تشهد محافظات الجمهورية موجة غير مسبوقة من الحرائق، تكشف عن إهمال حكومة الانقلاب وعدم قيام أجهزة الدفاع المدني بدورها، بجانب فساد المحليات وكهرباء الانقلاب وترك المواطنين يواجهون الحرائق بأنفسهم وبوسائل تقليدية، مما يؤدي إلى وقوع خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات .
كانت النيران قد اندلعت في الساعة الثانية عشرة صباحا بأحد المحال التجارية بمنطقة حارة اليهود المتكدسة بالمنازل والمتاجر، والتهم الحريق مخزن أدوات بلاستيكية وأدوات تجميل ومحل أجهزة كهربائية وعدد من “الباكيات” داخل سنتر تجاري بحارة اليهود بمنطقة الموسكي ، كما تسبب الحريق في وفاة 5 أشخاص على الأقل وإصابة 8 آخرين، وامتد الحريق إلى جميع الطوابق والمحال المجاورة، بما في ذلك المحال المتخصصة في بيع لعب الأطفال .
وكشفت التحقيقات الأولية أن الحريق المروع الذي ضرب حارة اليهود ناتج عن ماس كهربائي، حيث انتقل المعمل الجنائي والنيابة إلى موقع الحادث لإجراء المعاينة اللازمة حول الحريق، لكشف تفاصيله بالمكان عقب انتهاء أعمال التبريد وتقدير الخسائر الناتجة عنه ومعرفة الأسباب النهائية حول الحريق داخل المكان، وأكدوا أن الحريق، بسبب ماس كهربائي وأدى إلى تدمير عدد من المحال التجارية بموقع الحادث.
في هذا السياق أجمع خبراء الأمن والسلامة المهنية أن طبيعة هذه الأماكن ذات الشوارع الضيقة المكتظة بالمحلات التجارية تصعب من التعامل مع الحرائق، وتتسبب في خسائر فادحة لأصحاب هذه المحلات، وكل ذلك يحدث في عدم تطبيق أي اشتراطات للأمن والسلامة.
خسائر فادحة
من جانبه قال خبير الأمن والسلامة المهنية نادر نعمان: إن “الحرائق في هذه الأماكن تكون لها خسائر مادية فادحة، بجانب الخسائر البشرية، نتيجة لعدم الاهتمام باشتراطات الأمن والسلامة”.
وأضاف “نعمان” في تصريحات صحفية أن اللحظات الأولى للحريق تكون فاصلة في السيطرة عليه وبخاصة الدقائق الأولى، ففي حال تمكن أحد المتواجدين في موقع الحادث من التعامل بالوسائل الأولية لمكافحة الحريق، مثل الطفاية أو غيرها من الوسائل المتاحة، قد يجنبنا الخسائر البشرية والمادية .
وشدد على ضرورة العمل على تطبيق إجراءات الأمن والسلامة المهنية بكل حزم، وتوعية القائمين على المحال التجارية بالمعلومات الأولية حول التعامل مع الطوارئ وبخاصة الحوادث.
وأكد “نعمان” أن التعامل بشكل جيد وسريع عن طريق أجهزة الإطفاء اليدوية واستخدامها بالأسلوب الأمثل لمكافحة الحريق، يخفض بشكل كبير من الخسائر بشرط أن تكون أجهزة الإطفاء مجهزة، وأن يكون من يستعملها على علم بطريقة الاستخدام الصحيحة .
ولمنع تكرار حوادث الحريق داخل الأماكن التجارية، دعا إلى ضرورة تطبيق إجراءات الأمن والسلامة والتي تشمل التأكد من مطابقة جميع الأسلاك الكهربائية للمواصفات القياسية وأحمال التيار، والعمل على تركيب قواطع التيار وهي مفاتيح فصل تلقائية في حال زيادة الحمل على الشبكة، وكل ذلك يتم تحت إشراف فني أو مهندس كهرباء.
مراجعة شاملة
وقال خبير الأمن والسلامة المهنية أسامة شعبان: إن “الماس الكهربائي أصبح العامل المتسبب في نحو 50 % من الحرائق في مصر بحسب الإحصائيات الرسمية، مؤكدا أن هذا ليس سببا حقيقيا بل نتيجة، لأن السبب وراء ذلك هو زيادة الأحمال الكهربية دون تأسيس شبكات كهرباء تعتمد على استهلاك تتحمل الجهد العالي، وكذلك دون إشراف فني من متخصصين”.
وأضاف “شعبان” في تصريحات صحفية أن مصر شهدت طفرة كبيرة في زيادة الأحمال على شبكة الكهرباء في كل الأماكن تقريبا، نتيجة لزيادة عدد الأجهزة المنزلية من جهة، وارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى زيادة الاعتماد على أجهزة التكييف وغيرها من وسائل التهوية المعروفة بالأحمال العالية.
وطالب بضرورة عمل مراجعة شاملة لأسلاك الكهرباء والأحمال الكهربائية، والتأكد من مناسبة السلوك للأحمال الكهربية، محذرا من أن زيادة الأحمال إلى جانب الاستخدام السيئ للأجهزة كثيفة الاستهلاك للكهرباء يسبب مخاطر إضافية، مما يتسبب في وقوع الحرائق وتزيد خطورتها حال وجود مواد قابلة للاشتعال في موقع الحريق.