أكد محمد زقوت مدير عام المستشفيات في قطاع غزة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحم مستشفى الشفاء ودخل إلى “قبو” المستشفى ولم يجد شيئاً. ثم قام بالبحث في كافة الطوابق.
ولفت “زقوت” إلى أنه لن يستغرب إذا قام الاحتلال الإسرائيلي بفيلم كاذب جديد كما فعل في مستشفيي “الرنتيسي” و”حمد”، ويحضر “رضاعة الأطفال” ويقول إن المستشفى يستخدم لأمور عسكرية.
وأوضح أن الاحتلال أطلق رصاصا كثيفا داخل المستشفى دون أي اشتباك، ما أحدث حالة من الذعر والخوف لدى المرضى، وأشار إلى أن الأطباء صامدين ويقدمون واجبهم الإنساني.
وأفاد شهود عيان داخل المجمع الطبي، أن آليات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت القسم الغربي من المجمع، وفجرت أبواب الأقسام وجدران في المنطقة المقتحمة، مؤكدين أن عشرات الجنود دخلوا لمبنى قسم الطوارئ في مجمع الشفاء، فيما تمركزت دبابات الاحتلال دخلت حرم المجمع الطبي، وسط حالة رعب وهلع بين المواطنين والمرضى والطواقم الطبية المتحجزين داخله.
من جانبه قلل الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري من أهمية اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء في قطاع غزة، وقال إن “هذا العمل لا يسجل انتصارا بل نقطة سوداء في جبين هذا الجيش والكيان ومن يدعمه”، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية مستمرة في القتال رغم وسائلها البسيطة.
وأضاف أن مجمع الشفاء -الذي كثر الحديث عنه منذ بداية الحملة البرية الإسرائيلية- محاصر منذ 3 أيام، وفي الساعة الواحدة ليلا بدأ الاقتحام.
وتساءل الدويري -في تحليل لقناة الجزيرة- عما إذا كان مستشفى الشفاء يحتاج إلى اقتحام بجيش مع أنه لا يوجد بداخله أي مسلح، وإنما يوجد فرق طبية وجرحى وبعض النازحين، وهل كان بحاجة إلى جيش لاقتحام أقسام العناية المركزة أو الخدج؟
ومن وجهة نظر الخبير العسكري، فإن المقاومة الفلسطينية في غزة لا تزال لديها القدرة على إطلاق الصواريخ وتوجيه ضربات صاروخية إلى داخل إسرائيل، رغم كل ما يجري داخل غزة من تقتيل وتهجير واقتحام المستشفيات.
وقال إن هناك استخداما “مقننا ومحدودا لأنظمة الصواريخ” من قبل المقاومة الفلسطينية، لأن من يدير المعركة عليه أن يجري حساباته بناء على أسوأ سيناريو متوقع، وهو شدة المعارك في داخل غزة والوقت المفتوح بالنسبة للمعركة، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن المقاومة التي أطلقت في 7 أكتوبر الماضي 3200 صاروخ، تطلق اليوم الصواريخ بالعشرات وبمجموعات متفرقة على أهداف منتقاة، لأنها -كما يضيف الدويري- تريد أن تبعث برسالة مفادها أنها ما زالت موجودة ولديها مخزونات وجاهزة للمعركة.
اعلان
وقال إن القتال بين المقاومة وجيش الاحتلال لا يزال مستمرا وهو على مقربة من شارع الجلاء، وهناك قتال شرس جدا في مخيم الشاطئ، ورغم ذلك بعض الجماعات لا تزال تقاتل في الأطراف الأولى التي دخلها جيش الاحتلال في اليوم الثاني أو الثالث من الهجوم البري.
وأشار الخبير العسكري إلى أن المعركة في غزة تدور بين جماعات مقاتلة وجيش من 650 ألف عنصر مع امتداد مفتوح من الدول الداعمة، كأميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، منوّها إلى أن هؤلاء يشاركون إسرائيل حربها على غزة بدليل أن قوات “دلتا” الأميركية موجودة في غلاف غزة منذ أكثر من 4 أسابيع.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد حصاره وقصفه المتكرر على مدار الأيام الستة الماضية.
