شهدت المدارس بمحافظات الجمهورية في أول أسبوع دراسة عددا من الكوارث المهنية والأخلاقية، ما يشير إلى انهيار المنظومة التعليمية في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي .
تضمنت كوارث الأسبوع الأول قيام ناظر مدرسة بمنطقة المعصرة بتهديد أولياء الأمور بسلاح ناري، فيما قام مدير مدرسة خاصة بالتحرش بتلميذة بمدينة شبين القناطر، كما قام طالب بالاعتداء على معلمه بمدرسة عبد المجيد عامر الثانوية المشتركة بشبرا شهاب التابعة لإدارة القناطر الخيرية التعليمية بمحافظة القليوبية .
سلاح ناري
في هذا السياق تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية منشورًا منسوبًا إلى أحد أولياء الأمور بمدرسة «س. زغلول» بالمعصرة، كشف فيه أن مدير المدرسة هدد أولياء الأمور بسلاح ناري داخل مكتبه.
في المقابل قال عدد من أولياء الأمور بالمدرسة: إن "ما جرى لا يمت لما نُشر بصلة، مشيرين إلى أن مدير المدرسة، الأستاذ ممدوح، تعامل مع الموقف بهدوء واحترام رغم انفعال بعض أولياء الأمور، ودعاهم إلى تحرير شكوى رسمية لحل أي مشكلات".
وقالت سارة رمضان، إحدى أولياء الأمور: "كنت موجودة داخل مكتب المدير ، ولم أشاهد أي سلاح، الأستاذ ممدوح تعامل معنا بكل احترام، وكل ما أخرجه من الدرج كان فيب وولاعة، وأوضح أنها كانت مع بعض الطلاب وتم التحفظ عليها".
وأوضحت عائشة أدهم أن المسدس الذي أثير حوله الجدل لم يكن حقيقيًا، وإنما لعبة بلاستيكية صودرت من أحد طلاب الصف الأول الثانوي، وتم حفظها بمكتب الإدارة ضمن المتعلقات التي تُسحب من الطلاب عند ضبطها، مشيرة إلى أن نجلها كان من بين الطلاب الذين تمت معاقبتهم بالفصل أسبوعًا، بسبب حيازته هذا المسدس.
مسدس لعبة
من جانبها، زعمت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة عدم صحة ما تم تداوله، مشددة على أن مدير المدرسة لم يهدد أحدًا، ولم يكن بحوزته سلاح ناري، وأن ما أُخرج من المكتب كان مجرد مسدس لعبة تم التحفظ عليه من أحد الطلاب.
وأشارت المديرية في بيان رسمي إلى أنها لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد مروجي الشائعات التي تثير البلبلة داخل المجتمع المدرسي وفق تعبيرها .
في السياق نفسه، زعمت وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، أن المسدس عبارة عن ولاعة تم مصادرتها من أحد الطلاب.
طالب يعتدي على معلم
وأعلنت تعليم الانقلاب عن حزمة قرارات رادعة في واقعة اعتداء طالب على معلمه بمدرسة عبد المجيد عامر الثانوية المشتركة بشبرا شهاب التابعة لإدارة القناطر الخيرية التعليمية بمحافظة القليوبية.
كانت الواقعة قد شهدت تعدي الطالب على معلمه محمد رجب ، مدرس التربية الرياضية، أثناء الحصة الثالثة بفناء المدرسة، حيث قام بتمزيق ملابسه، قبل أن يتدخل أهل الطالب لاحقًا ويعتدوا على مديرة المدرسة وأمن المدرسة، وهو ما وثقته كاميرات المراقبة بالمدرسة.
من جانبه، وجّه المعلم محمد رجب، الذي تعرض للاعتداء، استغاثة عاجلة إلى وزير تعليم الانقلاب، مطالبًا بتوفير الحماية للمعلمين داخل المدارس .
وشدد رجب على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
وأكدت تعليم الانقلاب أنه بناءً على نتائج التحقيقات التي أجرتها لجنة مشكلة من ديوان عام الوزارة، تقرر ما يلي:
1- فصل الطالب لمدة عام دراسي كامل.
2- إحالة واقعة اعتداء ولي الأمر على وكيل المدرسة ومديرتها إلى النيابة العامة بتهم الاقتحام والاعتداء بالسب والقذف.
3- متابعة التصرف الجنائي في المحضر المحرر من قبل المعلم المعتدى عليه.
وزعمت تعليم الانقلاب أنها لن تتهاون مع أي واقعة تمس كرامة وهيبة المعلم، مؤكدة أن المدرسة مكان للتربية قبل التعليم، وأن الاعتداء على أعضاء هيئة التدريس جريمة لن تمر دون عقاب بحسب بيانها .
معاينة تصويرية
في واقعة أخرى بدأت جهات التحقيق بمدينة شبين القناطر بمحافظة القليوبية، إجراء معاينة تصويرية داخل مدرسة خاصة محل الواقعة، للوقوف على ملابسات حادثة مضايقة طالبة داخل غرفة المصلية، وهي القضية التي أثارت موجة غضب واسعة بين الأهالي وأولياء الأمور.
كانت النيابة العامة قد أمرت في وقت سابق بحبس مدير المدرسة، البالغ من العمر 58 عامًا، لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد القانوني، بعد أن تلقت أجهزة أمن الانقلاب بلاغًا من أسرة الطالبة "ر.ا.س"، 15 سنة، يفيد بتعرضها للمضايقة داخل المدرسة الواقعة بكفر شبين.
وكشفت التحريات أن المدير استدرج الطالبة إلى غرفة المصلية، وعرض عليها هاتفًا محمولًا في محاولة لمضايقتها، لكنها تصدت له وضربته دفاعًا عن نفسها، قبل أن تهرب وتبلغ شقيقها، الذي بادر بالاتصال بالنجدة.
من جانبه، أعلن مصطفى عبده، وكيل تعليم الانقلاب بالقليوبية، تشكيل لجنة من التعليم الخاص تضم لجانًا قانونية ومالية، تحت إشراف إدارة شبين القناطر التعليمية، لمتابعة التحقيقات، كما تقرر استبعاد مدير المدرسة من منصبه وتعيين آخر لحين انتهاء التحقيقات .
وشدد عبده على أن المديرية لن تتهاون في اتخاذ أي إجراء يحفظ حقوق الطلاب ويضمن بيئة تعليمية آمنة يحسب زعمه.
