شهادة حق كلفته منصبه.. لماذا أقال السيسي ” أسامة الحسيني” رئيس المقاولون العرب بعد مذبحتي رابعة والنهضة ؟

- ‎فيتقارير

لا يُتداول اليوم اسم المهندس أسامة الحسيني كثيرًا في الإعلام أو على المنصات الإلكترونية، رغم أنه كان من أبرز العقول الهندسية في مصر، والرجل الذي أفنى عمره في خدمة شركة المقاولون العرب، واحدة من كبرى شركات المقاولات في الشرق الأوسط.

 

 مثل هذا الشهر، وبعد أيام قليلة من مذبحة رابعة والنهضة ، قبل 12 عامًا، خسر المهندس أسامة الحسيني منصبه كرئيس لمجلس إدارة الشركة، لا لخلل إداري أو فساد مالي، بل بسبب كلمة حق أدلى بها عقب مجزرة مسجد الفتح في أغسطس 2013.

 

"طائرات الجيش هي من أحرقت مبنى الشركة"

 

في 16 أغسطس 2013، احترق فرع شركة المقاولون العرب الرئيسي بشارع رمسيس. وخرج الحسيني، في موقف شجاع وغير مسبوق، ليصرح بأن طائرات الجيش هي من قصفت المبنى، نافيًا مزاعم الإعلام التابع للانقلاب بأن الحريق نتج عن أعمال عنف من المتظاهرين.

 

تصريحه هذا، خاصة خلال حواره مع المذيعة منى الشاذلي، أفحم رواية الإعلام الرسمي وكذّب ما بثته قناة ONTV التابعة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، والتي دعمت الانقلاب العسكري وكررت رواياته المشكوك فيها ضد المعتصمين والمعارضين.

 

ولم تمر سوى ساعات، حتى صدر القرار بإقالته من منصبه، في رد فعل سريع من السلطة الحاكمة آنذاك.

 

خلفية علمية ومهنية مشرفة

 

تم تعيين المهندس أسامة الحسيني رئيسًا لمجلس إدارة شركة المقاولون العرب بقرار من الرئيس الراحل محمد مرسي في 5 سبتمبر 2012، بناءً على ترشيح من وزير الإسكان آنذاك الدكتور طارق وفيق.

 

وقبل توليه هذا المنصب، كان أستاذًا بقسم الهندسة الإنشائية ووكيل كلية الهندسة لشؤون البيئة وخدمة المجتمع بجامعة الزقازيق، وعمل في مجال المقاولات منذ عام 1982. من أبرز مشروعاته، الإشراف على تنفيذ ورش مترو الأنفاق بشبرا الخيمة.

 

والده هو اللواء الحسيني عبدالسلام، رئيس سلاح المهندسين خلال حرب أكتوبر، مما يعكس خلفية وطنية رفيعة.

 

سجل مهني ناصع في ظروف صعبة

 

خلال توليه رئاسة الشركة، واجهت مصر ظروفًا اقتصادية وسياسية عصيبة. ورغم ذلك، أشادت صحيفة المال الاقتصادية بجهوده في الحفاظ على مستوى الأعمال والأرباح خلال عام الركود 2012.

 

كما عمل الحسيني على:

 

الحفاظ على حقوق الشركة التي بلغت مستحقاتها 5 مليارات جنيه لدى الدولة.

 

توزيع العمالة في مشروعات خارجية في الكويت والعراق.

 

التفاوض مع ماليزيا بشأن مشروعات تنموية في سيناء وشرق بورسعيد ومحور قناة السويس.

 

الدفاع عن آلية الطرح بالمناقصات والشفافية، ونفى الإسناد المباشر الذي يفتح باب الفساد.

 

نهاية حزينة لرجل نزيه

 

عقب الإقالة، تم تعيين محمد محسن صلاح الدين بدلًا منه، وهو ما تم الترويج له إعلاميًا باعتباره "استقالة طوعية" من الحسيني، بينما كانت الحقيقة أنه تمت إقالته عقابًا على شهادته.

 

اليوم، لا يزال الإعلام يتجاهل ذكرى هذه الشهادة الجريئة، لكن الفضاء الإلكتروني لم ينسَ. حيث كتب الإعلامي نور عبد الحافظ:

 

"زي النهاردة من 12 سنة.. تمت إقالة رئيس شركة #المقاولون_العرب المهندس #أسامة_الحسيني لأنه صرّح أن طائرات الجيش هي التي أحرقت فرع الشركة بشارع رمسيس".

أبرز مناصبه وسيرته المهنية قبل التعيين
 

وأدار أسامة الحسيني عدة مناصب قيادية في جامعة الزقازيق، كما أنه مؤسس وعضو مجلس إدارة في شركتي استشارات هندسية: Pickett Engineering Consultancy وSogera Middle East. كما عمل كباحث ومهندس تصميم في مراكز وشركات استشارية في باريس وغيرها

ويمتلك شهادة دكتوراه وماجستير في مجال منشآت العلوم والتكنولوجيا من كلية الهندسة المركزية في باريس، إلى جانب درجة البكالوريوس من جامعة عين شمس. كما أنه عضو في نقابة المهندسين، الرابطة المصرية للهندسة المدنية، الجمعية المصرية للأنفاق، والرابطة الدولية للهندسة الجسور والمنشآت

وبعد توليه المنصب، أكد الحسيني على توسيع نشاط الشركة في الأسواق الأفريقية والعربية، وسعى لتحقيق نسبة مشاركة خارجية تصل إلى 40٪، وتولى التفاوض في دول مثل العراق وليبيا والسعودية وتشاد ونيجيريا وغينيا الاستوائية .

ومن بين إنجازاته توقيع عقود لتنفيذ مشروعات بنية تحتية في جنوب السودان بقيمة 26.6 مليون دولار

وركز خلال فترة عمله على تطوير الهيكل الإداري والتوسعات التسويقية، وأطلق مبادرات مثل تعليم محو الأمية لـ5,500 عامل بالشركة، ورفع كفاءة الفنيين عبر معاهد التدريب

وساهم تحت قيادته في حصول الشركة على المرتبة العالمية 78، و 102 بين أفضل 225 شركة إنشاءات وتشييد، طبقا لمجلة ENR الأمريكية لعام 2012، كما منحت الشركة وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في مصر، ووسام شرف من رئيس غينيا الاستوائية لمشروعاتها هناك .