رغم حرب الإبادة التى تشنها قوات الاحتلال الصهيونى على قطاع غزة إلا أن المقاومة الفلسطينية تثبت كل يوم أنها تقف بالمرصاد فى مواجهة الصهاينة ورغم العملية البرية التى تشنها قوات الاحتلال على شمال القطاع منذ أكثر من مائة يوم ارتفعت وتيرة عمليات فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال حيث قُتل أكثر من 40 ضابطًا وجنديًّا إسرائيليًّا، وأصيب العشرات منذ بداية الاجتياح البري لشمالي القطاع في الخامس من أكتوبر الماضي، كما قُتل10 جنود خلال الأسبوعين الأخيرين في بيت حانون فقط بجانب الصواريخ التى توجهها المقاومة وتسبب رغبا بين الصهاينة فى مختلف المدن والمستوطنات .
ويؤكد استمرار إطلاق الصواريخ بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب أن حركة المقاومة ما زالت تمتلك قدرات عسكرية كبيرة، وهذا يعطي رسالة واضحة بأن فصائل المقاومة كانت تضع في حساباتها إمكانية استمرار المعركة لفترة طويلة.
كما أن استمرار المقاومة في شمال القطاع رغم العملية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 100 يوم، يثبت فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية.
فشل عسكري
في هذا السياق اعترف موقع “سيروغيم” الصهيونى أن العبوات البرميلية المكوّنة من مخلفات جيش الاحتلال من ذخائر وصواريخ باتت الخطر الأكبر الذي يهدد القوات العاملة في قطاع غزة؛ حيث يتم تحويلها إلى عبوات فتّاكة في غضون فترة قصيرة.
فيما وصف عميت هاليفي عضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست عن حزب الليكود، الوضع في غزة بأنه دليل على فشل عسكري واضح .
وتساءل هاليفي في حديث مع القناة 13 الصهيونية : كيف يمكن لجيش كجيش إسرائيل، الذي يمتلك قدرات هجومية على مسافات بعيدة، ألا يتمكن من القضاء على عدو صغير في مساحة محدودة؟ إذا لم يكن هذا فشلا عسكريًا، فلا أعلم ماذا يمكن أن يكون.؟
وأكد أن الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع لا يُعتبر انتصارًا، إذ إن الانتصار الحقيقي هو استسلام العدو أو القضاء عليه بالكامل معتبرا أن استمرار العمليات المحدودة لن يُسهم في تحرير المحتجزين الإسرائيليين.
أبناء الأرض
من جانبه كشف قائد ميداني في فصائل المقاومة الفلسطينية عن أسباب تصاعد العمليات العسكرية ضد الجيش الصهيونى المتوغل في شمال قطاع غزة، رغم مرور أكثر من 3 أشهر على عمليته البرية المتواصلة على المحافظة.
وقال القائد الميداني، إن المقاومين رتبوا صفوفهم لمواجهة طويلة مع قوات الجيش الصهيونى قبل بدء العملية البرية مطلع أكتوبر الماضي، وذلك بعد حديث الاحتلال مطولا عن نيته تنفيذ ما يعرف بـ”خطة الجنرالات” التي تهدف لتهجير سكان شمال غزة.
وأشار إلى أن المقاومين يتنقلون عبر مجموعات صغيرة، ويقتنصون أهدافهم بعناية دقيقة، بما يضمن إيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف جنود الاحتلال، والاستفادة من الأسلحة والعتاد الذي يمتلكونه لفترة أطول.
وأضاف المصدر : اعتقد جنود الاحتلال بعد مرور أيام طويلة من القتال ونسفهم مربعات سكنية بأكملها على رؤوس مَن فيها أنهم قضوا على المقاومة، وأنه يمكنهم التحرك بحرية دون أن يشكل ذلك خطورة على حياتهم، لكنهم تفاجؤوا بخروج المقاومين لهم من حيث لا يتوقعون .
وأكد أن المقاومين استغلوا الدمار الهائل الذي أحدثه الجيش الصهيونى في شمال غزة لصالحهم وتمكنوا بسهولة من كشف آليات الاحتلال وتحركات الجنود والانقضاض عليهم، مشددا على أن العقيدة القتالية للمقاتلين في الميدان لا تعرف في قاموسها الاستسلام للعدو، ويواصلون قتالهم حتى الرمق الأخير .
وأشار المصدر إلى أن المقاومين هم “أبناء الأرض” التي يتوغل فيها جيش الاحتلال ويعرفون تفاصيلها جيدا، وتدربوا على المواجهة المباشرة وجها لوجه، وهو ما لا يقوى جنود الاحتلال عليه.
ولفت إلى أن الجيش الصهيونى اعتقد أن مهمته ستكون أسهل في شمال قطاع غزة هذه المرة، بسبب تكراره دخول عدة مناطق في المحافظة منذ بدء العدوان، لكنه تفاجأ بإعادة ترتيب المقاومة لصفوفها ووضع خطة لأولوياتها، وذلك في الوقت الذي يفتقر فيه جنود الاحتلال لخبرات القتال المباشر، كما أنهم ليسوا مهيئين لمواجهة ميدانية طويلة مع المقاومة.
وذكر القائد الميداني أن مقاومي فصائل المقاومة المختلفة انخرطوا في عمليات مشتركة، توحيدا للجهود الميدانية ولتحقيق أكبر استفادة ممكنة من العتاد العسكري الذي يمتلكونه، ونوه بأن جنود الاحتلال لا يقوون إلا على قتل النساء والأطفال، ويهربون من إخفاقاتهم الميدانية باستعراض تدمير المنازل والمؤسسات الخدماتية.
فشل إسرائيلي
وأكد الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد حاتم الفلاحي، أن استمرار إطلاق الصواريخ من قطاع غزة يعكس فشل الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، رغم الدعم الدولي غير المحدود.
واعتبر الفلاحي فى تصريحات صحفية أن تفعيل صفارات الإنذار في منطقة كرم أبو سالم ومدينة سديروت ومحيطها، إثر إطلاق صواريخ من جنوب قطاع غزة تطور يأتي في سياق المفاوضات الجارية في الدوحة، حيث تسعى كل الأطراف لإظهار أوراق القوة المتاحة لديها.
وأشار إلى أن استمرار إطلاق الصواريخ بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب يؤكد أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما زالت تمتلك قدرات عسكرية كبيرة، موضحا أن هذا يعطي رسالة واضحة بأن فصائل المقاومة كانت تضع في حساباتها إمكانية استمرار المعركة لفترة طويلة.
وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية في شمال القطاع، أكد الفلاحي أن استمرار المقاومة في هذه المنطقة، رغم العملية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 100 يوم، يثبت فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية.
وقال إن الحرب، رغم الإمكانيات الكبيرة المتوفرة لدى جيش الاحتلال والدعم الأمريكي والغربي، لم تستطع كسر إرادة المقاوم الفلسطيني موضحا أن مناطق الشمال، خاصة مخيم جباليا وبيت حانون، تحولت إلى “بؤرة استنزاف كبيرة” للجيش الإسرائيلي.
وأشار الفلاحي إلى تطور لافت في إستراتيجيات المقاومة، حيث بدأت تستفيد من مخلفات الحرب غير المنفجرة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي، موظفة إياها في عمليات المواجهة.
وفي تقييمه للوضع العسكري العام، شدد على أن الأهداف التي لم يستطع الجيش الإسرائيلي تحقيقها خلال الفترة الماضية لن يتمكن من تحقيقها في المدة الزمنية المتبقية مشيدا بنجاح فصائل المقاومة في الاحتفاظ بالأسرى الإسرائيليين، رغم الإمكانيات والقدرات الاستخباراتية الكبيرة المتوفرة لدى جيش الاحتلال.
وأكد الفلاحي أن المواجهات في غزة أصبحت نوعية ودامية بشكل كبير بسبب تطور أساليب المقاومة في المواجهة، مشيرا إلى قدرة الفصائل الفلسطينية على التكيف مع مختلف ظروف المعركة، خاصة في مناطق شمال القطاع.