حافظ التيار الليبرالي على الأغلبية في المحكمة العليا لولاية ويسكونسن، وذلك بعد فوز القاضية سوزان كراوفورد على منافسها المحافظ براد شيميل في واحدة من أكثر الانتخابات القضائية متابعة وتمويلًا في تاريخ الولايات المتحدة.
وتحولت الانتخابات إلى ساحة مواجهة سياسية، حيث قارب مجموع الإنفاق الدعائي 100 مليون دولار، في حين أن نتائجها ستؤثر على قضايا محورية تتعلق بالانتخابات، وحقوق الإجهاض، وسياسات البيئة في الولاية.
ويحتفل الديمقراطيون بفوز القاضية الأميركية الليبرالية، سوزان كراوفورد، على منافسها المحافظ، شيميل، في السباق على مقعد حاسم بالمحكمة العليا لولاية ويسكونسن، إلا أن الرئيس دونالد ترمب وحزبه الجمهوري أمام مؤشرات مبكرة مقلقة حول ما يعنيه التركيز الشديد على نفوذ الملياردير إيلون ماسك للحزب، حسبما أوردت شبكة NBC News.
تغلبت سوزان كراوفورد على منافسها على مقعد حاسم بالمحكمة العليا لولاية ويسكونسن، بانتخابات رغم إنفاق الملياردير إيلون ماسك نحو 25 مليون دولار لدعم منافسها، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
القاضي براد شيميل، الذي تلقى دعم ترامب وماسك خاض الانتخابات متباهيا بولائه للرئيس دونالد ترمب والدعم غير المسبوق الذي حصل عليه من إيلون ماسك، وإنفاق قياسي على حملته الانتخابية.
ومع فرز حوالي 60% من الأصوات مساء الثلاثاء، كانت القاضية كروفورد تتقدم بفارق 160 ألف صوت تقريباً.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن فوز كراوفورد يمثل دفعة سياسية للديمقراطيين، الذين يعيشون حالة من "الذعر السياسي"، منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
وبفوز القاضية كروفورد، 60 عاماً، حافظ الليبراليون على الأغلبية في المحكمة العليا للولاية بنسبة 4-3، ومن المتوقع أن تصدر المحكمة قرارات حاسمة خلال الأشهر المقبلة بشأن قضايا مثل الإجهاض وحقوق العمال.
وقد يكون للمحكمة قريباً دور في تحديد شرعية حدود الدوائر الانتخابية في الولاية، التي وضعها المجلس التشريعي الذي يسيطر عليه الجمهوريون، مما أدى إلى منح الحزب الجمهوري ستة من أصل ثمانية مقاعد في مجلس النواب، رغم انقسام الولاية بالتساوي تقريباً.
وول ستريت جورنال
وقالت افتتاحية وول ستريت جورنال إن وصول رد الفعل العكسي ضد حركة “اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا” (MAGA)، مضيفة أن الديمقراطيين خرجوا بأعداد كبيرة لهزيمة القاضي الجمهوري براد شيميل في سباق قد تكون كلفة الحملات فيه من الجانبين قد بلغت نحو 100 مليون دولار. سعى الديمقراطيون إلى جعل هذا السباق استفتاءً على إيلون ماسك ودونالد ترامب، وقد رد ماسك بمحاولة تعبئة ناخبي ترامب الذين غالبًا ما يمتنعون عن التصويت في الانتخابات الربيعية، وقد أثمرت هذه المراهنة الديمقراطية.
واعتبرت الصحيفة القريبة من الجمهوريين أن فوز الليبرالية كروافورد "رسالة تحذير للحزب الجمهوري بأن أسلوب الحكم الذي يتبعه ترامب وماسك يثير رد فعل عكسي قد يكلفهم السيطرة على الكونغرس في العام المقبل، لا سيما في ضوء نتائج سباقيْن خاصيْن لمجلس النواب في فلوريدا يوم الثلاثاء لشغل مقعديْن شاغريْن كانا بيد الجمهوريين".
كان لدى الديمقراطيين مرشح أفضل، لكن التحول باتجاههم بلغ نحو تسع نقاط، من نسبة 66.5٪ التي حصل عليها والتز في 2024 إلى نحو 57٪ للسيناتور الجمهوري في مجلس الولاية راندي فاين يوم الثلاثاء. يبدو أن الديمقراطيين متحمسون لتوجيه رسالة بشأن الولاية الثانية المثيرة للجدل لترامب. ففي الأسبوع الماضي، انتزعوا مقعدًا في مجلس شيوخ ولاية بنسلفانيا كان منذ زمن بعيد بيد الجمهوريين.
وقال التقرير إنه يمكن للجمهوريين أن يواسوا أنفسهم بأنهم احتفظوا بمقاعد فلوريدا، وبالتالي بأغلبيتهم الضيقة في مجلس النواب. ونأمل ألا تؤدي هذه النتائج إلى إخافة الجمهوريين في المجلس ودفعهم إلى التراجع عن أجندتهم الخاصة بالإصلاحات الضريبية والتنظيمية. فذلك ما يتمناه الديمقراطيون، كي يحصلوا العام المقبل على الفائدة من الجانبين—ديمقراطيون متحمسون وجمهوريون محبطون بعد فشل في الحكم.
لكن هذه الانتخابات تحمل تحذيرًا لترامب بضرورة التركيز على ما أعاده إلى البيت الأبيض خصوصًا الأسعار ونمو الدخل الحقيقي بعد احتساب التضخم. أما جدول الرسوم الجمركية المتقلب الذي يتبعه، والذي يُضعف أسعار الأسهم وثقة المستهلكين والشركات، فلا يُساعد.
أما في ويسكونسن، فسيتعين على الجمهوريين في الولاية الآن التعايش مع أغلبية عنيدة في المحكمة العليا يمكن أن تعكس تقريبًا كل ما أنجزه الحزب الجمهوري تحت حكم الحاكم السابق سكوت ووكر. من المرجح أن تتعرض برامج قسائم المدارس، وإصلاح حقوق التفاوض الجماعي للعاملين في القطاع العام، وإصلاح قوانين المسؤولية المدنية، وغيرها، للطعن في المحاكم من قِبل اليسار. كذلك، ستُطعن خرائط الدوائر الانتخابية للكونغرس، وقد يخسر الجمهوريون بسببها مقعديْن في مجلس النواب.