح وأسر فرقة غزة.

وما إن اندلعت شرارة المواجهة بين المقاومة والاحتلال في عملية طوفان الأقصى، حتى انطلقت شرارة التضامن الشعبي، وهو ما دفع السلطة لمحاولة وأده عبر تبني بعض المظاهر الاحتجاجية كالإضراب وتعليق الدراسة وغيره.

هذه المظاهر والتي تسعى السلطة لتكريسها وكأنها هي رد الفعل الحقيقي للجماهير على ما يحدث في غزة، تشترك في تسويقه السلطة وحركة فتح وبعض المؤسسات والكيانات التابعة لهم.

لكن الشارع الفلسطيني يبدو متيقظا لمثل هذه المحاولات، حيث تعالت الأصوات المنددة بألاعيب السلطة ومحاولها إخفاء تواطئها مع الاحتلال.