150 ألف يتظاهرون في لندن تضامناً مع فلسطين ورفضاً للإبادة في غزة

- ‎فيأخبار

شارك أكثر من 150 ألف متظاهر اليوم السبت في تظاهرة بالعاصمة لندن دعت لها حركات التضامن مع فلسطين، استمراراً للضغط الشعبي على الحكومة البريطانية لوقف تزويد إسرائيل بالسلاح.

 

وتأتي التظاهرة بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وطالب عشرات النواب في البرلمان البريطاني أول من أمس الخميس وزير الخارجية ديفيد لامي بفرض العقوبات على إسرائيل والامتثال للقانون الدولي والإعلان بشكل صريح أن المملكة المتحدة سوف تعتقل نتنياهو في حال زار أراضيها.

 

وخلال التظاهرة، تحدّث عدد من السياسيين والناشطين مقابل داونينغ ستريت، من بينهم السفير الفلسطيني في المملكة المتحدة حسام زملط، الذي دعا الحكومة البريطانية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفرض عقوبات على إسرائيل وقطع السلاح عنها. وتحدث الطبيب الفلسطيني أحمد مخلالاتي الذي عاد من غزة مؤخراً، عن الوضع الصحي في القطاع وعن إصرار الأطباء على عدم ترك المستشفيات رغم خطر تعرضهم لخطر الاستهداف الإسرائيلي.

 

وهاجم النائب أندرو مورين الحكومة البريطانية ورئيسها ووزير خارجيتها، ودعا إلى محاكمة “عصابة” نتنياهو، وأضاف “سنستمر بدعم الفلسطينيين ومواجهة الإمبريالية البريطانية”.

 

وقرأ جيرمي كوربين النائب المستقل في البرلمان رسالة خاصة للمتظاهرين أرسلها مدير مستشفى كمال عدوان في غزة حسام أبو صفية جاء فيها: “هذه حرب إبادة، لم يحترم أي قانون. جرى تدمير مواردنا الطبية. تعرض العاملين في المجال الطبي للقتل والإهانة. لا يوجد أي شيء لحمايتنا. سنموت هنا لأداء واجبنا الطبي لأن رسالتنا إنسانية. ونرسل رسالتنا الإنسانية للعالم، ما يزال الصمود في شمال غزة. سنستمر بأداء واجبنا. أطفالنا ينادون من تحت الركام منذ أيام ولا نستطيع إنقاذهم. الآن أصواتهم توقفت”. وختم كوربين خطابه بالقول موجهاً كلامه للحكومة البريطانية: “من الممكن أن نرى القانون الدولي يطاولكم لأنكم تدعمون حكومة ترتكب جرائم حرب وزعيمها مطلوب. حان الوقت لوقف الدعم العسكري لإسرائيل نهائياً”.

 

 

من جهته، قال مصطفى الدباغ من منظمة “مسلم اسوسنيشن” إن “غزة ليست وحيدة وفلسطين غير منسية. أين تقف حكومتنا من قرار محكمة الجنائية الدولية؟ الناس في غزة يريدون نهاية للقنابل والإبادة”.

 

وقالت وينتل مترتس من المنظمة اليهودية: “حكومتنا تنصاع للبيت الأبيض والحرب. الحرية لكل الناس حول العالم من الاستعمار والعنصرية لا أحد حراً حتى نصبح كلنا أحراراً”. وأضافت أن 18 منظمة يهودية عالمية تطالب بوقف تسليح الإبادة وإنهاء الاحتلال واعتقال مجرمي الحرب. وقالت: “نحن نتحرك معاً، يهوداً ومسلمين ومسيحيين”.

 

البريطاني من أصل فلسطيني إبراهيم خضرة من غزة، هاجم وزير الخارجية ديفيد لامي الذي قال لا يوجد صحافيون في غزة. وأشار خضرة إلى “عمل الصحافيين المهم في غزة هذه الأيام رغم كل مخاطر القتل على يد جيش الاحتلال”.

 

ومن منظمة أصدقاء الأقصى، قالت ايشمال بتال: “منذ البداية قلنا إن هجوم إسرائيل على غزة سياسات استعمارية وليس دفاعاً عن النفس. بينما نتحدث، الأطفال في غزة يموتون بسبب نقص الغذاء والمجاعة والقنابل. أفعال إسرائيل جرائم ضد الإنسانية واستمرار إسرائيل بذلك فشل للإنسانية. نطالب الحكومة بالإعلان عن اعتقال نتنياهو لو زار بريطانيا. يجب إخراج إسرائيل من الأمم المتحدة والمؤسسات التعليمية والرياضية والاقتصادية”.

وخلال مشاركتها في التظاهرة قالت الممثلة البريطانية جوليا ستيفنسن: “سأستخدم الكلمات لأوصل رسالة.. الشعب الفلسطيني يتعرض للقتل والإهانة ونشاهد ذلك يومياً على شاشاتنا. تُنزع الإنسانية عن الفلسطينيين من خلال البروباغاندا. الصمت في قطاع الفن كان قاتلاً”. وأضافت: “الذين وضعوا أعلاماً لأوكرانيا على أبوابهم أغلقوا الأبواب أمام الفلسطينيين”. وتساءلت: “ما دور الفن إن لم نقف مع القضايا الأخلاقية في عصرنا؟ الآن هو الوقت للحديث”.

 

من جانبه، تساءل الممثل المصري خالد عبد الله: “كيف يمكن أن يكون حقيقياً ما يحصل في هذا العالم؟ هذه الصور تتكرر كل يوم. أطفال يعانون ويبكون أمام مقابر أهاليهم. تدمير وإخلاء مستشفيات جثث تحرق .. بعد 14 شهراً ما زلنا هنا، كيف يحصل ذلك؟ نتذكر كلام المناضل المصري علاء عبد الفتاح المسجون في السجون المصرية: أنت لم تهزم بعد”.

 

من جانبه، دعا النائب في البرلمان اندي ماكدونالد إلى تطبيق القانون الدولي واعتقال نتنياهو. وقال: “لا شك في أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب، ونحن مطالبون بالوقوف مع الشعب الفلسطيني. جميعنا فلسطينيون”.

 

وتأتي التظاهرة بعد قرار جمعية “اتحاد أكسفورد”، مساء الجمعة، بتصنيف إسرائيل دولة فصل عنصري ترتكب إبادة جماعية، وذلك في قرار وُصف بالتاريخي، اتخذته أقدم جمعية طلابية في جامعة أكسفورد. وحصل القرار على أغلبية ساحقة من الجمعية العريقة التي تأسست عام 1823 بنتيجة 278 مقابل 59، بعد مناظرة دعت لها الجمعية في أعقاب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال.

 

ويوم الخميس حاصر أكثر من ألف متظاهر مباني وزارية في لندن بهدف الضغط على الحكومة البريطانية لوقف تزويد إسرائيل بالسلاح.