عقب إطلاق صاروخ من اليمن أمس على مطار بن جوريون الدولي الرئيسي في دولة الاحتلال، وإعلان الحوثيين عن فرض حصار جوي على الصهاينة، أعلنت أغلب شركات الطيران العالمية عن تعليق أو إلغاء رحلاتها إلى دولة الاحتلال، بسبب الوضع الراهن.
تعليق حركة الطيران يكبد دولة الاحتلال خسائر اقتصادية كبيرة، بجانب الخسائر العسكرية التي تتكبدها على أيدى المقاومة الفلسطينية .
كان من أهم هذه الشركات “إير إنديا” الهندية ومجموعة “لوفتهانزا” الألمانية و”دلتا إير” الأمريكية والتي تتبعها شركات “يورووينجز” و”سويس إيرلاينز” و”أوستريان ايرلاينز” و”بروكسل إيرلاينز”، وشركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيرويز) والشركة المجرية “ويز إير” و”يونايتد إيرلاينز” الأمريكية وشركة “رايان إير” العملاقة.
كما ألغت الخطوط الجوية النمساوية جميع رحلاتها إلى دولة الاحتلال، وكذلك كل من الخطوط الجوية السويسرية، وخطوط بروكسل الجوية والخطوط الجوية الإيطالية “آي تي إيه”.
عزلة تجارية
في هذا السياق أكدت وكالة بلومبيرج أن دولة الاحتلال تواجه عزلة تجارية مع استمرار تعليق شركات الطيران العالمية رحلاتها، وتوقف الرحلات المباشرة منذ شهور بين تل أبيب وعشرات المدن العالمية الكبرى، مثل واشنطن وسان فرانسيسكو وتورنتو وهونج كونج ونيودلهي، مشيرة إلى أن ذلك أثر سلبا على الشحن الجوي للبضائع.
وكشفت بلومبيرج في تقرير لها أنه من بين 20 شركة طيران كانت تسيطر على سوق الطيران الصهيوني قبل الحرب على قطاع غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023، توقف الطيران تماما لمعظم الشركات الأجنبية، ولم يتبق إلا بعض الشركات الصهيونية التي تعمل في مطار بن جوريون المهجور.
وأوضح التقرير أنه وفقا لسلطات مطار بن جوريون، انخفض عدد الطائرات والركاب من دولة الاحتلال وإليها بنسبة 40% خلال الشهور الأولى من هذا العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأشار إلى زيادة في أسعار تذاكر الرحلات الجوية بنسبة من 50% إلى 400%، بجانب تضاعف تكاليف الشحن الجوي بنسبة تزيد على 250%، مما تسبب في تأثير كبير على مستوى الأسعار، وفاقم مشكلة التضخم.
خسائر كبيرة
وقال خبير الشؤون الإسرائيلية عماد أبو عواد: إن “عدد المسافرين في مطار اللد، الذي تسميه دولة الاحتلال بن جوريون يتراوح بين 60 إلى 70 ألف مسافر يوميا، مما يسبب أضرارا اقتصادية فورية ل دولة الاحتلال ، فضلا عن تأثيره المباشر على قطاع السياحة.
وأضاف أبو عواد في تصريحات صحفية أن إغلاق المطار سيؤدي إلى تراجع كبير في ثقة السياح والمستثمرين، بالنظر إلى أن مطار بن جوريون يُعد من أبرز المعالم الحيوية في دولة الاحتلال، معتبرا أن تأثير هذه الخطوة سيكون واسعا على مختلف المستويات.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال بدأت غلق أجزاء من المطار، بسبب تراجع الإقبال على السفر إلى البلاد بفعل الحرب المستمرة، وهو ما يعكس حجم التأثير السلبي المتزايد جراء الحرب التي شنتها دولة الاحتلال على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأوضح أبو عواد أن وصول أحد الصواريخ إلى هدفه داخل المطار يعد دليلا على ضعف ثقة المجتمع الصهيوني بالمؤسسة الأمنية ودولة الاحتلال، وفشل منظومة حيتس الدفاعية في التصدي للهجوم، وفقدان الإحساس بالأمن، ويدفع نحو مزيد من التراجع في قطاعي السياحة والاستثمار.
وتوقع تزايد الأثر الاقتصادي إن تكرر هذا النوع من الهجمات، خاصة مع إعلان شركات طيران كبرى إلغاء رحلاتها إلى دولة الاحتلال .
مطار غير آمن
وقال المتخصص في الشأن الإسرائيلي الدكتور أشرف بدوي: إن “الهجوم على مطار بن جوريون تكرر منذ 7 أكتوبر 2023، مما أربك حركة الطيران عدة مرات منذ بدء الحرب”.
واستبعد بدوي في تصريحات صحفية أن تعود حركة الملاحة الجوية في دولة الاحتلال كما كانت قبل الحرب في الأمد المنظور، وإن أعلنت حكومتها عودتها بشكل تدريجي، خاصة مع توجيه الحوثيين تحذيرا صريحا إلى شركات الطيران العالمية، حيث قال متحدث باسم الجماعة إنه مطار “غير آمن”.
وأكد أن لقطات سقوط الصاروخ اليمني قرب مطار بن جوريون التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعكس حالة الفشل الأمني، التي تضاف إلى سابقتها في 7 أكتوبر التي لم يكد المستوطنون الاستفاقة منها، خاصة أن الصاروخ اخترق جميع أنظمة الدفاع الجوي، الأمر الذي دفع جيش الاحتلال إلى فتح تحقيق في الحادث، لمعرفة تفاصيل فشل منظومة الدفاع في إسقاط الصاروخ.
