دعا الاتحاد الأوروبي لمراجعة اتفاقية الشراكة مع "إسرائيل"، وقررت بريطانيا تعليق مفاوضات تجارية واستدعاء السفيرة الإسرائيلية، ويمثل الموقف الأوروبي الجديد ذروة في مسار امتعاض ورفض لما توصف بالفظائع التي ترتكبها اسرائيل في غزة وفرض حصار قاتل على أهلها ولم يصل الأمر لقطع العلاقات حيث كان من المقرر ان يتابع العام اربعاء 21 مايو اجتماع أوروبي لمناقشة (الغاء اتفاقية الشراكة الإسرائيلية الأوروبية) وهو الاجتماع الذي توقع البعض أن يحدث فيه مواجهة وصدام حاد بين الألمان من ناحية وبقية الأوروبيين من ناحية أخرى.
وأعتبر مراقبون أن هناك تصاعد غير مسبوق، تصدّره تلويح زعماء بريطانيا وفرنسا وكندا بعقوبات إذا لم يوقف "الكيان" هجومه الجديد ويسمح بإدخال المساعدات الإنسانية.
نتنياهو اتهم أولئك بأنهم "يقدّمون جائزة ضخمة" لـ"حماس"، مستعيدا قصصه البائسة عن "حرب حضارية على البربرية"، ستتواصل حتى "تحقيق النصر الكامل".
واليوم الاربعاء أطلق جنود الاحتلال النار بشكل مباشر على وفد دبلوماسي أوروبي عربي، في حين كانت الزيارة الدبلوماسية منسقة أمنيا مع سلطات الاحتلال لأن الوفد يمثل أكثر من ثلاثين دولة أوروبية وعربية، سمحت لهم سلطات الاحتلال بزيارة جنين، ثم أرسلت جنودها ليطلقوا النار على الدبلوماسيين.
وأعتبر مراقبون أنها رسالة سياسية من حكومة المجرم نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، في الوقت الذي تحركت فيه دول أوروبية للتعبير عن نيتها فرض عقوبات على إسرائيل نتيجة لجرائم الحرب والإبادة في غزة، يرد عليهم الاحتلال بالرصاص في جنين.
وقال الباحث في التاريخ الشاب مَحْمُودْ سَالِمْ الْجِنْدِي: "أوروبا العجوز تتحرك… مضيفا "عرفنا سبب الاعلان المفاجئ لإدخال المساعدات ودون تصويت من وزراء او نواب إنما بشكل مفاجئ وعاجل".
وأشار إلى أن التسريبات كانت ان هناك تحركات أوروبية غير مسبوقة تبدأ ببيان ثم بحث ملف الشراكة ثم الاعتراف بفلسطين في ضربة تاريخية لم يشهدها الاحتلال من قبل.".
ولفت إلى أنه "كانت هذه المحاولة التفافة من نتنياهو لوقف هذه التحركات وبشكل عاجل.. فصدر امر فوري وتم الاعلان بسرعة انه سيتم إدخال المساعدات وذلك استباقا للبيان الثلاثي الذي تسرب وللضغط على الأوروبيين ودعم الألمان أمام الانجليز والكنديين والفرنسيين مفاده: "نحن سندخل المساعدات.".
وأوضح أن هذه الالتفافة لم تنجح وكانت متأخرة.. فصدر بيان ثلاثي تاريخي يدين "إسرائيل" لأول مرة ويعلن عن خطوات غير مسبوقة.
وأعتبر أن نتيجة الاجتماع التاريخي الاوروبي لمناقشة (الغاء اتفاقية الشراكة الإسرائيلية الأوروبية) "غير محسومة حتى اللحظة".
إلا أنه رأى أن "التحرك الأوروبي في الجمعية العامة للأمم المتحدة للتأكيد على حل الدولتين والذي من المتوقع اعتراف معظم دول أوروبا بدولة فلسطين والذي سيمثل كارثة تاريخية غير مسبوقة".
وأشار إلى أن "ارتفاع أصوات أوروبية تنادي بفرض عقوبات على "إسرائيل" منها دعوات لحظر المشاركات الرياضية والفنية آخرها دعوة رئيس الوزراء الاسباني بضرورة حظر مشاركة "إسرائيل" في مهرجان يوروفيجن الشهير.. فشل نتنياهو حتى الان في التفافاته ويدفع الان بقوة اللوبي اليهودي في أوروبا لتسويف كل هذه التحركات.. لكن اعتقد انهم تأخروا هذه المرة.".
إلا أنه لفت إلى أنه بظل الفعل ورد الفعل يغيب المسلمون والعرب "ويبقى السؤال الان…اين العرب؟!… أين المسلمون؟!…… رحم الله من قال سنعزلهم وتقبله عنده.".
وأعتبر القيادي بحركة حماس د. باسم نعيم فقبل يومين أنه "مهما حاول العدو التبرير، للتغطية على عجزه وفشله، ومهما كانت الكميات أقل من الإحتياجات الحقيقية للناس (كماً ونوعاً) في #غزة، فإن دخول شاحنات المساعدات اليوم، لا يمكن إلاّ أن يكون إنكساراً لإرادته وقراره، والفضل في ذلك بعد الله لصمود شعبنا ورفضه التعامل مع مخططات العدو".
وقال المحلل السياسي ياسر الزعاترة إن "نتنياهو يهذي إثر تصاعد الردود الدولية ضد إجرام "كيانه".. وأضاف "المثير هنا أن هذا الخطاب لا يقنع غالبية في "كيانه" تراه يخوض "حربا من أجل عرشه"، بتعبير إيهود باراك.".
وأعتبر @YZaatreh أن "هذا المستوى من التجريم لـ"الكيان" لم يُعرف في تاريخ الصراع، وهو يأتي معطوفا على نزاع داخلي غير مسبوق (انظر تصريحات يائير غولان في التغريدة السابقة)، ومأزق عام يهرب نتنياهو منه إلى الأمام، موهما نفسه بقصة "النصر الكامل"، بما في ذلك استعادة أسراه بالخيار العسكري.".
وأشار إلى أن "ما عجز عن تحقيقه بحرب إبادة تتواصل منذ 20 شهرا، لن يحقّقه بـ"عربات جدعون" التي يقودها جيش متهالك، وإن كان مزوّدا بقنابل عيار "الطن" التي قدّمها له ترامب، بعد أن حجبها عنه "بايدن".
وقال: "في غزة ملحمة بطولية يسطّرها الأبطال، ويتصدّرها شعب عظيم. ملحمة فرزت الأمّة بين معسكريْن: معسكر الأحرار الذي يمثّل الغالبية الشعبية، ومعسكر الصهْينة والتواطؤ والتخاذل، فليخْتر كلٌ معسكره".
وكانت "سي ان ان" نقلت عن قيادي في حركة حماس قوله: "وافقنا على اطلاق سراح ما بين 7 الى 9 اسرى اسرائيليين مقابل هدنة تستمر لمدة 60 يوما وإطلاق سراح 300 أسير فلسطيني ".
وأضاف القيادي في الحركة وفقا ل"سي ان ان"، "إطلاق سراح الأسرى سيكون مشروطًا بإنسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الحدود شرق صلاح الدين، وهو طريق سريع رئيسي يربط شمال غزة بجنوبها".
وقال الباحث على منصات السوشيال خالد صافي @KhaledSafi: ".. أفرجت المقاومة عن الجندي الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، مراهنةً على ضمير العالم، ووعود الوسطاء، وكلمة شرف من إدارة ترامب.. ولكن:
▪️ لم تُفتح المعابر
▪️ لم تدخل المساعدات
▪️ لم يتوقف القصف
▪️ ولم تُخفف المجازر
بل زادت شراسة الاحتلال، وانهارت الثقة بالضمانات، وعاد التهديد بالتجويع والقتل بلا رادع.
مرة أخرى، يثبت العالم أنه لا يكافئ النبل، بل يستغله.
لذلك.. لم يعد للمقاومة من رهان سوى على قوتها، وصبر شعبها، و58 أسيرًا خلف القضبان سيبقون أوراقًا في معركة الكرامة.
