تشريد أكثر من مليون أسرة..جرافات السيسي تكتسح حي الخليفة وتهدم الآثار الإسلامية

- ‎فيتقارير

 

جرافات عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي على أول رئيس مدني منتخب في التاريخ المصري الشهيد محمد مرسي لا تتوقف عن الهدم، هدم السيسي ليس بهدف الإصلاح والتطوير، وإنما بهدف محو التاريخ والقضاء على الثقافة والهوية والرموز المصرية، وأيضا لا تحفل عصابة العسكر بالآثار ولا تقيم وزنا حتى للآثار الإسلامية التي ترتبط بديننا وعقيدتنا .

أهالي حي الخليفة، أحد أشهر أحياء القاهرة التاريخية، يصرخون في محاولة لوقف جرافات العسكر التي، تكتسح الآثار الإسلامية والمقابر التاريخية والمنازل الأثرية التي كانت شاهدة على تاريخ مصر في عصور سابقة.

كانت جرافات العسكر قد قامت بهدم ما يقرب من 3000 مقبرة بمنطقة الإمام الشافعي، نصفها على الأقل يُعد آثاراً، لتمتد عمليات الهدم الى الكتلة السكنية على خمس مراحل كل مرحلة تستمر 6 أشهر، ويتم تهجير أهالي حي الخليفة مقابل تعويضات لا تسمن ولا تغني من جوع لأكثر من مليون أسرة.

 

أروح فين؟

 

حول هذه المأساة قال «الحاج محمود» صاحب ورشة ميكانيكا سيارات في السبعينيات من عمره : "نحن لا قيمة لنا عند دولة العسكر، عايزين يهدموا الورشة مقابل 5 آلاف جنيه للمتر".

وتساءل «الحاج محمود» : آخد 300 ألف جنيه أروح بيهم فين، وأقل محل الآن يتجاوز سعره الـ 5 ملايين جنيه تمليك، بعد 50 سنة عمل في هذه الورشة، أخرج من المنطقة أروح فين؟ .

وقال «الحاج سعيد» 50 عاما، صاحب استوديو تصوير في شارع المنشية : "عائلتي تعمل في مهنة التصوير منذ سنوات طويلة، وورثت الاستوديو عن آبائي وأجدادي ولا أعرف مهنة غيرها".

وأضاف «الحاج سعيد» : لسنا ضد التطوير ولا نطلب المستحيل من حكومة الانقلاب، لا نريد تعويضا في صيغة أموال تساوي الآن بالنسبة للقيمة الشرائية ملاليم، فقط نريد شقق ومحلات بديلة نؤمن بها على مستقبلنا ومستقبل أولادنا، مثل ما حدث مع أهالي تل العقارب .

 

تهديد واستغلال

 

وقال الحاج «حسن محمد»، صاحب «كشك بقالة»: "الحي يتفاوض على الكشك بـ125 ألف جنيه، أتقاسمها مع صاحب الأرض، مؤكدا أن هناك تهديدا واستغلالا وتفاوضا غير عادل، ونواب الدائرة بمجلس نواب السيسي في نوم عميق ولم يُحركوا ساكناً" .

وأشار إلى أن الأرض تم تقييمها في وقت سابق عام 2020 المتر بـ32 ألف جنيه بالنسبة للمحلات.

 

على جثتي

 

وأكد فرغلي -صاحب شركة للأدوات المنزلية في شارع المنشية- أن المحل قيمته 10 ملايين جنيه، مشيرا إلى أن حي الخليفة عرض عليه 700 ألف جنيه فقط .

وتساءل فرغلي : أشتري بالمبلغ ده إيه؟، أروح فين بالأدوات الكهربائية والمنزلية، شركات التوريد لها ملايين وندفع الضرائب كل عام بالملايين، وأهل المنطقة جميعهم زبائن ونتعامل بالتقسيط، كل شقا عمري عند الناس.

وتابع : عمري 60 عاما، لسه هدوّر على محل وأسّس شغل وأربي زبائن من جديد، الخروج من بيتي ومحلي على جثتي، يأخذوا روحي أولا .

 

بلطجة الحي

 

وأكد الحاج حميدة عبدالحليم، صاحب شركة مقاولات، في شارع المنشية، أنه كان يمتلك 4 منازل قديمة تُعد أثراً وتمت إزالتها ضمن إزالات المنطقة.

وقال عبدالحليم : "الفيلا التي أتواجد بها الآن بنيتها منذ ثلاث سنوات، اتخذنا الدور الأول مقرا للشركة، والدورين الآخرين سكن للعائلة، وجاء منفذو الإزالات وهدموا وجه ولافتة الشركة".

وأضاف : أثبتُّ لمسئولي الانقلاب أن منزلي ليس في عرض الطريق، وأن الحي يمارس البلطجة على الناس، ولا يوجد لجنة آثار ولا أوقاف ولا تراث تقول ماذا يُزال وماذا لا يُزال.

وكشف عبدالحليم أن هناك عشوائية في الهدم دون وعي، وتهديدات مباشرة للغلابة وسماسرة تقاسم الأهالي في ملاليم التعويضات .

 

مراكز الشباب

 

وأعرب ياسر شافعي، صاحب محل حلاقة أمام مسجد الإمام الشافعي عن غضبه، من تهميش سكان أهالي المنطقة فيما يسمى خطة حكومة الانقلاب لتطوير حي الخليفة، مؤكدا أنهم لا يرغبون في ترك منازلهم ومحلات أكل عيشهم، وكل ما يُريدونه من دولة العسكر هو جعل السكان في أولوياتها.

وطالب «شافعي» بعمل كومباوند سكني للأهالي ضمن خطة التطوير وعدم إبعادهم عن المنطقة الذين نشأوا فيها أجيالا تلو الأخرى .

وتساءل : الأغلبية هنا عائلات تسكن الإمام الشافعي منذ مئات السنين، كيف لنا أن نترك إرث الآباء والأجداد ، يكفي أنه يتم نزع ممتلكاتنا، موضحا أنه صاحب بيت مساحته 300 متر كيف يآخذ مليون جنيه تعويضا ومعه اثنان من أشقائه أين نذهب؟

وتابع «شافعي»: الحي هدم مراكز الشباب الثلاثة في حي الخليفة والمستشفى العام، الآن أنا أرغب في ضم أبنائي إلى النادي، متسائلا كيف للتطوير أن يهدم مراكز شباب تؤوي أبناءنا منذ مئات السنين، هل نتركهم للمقاهي ونواصي المخدرات، لماذا تدمرون ماضينا وحاضر أبنائنا؟ .

وخاطب مسئولي الانقلاب قائلا : "نحن لا نرغب في الرحيل أو هجر بيوتنا، ضعوا لنا حلاً في خطتكم، اتركوا بيوتنا الهالكة فنحن سعداء بها وفيها، ومحال أكل عيشنا، أين نذهب؟".

 

سمسرة

 

وقال «حمادة»: إنه "أخذ تعويضاً مقابل شقته 950 ألف جنيه، وسيذهب إلى البنك لصرف المبلغ، لكن موظف الحي أخذ 100 ألف جنيه سمسرة، وحذرني من الشراء في العزبة أو منطقة البساتين، لأنه في حال بدأت عمليات الهدم في المناطق المذكورة لن يتم تعويضه مرة أخرى".