استضاف الإعلامي شريف منصور، في برنامج "كل الأبعاد" الذي يبث على شاشة "تلفزيون وطن"، د. محسن صالح، رئيس مركز الزيتونة للدراسات والأبحاث، في حلقة خاصة يوم السبت الموافق 26 أكتوبر 2024. تناول الحوار تداعيات الضربة الجوية الصهيونية الأخيرة على إيران، وتصاعد عدوان الاحتلال على قطاع غزة ولبنان، وانعكاسات هذه التحركات على الوضع الإقليمي.
استهل د. صالح حديثه معلقًا على الضربة الجوية التي وجهها الاحتلال لإيران، مؤكدًا أنها تأتي في إطار "رسالة محسوبة" تهدف إلى استعادة الهيبة العسكرية للكيان الصهيوني في المنطقة، لكن دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تستدعي حربًا إقليمية شاملة. وأشار إلى أن العملية استهدفت مواقع عسكرية بحتة، متجنبة الأهداف المدنية والنفطية الحساسة، مما يشير إلى أن الاحتلال لا يسعى للتصعيد إلى مستوى الحرب الشاملة.
وعن الجانب الإيراني، أشار د. صالح إلى أن إيران قد تسعى للرد من خلال حلفائها في المنطقة، كحزب الله في لبنان والفصائل المسلحة في العراق واليمن، دون أن يكون الرد تصعيديًا بحد ذاته. وذكر أن الأضرار الناجمة عن الغارة كانت محدودة حتى الآن، إلا أن ذلك لن يمنع طهران من الرد في الوقت المناسب وبالطريقة التي تراها مناسبة.
وتطرق د. صالح إلى سياسة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنه فشل في تحقيق أهدافه خلال العام الماضي من العمليات في غزة ولبنان، بالرغم من حجم الدمار الذي أحدثه. ورأى أن عقلية نتنياهو اليمينية المتشددة تدفعه للاستمرار في التوسع وفتح جبهات جديدة على الرغم من محدودية قدراته الذاتية وتصاعد التحديات الداخلية.
وأكد د. صالح أن الولايات المتحدة تتبنى دورًا باهتًا أمام تحركات الاحتلال، في ظل دعم الكونغرس الأمريكي المستمر لنتنياهو، مما يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي. وأوضح أن هذا الدعم يعكس رغبة أمريكية في استمالة اللوبي الصهيوني خاصة مع قرب الانتخابات الرئاسية.
واختتم د. محسن صالح حديثه مشيرًا إلى أن الواقع يشير إلى هشاشة الموقف الصهيوني مع مرور الوقت، مشددًا على أن المقاومة الشعبية والميدانية ستواصل دورها رغم التحديات الكبيرة، مما يجعل الاحتلال في وضع متفاقم يصعب عليها الخروج منه دون دفع ثمن سياسي وأمني باهظ في نهاية المطاف.