نتائج زيارة أبوظبي بدأت .. قلق بعد ندب “الشرع” الإمارات وسيطًا غير مباشر لحوار مع الكيان ؟!

- ‎فيتقارير

لا ترى الإدارة السورية الجديدة حتى الآن غضاضة في ندب الإمارات وسيطا لحوار غير مباشر مع الكيان الصهيوني الذي لا تتوقف غاراته الجوية ولا قذائف دبابته عن استهداف المناطق السورية بما في ذلك دمشق والمدن المحيطة بها، وهو حتى الآن تسريب وليس تأكيدا من جانب حكومة الرئيس أحمد الشرع..

ويفضل المراقبون أن لو كان لدى سوريا توجه آخر يقابل هذه الهجمات الصهيونية المتواصلة التي استهدفت الأسبوع الماضي محيط القصر الرئاسي وظهر الشرع بعدها يلعب كرة السلة مع وزير الخارجية أسعد الشيباني وكأنه يقابل الرد بهدوء أعصاب وهو على هذا المنوال يوظف أبوظبي (أكبر عدو للثورات العربية) في الإطار السالف بحكم أنها دولة مطبعة وتضغط هي الأخرى داخليا عليه من جانب الأكراد والدروز والعلاقات الممتدة معهما منذ سنوات.

وقبل زيارة الشرع للإمارات في أبريل الماضي، لفت إماراتيون ومنهم Jassem Al-Hussein إلى أن الزيارة ستناقش "ملفات مهمة في الزيارة ومنها موضوع وقف الاعتداءات الاسرائيلية وستلعب الإمارات دورا مهما في  معالجة هذا الموضوع كما تمهد لاجتماع مايو بين الرئيس الشرع وترامب.".

وأضاف أنه "سيسمع الرئيس الشرع كلاما مهما ونصائح مفيدة من زعيم استطاع أن يصل ببلاده للعالمية وبالتالي سيشكل هذا اللقاء بداية شراكة استراتيجية ومستدامة بين سوريا والإمارات".

وبالمقابل عبر المحلل السياسي محمد شعبان أيوب عن تطلعات أنصار الثورة السورية في هذا الوقت الحالي وهو "نظم دفاع جوي وطائرات مقاتلة متقدمة وأي طائرة صهيونية تدخل أجواء سوريا يتم اسقاطها، مع احترامي لهذا الكلام المكتوب فالسيادة الجوية لصالح الصهاينة.. تحتاج الحكومة الجديدة أن تطلق محركاتها بالطاقة القصوى، وأن تسدَّ الثغرات، وتحقق الإنجاز على الأرض، وتستجيب لطموحات الناس بعد طول انتظار، وأن تستثمر الدعم الشعبي في تحقيق التحول المنشود.".

ليس الإمارات وحدها

الصحفي والإعلامي الأردني ياسر أبوهلالة@abuhilalah قال إن "السنوار رحمه الله فاوض بشكل مباشر الإسرائيليين ( ورد كتابة بالعبرية بخطه)، وعبر تاريخ الصراع لم يتوقف التفاوض بين المقاومة والمحتلين.. لا يوجد صراع في التاريخ لم يمر بمرحلة التفاوض المباشر وغير المباشر.. المهم النتيجة . ".

وعن الحالة السورية أوضح أن "كلام الشرع واضح، عن وسطاء، وليس وسيطا واحد . (دول غربية وعربية وإسلامية !) والتفاوض هو بين أعداء وليس بين أصدقاء، المهم عدم التطبيع او التفريط بالحقوق السورية والعربية . .".

وأعتبر أن كما نقلته "هيئة البث الإسرائيلية" من أنه  "لا تفاوض مباشر.. لا تطبيع"  كاف، موضحا "هذا الكلام توضيح للمحبين للفاتح أبومحمد الجولاني، الرئيس السوري احمد الشرع، أما شبيحة الأسد ومحور إيران فلو حرر القدس سيخرج سفهاؤهم " عميل سلّموه القدس بعد ما سلّموه الشام".

 

https://x.com/abuhilalah/status/1920215443165642843

المحلل السياسي الفلسطيني المقيم بتركيا د. سعيدالحاج@saidelhaj قال: "ليس من الصواب تخوين القيادة السورية الجديدة او اتهامها مباشرة بالتطبيع بسبب المحادثات "غير المباشرة" مع الاحتلال بوساطة إماراتية، لكن التعامل مع الأمر وكأنه أمر طبيعي جداً ولا مشكلة فيه لا يقل خطأً، فضلاً عمن يدافع عن الأمر ويرفض أي نقد له.".

وأضاف "فالتعامل مع القادة/السياسيين/صناع القرار بمنطق "الشيك على بياض" والثقة و"هم أدرى بالمصلحة" لم ينتج يوماً إلا الأخطاء، بينما المجتمع اليقظ هوالضمانة الأكبر لأي مسار سياسي.

 

واشار إلى أن "الخبر الأخير لمحادثات أمنية مع دولة الاحتلال لا يُقارَب بمنطق المقارنة مع أي دولة أخرى، وإنما بالخصوصية السورية: الخصوصية السابقة حيث لا علاقات مع "إسرائيل" وإنما عداء ومواجهة، والخصوصية الحالية المتمثلة بالاعتداءات المتكررة على سوريا، دولة وأرضاً وشعباً ومؤسسات".

وتابع "لقد راهنت القيادة السورية الجديدة على أنه يمكنها تجنب الخطر "الإسرائيلي" عدة مرات وفشلت جميع رهاناتها. راهنت اولاً على التجاهل، أي ادعاء أن دولة الاحتلال ليست خطراً عليها وأن الخطر الأكبر على سوريا يأتي من جهات وأماكن أخرى، ثم راهنت على التسويق او وضع التغير في سوريا كمصلحة لمختلف الأطراف في المنطقة – بما فيهم الاحتلال – لأنه منع خطر مواجهة إقليمية، ثم على رسائل الطمأنة بأن سوريا لن تشكل خطراً على أحد، ثم على خطاب الاستعداد "لعلاقات جيدة مع الجميع في المنطقة"، وقد فشلت جميع هذه الرهانات كما هو واضح من "إسرائيل" خطاباً وممارسة ضد سوريا".

وتساءل "فلماذا يفترض اليوم أن ينجح الرهان على المحادثات الأمنية مع "إسرائيل" أن تمنع اعتداءات الأخيرة؟ مع العلم أن دفع سوريا .. للمحادثات/الحوار/التفاوض/التفاهم مع الاحتلال هو أحد أهم الدوافع المعلنة للأخير في اعتداءاته على سوريا..!!".

وأشار إلى أن "يفوت هذه الرهانات أن سوريا تغيرت جذرية بعد سقوط الأسد بما في ذلك نظرة مختلف الأطراف لها وفي مقدمتهم الكيان، ويفوتها أن "إسرائيل نفسها تغيرت جذرياً ولم تعد تنظر لدول الجوار وتتعامل معها كما في السابق، إذ بدلت استراتيجيتها الامنية بالكامل بعد عملية طوفان الأقصى".

النقد مطلوب

وأعتبر سعيد الحاج أن النقد مطلوب وأوضح أنه "كثيراً ما يتكرر رفض النقد الموجه للقيادة السورية الجديدة، تارة بمديحها ونفي الخطأ عنها، وطوراً بتوجيه التهم للناقدين ومهاجمتهم.. في الدفاع عن توجهات القيادة السورية تستخدم سرديات الثورة، والتاريخ، والمصلحة العامة بشكل مكثف للدفاع عن خيارات وتوجهات حقيقية (حصلت) او محتملة (أشيعت في خبر) او مدّعاة (غير صحيحة). ".

وعن أمثلة رافضي النقد أشار إلى أنه "في التاريخ السياسي المعاصر ثمة نماذج لسياسيين كثر دافعوا عن أنفسهم او دافع عنهم أنصارهم بهذه الطريقة لتبرير او تسويغ قرارات وتوجهات معينة.. وفي الخصوصية العربية والفلسطينية كان "أبوعمار" رمزاً فلسطينياً وعربياً وحتى على المستوى الدولي، وكان يراهن في مفاوضاته مع الاحتلال على أمور مسّت الثوابت والحقوق وأضاعت من القضية الكثير، ورغم ذلك كان يواجه النقد "بالتسلح" بماضيه ورمزيته والثورة والمصلحة الوطنية وغير ذلك من أنواع الخطاب. وقد ثبت مع الزمن أن كل ذلك لا يعصم من الخطأ فضلاً عن أن يحمي من النقد، وأنه قابل دائماً للتغير والتبدل حتى ولو لم يحصل بشكل إراديٍّ وواعٍ، فما بالنا إن كان هناك توجه لذلك.

الهجوم على المنتقدين

وبالمقابل، أشار إلى أن "الهجوم الذي يُواجه به المنتقدون، من قبيل الترصد، والتشفي، والتفرقة بين قضية وأخرى وبين دم ودم، وتقديم المصلحة الذاتية (الفلسطينية في هذه الحالة) على المصلحة السورية، وعدم دقة المعلومة، وعدم الاطلاع، فضلاً عن التهمة المعلبة الجاهزة بالانتماء "للمحور" او التخندق معه ضد سوريا، ومعاداة الأخيرة ..الخ، فهي في الحقيقة أقل من أن تستحق نقاشها، رغم  أنها قد تنطبق على شخص هنا او حالة هناك، أما تعميمها و"رميها" في وجه كل من ينتقد فليست من المنطق ولا من تحري الحقيقة ولا من الأخلاق في شيء.

 

وخلص إلى أن "..هذا نقاش لا علاقة مباشرة له بحرب الإبادة على غزة، على أهميتها، ولا بمنطق التطبيع فقط، على خطورته، وإنما هو نقاش يتجاوز كل ذلك وينطلق من مركزية "سورية" ترتبط بسوريا، مبدأً وحرصاً ومصلحة وثوابت. ".

وأضاف أن "الكثيرين ما زالوا يوجّهون نفس الرد الجاهز السطحي (وهذا توصيف وليس إساءة) برفض فكرة المواجهة العسكرية مع "إسرائيل"، فربما ينبغي التذكير بأن أحداً لم يطلب ذلك من دمشق اليوم، بيد أنه بين المواجهة العسكرية المباشرة و"المحادثات الأمنية غير مباشرة" مليون خيار يعرفهم ويدركهم كل حريص فضلاً عن صاحب القرار، وقد أشرت لشيء من ذلك في اكثر من مقال".

وأعتبر أن "الأهم أن كل ذلك يبدأ اولاً بتحديد الهوية وعقيدة الدولة الأمنية والعسكرية والسياسية، ثم بصياغة منظومة العلاقات والتحالفات والخصومة والعداء، والحقيقة أن المحادثات الأخيرة توحي بأن هناك ضبابية او "مرونة" او عدم تقرير في هذا الخصوص، على أهميته وحساسيته واولويته.".

قلب الطاولة

المحلل السياسي السوري أحمد رمضان وعبر @AhmedRamadan_SY رأى أن الهجوم الصهيوني المتكرر على سوريا يستهدف قلب الطاولة على الحكومة الحالية وأضاف "العدوان على #سورية غير مسبوق منذ التحرير، وهدفُه يتجاو ز التدمير والتخريب!.".

وأوضح أن "نتنياهو شريكٌ في مخطط يستهدف قلب نظام الحكم لحساب فلول الأسد وتحالف الشر، والبداية كسر هيبة الدولة وإضعافها، وتجريدها من مكامن القوة!.".

وأكد أن "الرد السريع يتطلب وحدة الموقفين الرسمي والشعبي، والالتفاف حول الدولة السورية الجديدة، والانفتاح على القوى الوطنية "المدنية والسياسية"، واستنفار الحالة الشعبية لحماية المؤسسات، واستدعاء الكفاءات، وتشديد الحالة الأمنية، وفرض رقابة صارمة على الفلول.".

ودعا من جانب آخر إلى  "ردٍّ صارم على العدوان، ووضع خطة تحرك شاملة، يتضافر فيها السياسي مع العسكري، والإعلامي مع الأمني، والقانوني مع الشعبي، وتفعيل عمل المؤسسات، وتهدئة الوضع الداخلي، وعدم السماح بإشاعة أجواء من الفوضى والقلق لدى الرأي العام".

وقال: "اجتاز السوريون اختبارات أشدّ وطأة مما هم عليه الآن، ونجحوا في كسر شوكة إيران وميليشياتها، وإضعاف روسيا ودورها، وهزيمة الأسد ونظامه، والظنُّ بأن الضغوط العسكرية والاقتصادية والسياسية ستجعلهم يتنازلون عن حقوقهم ومبادئهم هواعتقاد زائف.".
 

https://x.com/AhmedRamadan_SY/status/1918427477782802792

واتفق معه الصحفي نظام المهداو ي وعبر @NezamMahdawi وجه أسئلة إلى أحمدالشرع : أليس القرآن الكريم هوالذي يأمرنا: "فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ"؟.. أليست الأمم المتحدة هي التي وضعت شرائع تعترف بحق الشعوب التي تتعرض للاحتلال في المقاومة، بكل أشكالها، ضد المحتل والمستعمر؟".

ورد على نفسه "نعلم أنه لا سلاح في مخازنك، ولا جيش لديك، لكن من قال أصلًا إن المواجهة مع هذا الكيان تحتاج إلى جيش وعتاد عسكري؟ فالنتيجة واحدة حتى إن امتلكت السلاح، لأنك في النهاية لن تنتصر على أميركا وإسرائيل بحروب الجيوش المنفردة.

ثم عاد للأسئلة : فلماذا لا تنطلق جبهة مقاومة من الشعب نفسه، وشعبك مستعد؟ ولماذا حين ثرتم ضد نظام الأسد، تشكّلت عشرات الفصائل، لكن حين قصفت واحتلّت إسرائيل أراضيكم، وصارت على مشارف دمشق، لم نسمع عن فصيل واحد يتصدى للعدوان الإسرائيلي؟ .. لك أن تبقى ملتزمًا الصمت، حتى على الصعيد السياسي والدولي، لكن تأكد: سيبقى نتنياهو يهددك بالقصف قرب سرير نومك حتى يُجهز عليك… وعلى كل #سوريا.".