وفي حين أن كل شيء في مصر لا يُسنَد إلى أهله، أثار عمال صيانة الكهرباء، وهم يكسرون حجارة الأهرام لتوصيل كابل كهربائي ووضع مونة أسمنت عليها، غضب جميع المهتمين بالآثار.
وجاء التبرير عذرًا أقبح من ذنب، حيث قال د. أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية، عن مشهد تكسير مونة الهرم: “مرفوض تمامًا”، مشيرًا إلى أن عملية الصيانة تهدف إلى تغيير كابلات قديمة داخل الهرم، وكان يجب أن يتواجد مشرف من الآثار للإشراف على هذه الأعمال التي تُجرى بمعرفة الشركة المختصة.
ويرى متخصصون أن أقل رد على هذا الاستهتار هو تقديم الدكتور أيمن عشماوي استقالته، معربين عن غضبهم، وأكدوا أن من البديهي أن تكون أي أعمال تُجرى داخل الأماكن الأثرية تحت إشراف مختصين وليس شركات تعاقدية تخصصها الهدم والردم.
الخبيرة بالآثار المصرية مونكا حنا أعربت عن استيائها الشديد من الفيديو الذي بث في جميع أنحاء العالم،موجهة كلامها لرئيس قطاع الآثار “ايوا يعني “مرفوض تماما” ده احنا اللي نقوله، حضرتك اللي محتاج تعتذر بشكل رسمي ان ده حصل وسيادتك رئيس قطاع الاثار المصري ومنطقة الهرم تحت ادارة سيادتك”.
وتساءلت في تغريدات لها على موقع إكس “ترى في مسئول هيتحاسب ولا زي اللي قبليها؟ طول ما مفيش كود للتعامل مع الاثار سواء في المتاحف او المواقع الاثرية من خلال عمليات الحفائر والترميم والصيانة يتم اقراره كجزء من اللائحة التنفيذية لقانون حماية الاثار ١١٧ لسنة ١٩٨٣ وتعديلاته”.
وتابعت طول ماهنشوف المهازل ديه من اول لزق دقن توت عنخ امون بالأمير لحد اللي احنا شايفين بيحصل في الهرم. وبيان وزارة السياحة والاثار للأسف هو عذر اقبح من ذنب، هو في عمليات صيانة بتتعمل بالطريقة ديه؟ انت بتستعماني ياهرم؟ مع الاعتذار للشيخ حسني”.
https://x.com/monznomad/status/1858397688200356225
الكاتب الصحفي جمال سلطان: “مشهد تكسير حجارة الهرم الأكبر لعمل وصلة كهرباء أحد أكثر المشاهد جنونا، واعتذار رئيس هيئة الآثار كان جنونيا أكثر، عندما قال أننا كنا نضع “المحارة” ـ الأسمنت والجير ـ على الهرم منذ عشرين عاما، ما يحدث في مصر مخيف فعلا، هناك قوة خفية تخرب كل شيء في هذا البلد، ماضيه وحاضره ومستقبله”.
https://x.com/GamalSultan1/status/1858425047808921958
الصحفي والكاتب خالد محمد أهرامات مصر أكد أن ما يحدث هو أزمة تتجدد! بين إهمال المؤسسات وغياب المسؤولية، مضيفا أنه لم تتورع وزارة السياحة والآثار في شرحها لما جرى من أعمال لا تليق بأهرامات مصر عن القول إن صحة الأمر تتمثل في إزالة مواد بناء حديثة غير أثرية وُضعت منذ عقود لتغطية شبكة إنارة الهرم، دون المساس بجسم الهرم أو أحجاره الأصلية.
وردًا على الفيديو الذي يُظهر أعمالاً تُفسر على أنها هدم لأحد أحجار الهرم الأكبر (خوفو) بمنطقة أهرامات الجيزة الأثرية، اعتبرت الوزارة أن ما يظهر ليس هدماً، بل إزالة لمواد بناء حديثة (مونة) غير أثرية، تم وضعها قبل عقود بهدف تغطية شبكة الكهرباء الخاصة بإنارة الهرم.
وأضاف هذا التبرير، الذي ينم عن التخلف والغباء، يدفعك إلى التساؤل فورًا: من سمح بادئ ذي بدء باستخدام هذه المواد وبهذه الطريقة لأول مرة؟ .
ولفنت أنه بعدما أكدت الوزارة على التزامها الكامل بحماية وصيانة التراث الأثري والحضاري لمصر، دعت مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة قبل تداول أي معلومات غير صحيحة قد تؤدي إلى إثارة البلبلة والرأي العام.
متهكمًا أي بلبلة أكثر من أن يكون هذا البيان الرسمي، الذي كتبته الوزارة، دليل إدانتها وإدانة كل من تعاقبوا عليها في ارتكاب هذه الجريمة البشعة بحق التراث الإنساني العظيم للشعب المصري؟
ونوه لهذا، يحق للمصريين أن يشعروا بالذعر والوزارة تُلقي عبء إزالة هذه المواد على المجلس الأعلى للآثار، ضمن مشروع تحديث شبكة الإنارة الخاصة بالهرم الأكبر.
وتابع ذلك أن تأكيدها أن ذلك سيتم دون المساس بجسم الهرم أو أي من أحجاره الأصلية بات محل شكوك، على خلفية هذه المهزلة التي يندى لها الجبين. إنها تكشف عوار مؤسسات الحكومة وجهلها في التعامل مع الآثار وقيمتها التاريخية، وهي أيضًا كاشفة لحقيقة باتت واضحة للعيان: أن من يديرون الأمر أو يدبرونه في هذا البلد ليسوا عند حسن الظن، ولا على قدر المسؤولية.
https://x.com/khaledmahmoued1/status/1858251813008666678
الدكتور أشرف علي كتب: “لما عامل يمسك مرزبة و يكسر فى الهرم قدام السياح مهما قالت وزارة السياحة أنة بيشيل طبقة أسمنية لتغيير كابل كهرباء دون المساس بأحجار الهرم ،يدل على العشوائية و عدم التخطيط كان يجرى أية لو تم أجراء هذة الأعمال بعد أنتهاء أوقات زيارة الأهرامات ولا أحنا لازم نبقى مهزئين قدام العالم”.
https://x.com/starwar51/status/1858211641608798618
أوان مصر كتبت: “مهزلة وكارثة تاريخيّة.. عمال يحفرون على أحجار الهرم ويحطمون تاريخ حضارة 7 اللآف سنة وسط غياب الرقابة”.
https://x.com/awanmasr1/status/185814017329006